nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29009_31955_1888وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب أي علم
داود بعد انتهاء الخصومة أن الله جعلها له فتنة ليشعره بحال فعلته مع (
أوريا ) ، وقد أشعره بذلك ما دله عليه انصراف الخصمين بصورة غير معتادة ، فعلم أنهما ملكان وأن الخصومة صورية فعلم أن الله بعثهما إليه عتبا له على متابعة نفسه
زوجة ( أوريا ) وطلبه التنازل عنها .
وعبر عن علمه ذلك بالظن لأنه علم نظري اكتسبه بالتوسم في حال الحادثة ، وكثيرا ما يعبر عن العلم النظري بالظن لمشابهته الظن من حيث إنه لا يخلو من تردد في أول النظر .
و ( أنما ) مفتوحة الهمزة أخت ( إنما ) تفيد الحصر ، أي ظن أن الخصومة ليست إلا فتنة له ، أو ظن أن ما صدر منه في تزوج
امرأة أوريا ليس إلا فتنة .
ومعنى " فتناه " قدرنا له فتنة ، فيجوز أن تكون الفتنة بالمعنى المشهور في تدبير الحيلة لقتل
أوريا فعبر عنها بالفتنة لأنها أورثت
داود مخالفة للأليق به من صرف نفسه عن شيء غيره ، وعدم متابعته ميله النفساني وإن كان في دائرة المباح في دينهم ، فيكون المعنى : وعلم أن ما صدر منه فتنة من النفس .
وإنما علم ذلك بعد أن أحس من نفسه كراهية مثلها مما صوره له الخصمان .
ويجوز أن يكون الفتن بمعنى الابتلاء والاختبار ، كقوله تعالى
لموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وفتناك [ ص: 240 ] فتونا ، أي ظن أنا اختبرنا زكانته بإرسال الملكين ، يصور أن له صورة شبيهة بفعله ففطن أن ما فعله أمر غير لائق به .
وتفريع
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24فاستغفر ربه على ذلك الظن ظاهر على كلا الاحتمالين ، أي لما علم ذلك طلب الغفران من ربه لما صنع .
وخر خرورا : سقط ، وقد تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فخر عليهم السقف من فوقهم في سورة النحل .
والركوع :
nindex.php?page=treesubj&link=18178_1571الانحناء بقصد التعظيم دون وصول إلى الأرض ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تراهم ركعا سجدا ، فذكر شيئين . قالوا : لم يكن لبني إسرائيل سجود على الأرض وكان لهم الركوع ، وعليه فتقييد فعل ( خر ) بحال " راكعا " تمجز في فعل ( خر ) بعلاقة المشابهة تنبيها على شدة الانحناء حتى قارب الخرور . ومن قال : كان لهم السجود جعل إطلاق الرجوع عليه مجازا بعلاقة الإطلاق . وقال
ابن العربي : لا خلاف في أن الركوع هاهنا السجود ، قلت : الخلاف موجود .
والمعروف أنه ليس لبني إسرائيل سجود بالجبهة على الأرض ، ويحتمل أن يكون السجود عبادة الأنبياء كشأن كثير من شرائع الإسلام كانت خاصة بالأنبياء من قبل كما تقدم قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=132فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، وتقدم قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وخروا له سجدا في سورة يوسف .
وكان
nindex.php?page=treesubj&link=31955_19775ركوع داود - عليه السلام - تضرعا لله تعالى ليقبل استغفاره .
والإنابة : التوبة : يقال : أناب ، ويقال : ناب . وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إن إبراهيم لحليم أواه منيب في سورة هود . وعند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31منيبين إليه في سورة الروم .
وهنا
nindex.php?page=treesubj&link=1900موضع سجدة من سجود القرآن من العزائم عند مالك لثبوت سجود النبيء - صلى الله عليه وسلم - عندها . ففي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
مجاهد "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002233سألت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن السجدة في ص فقال : أوما تقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فكان داود ممن أمر نبيئكم أن يقتدي به فسجدها داود فسجدها رسول الله " ، وفي سنن
أبي داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ ص: 241 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002234ليس ص من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد فيها ، وفيه عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال قرأ رسول الله وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ( أي تهيأوا وتحركوا لأجله ) فقال رسول الله : إنما هي توبة نبيء ولكني رأيتكم تشزنتم ، فنزل فسجد وسجدوا " ، وقول
أبي حنيفة فيها مثل قول
مالك ، ولم ير
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي سجودا في هذه الآية إما لأجل قول النبيء - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002235إنما هي توبة نبيء " فرجع أمرها إلى أنها
nindex.php?page=treesubj&link=22123شرع من قبلنا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي لا يرى شرع من قبلنا دليلا .
ووجه السجود فيها عند من رآه أن ركوع
داود هو سجود شريعتهم ، فلما اقتدى به النبيء - صلى الله عليه وسلم - أتى في اقتدائه بما يساوي الركوع في شريعة الإسلام وهو السجود . وقال
أبو حنيفة : الركوع يقوم مقام سجود التلاوة أخذا من هذه الآية .
