والكلمة مراد بها الكلام ، عبر عن الكلام بكلمة إشارة إلى أنه منتظم في معنى واحد دال على المقصود دلالة سريعة فشبه بالكلمة الواحدة في سرعة الدلالة وإيجاز اللفظ كقوله تعالى كلا إنها كلمة هو قائلها ، وقول النبيء صلى الله عليه وسلم : لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وبينت الكلمة بجملة أصدق كلمة قالها شاعر كلمة إنهم لهم المنصورون ، أي الكلام المتضمن وعدهم بأن ينصرهم الله على الذين كذبوهم وعادوهم ، وهذه بشارة للنبيء صلى الله عليه وسلم عقب تسليته لأنه داخل في عموم المرسلين .وعطف وإن جندنا لهم الغالبون بشارة للمؤمنين فإن المؤمنين جند الله ، أي أنصاره لأنهم نصروا دينه وتلقوا كلامه ، كما سموا حزب الله في قوله كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز إلى قوله أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه إلى قوله أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون .
وقوله " لهم الغالبون " يشمل علوهم على عدوهم في مقام الحجاج وملاحم القتال في الدنيا ، وعلوهم عليهم في الآخرة كما قال تعالى والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة فهو من استعمال " الغالبون " في حقيقته ومجازه .
ومعنى " المنصورون " و " الغالبون " في أكثر الأحوال وباعتبار العاقبة ، فلا ينافي أنهم يغلبون نادرا ثم تكون لهم العاقبة ، أو المراد النصر والغلبة الموعود بهما قريبا وهما ما كان يوم بدر .