واسم الإشارة في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فغفرنا له ذلك إلى ما دلت عليه خصومة الخصمين من تمثيل ما فعله
داود بصورة قضية الخصمين ، وهذا من لطائف القرآن إذ طوى القصة التي تمثل له فيها الخصمان ثم أشار إلى المطوي باسم الإشارة ، وأتبع الله الخبر عن الغفران له بما هو أرفع درجة وهو أنه من المقربين عند الله المرضي عنهم وأنه لم يوقف به عند الغفران لا غير .
والزلفى : القربى ، وهو مصدر أو اسم مصدر .
وتأكيد الخبر لإزالة توهم أن الله غضب عليه إذ فتنه تنزيلا لمقام الاستغراب منزلة مقام الإنكار .
والمآب : مصدر ميمي بمعنى الأوب ، وهو الرجوع . والمراد به : الرجوع إلى الآخرة . وسمي رجوعا لأنه رجوع إلى الله ، أي إلى حكمة البحت ظاهرا وباطنا ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36إليه أدعو وإليه مآب .
وحسن المآب : حسن المرجع ، وهو أن يرجع رجوعا حسنا عند نفسه وفي
[ ص: 242 ] مرأى الناس ، أي له حسن رجوع عندنا وهو كرامة عند الله يوم الجزاء ، أي الجنة يئوب إليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29009_31955_1888وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ أَيْ عَلِمَ
دَاوُدُ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْخُصُومَةِ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَهُ فِتْنَةً لِيُشْعِرَهُ بِحَالِ فَعْلَتِهِ مَعَ (
أُورَيَا ) ، وَقَدْ أَشْعَرَهُ بِذَلِكَ مَا دَلَّهُ عَلَيْهِ انْصِرَافُ الْخَصْمَيْنِ بِصُورَةٍ غَيْرِ مُعْتَادَةٍ ، فَعَلِمَ أَنَّهُمَا مَلَكَانِ وَأَنَّ الْخُصُومَةَ صُورِيَّةٌ فَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَهُمَا إِلَيْهِ عَتْبًا لَهُ عَلَى مُتَابَعَةِ نَفْسِهِ
زَوْجَةَ ( أُورَيَا ) وَطَلَبِهِ التَّنَازُلَ عَنْهَا .
وَعَبَّرَ عَنْ عِلْمِهِ ذَلِكَ بِالظَّنِّ لِأَنَّهُ عِلْمٌ نَظَرِيٌّ اكْتَسَبَهُ بِالتَّوَسُّمِ فِي حَالِ الْحَادِثَةِ ، وَكَثِيرًا مَا يُعَبَّرُ عَنِ الْعِلْمِ النَّظَرِيِّ بِالظَّنِّ لِمُشَابَهَتِهِ الظَّنَّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ تَرَدُّدٍ فِي أَوَّلِ النَّظَرِ .
وَ ( أَنَّمَا ) مَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ أُخْتُ ( إِنَّمَا ) تُفِيدُ الْحَصْرَ ، أَيْ ظَنَّ أَنَّ الْخُصُومَةَ لَيْسَتْ إِلَّا فِتْنَةً لَهُ ، أَوْ ظَنَّ أَنَّ مَا صَدَرَ مِنْهُ فِي تَزَوُّجِ
امْرَأَةِ أُورَيَا لَيْسَ إِلَّا فِتْنَةً .
وَمَعْنَى " فَتَنَّاهُ " قَدَّرْنَا لَهُ فِتْنَةً ، فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْفِتْنَةُ بِالْمَعْنَى الْمَشْهُورِ فِي تَدْبِيرِ الْحِيلَةِ لِقَتْلِ
أُورَيَا فَعَبَّرَ عَنْهَا بِالْفِتْنَةِ لِأَنَّهَا أَوْرَثَتْ
دَاوُدَ مُخَالَفَةً لِلْأَلْيَقِ بِهِ مِنْ صَرْفِ نَفْسِهِ عَنْ شَيْءِ غَيْرِهِ ، وَعَدَمِ مُتَابَعَتِهِ مَيْلَهُ النَّفْسَانِيَّ وَإِنْ كَانَ فِي دَائِرَةِ الْمُبَاحِ فِي دِينِهِمْ ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : وَعَلِمَ أَنَّ مَا صَدَرَ مِنْهُ فِتْنَةٌ مِنَ النَّفْسِ .
وَإِنَّمَا عَلِمَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ كَرَاهِيَةَ مِثْلِهَا مِمَّا صَوَّرَهُ لَهُ الْخَصْمَانِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْفَتْنُ بِمَعْنَى الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى
لِمُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وَفَتَنَّاكَ [ ص: 240 ] فُتُونًا ، أَيْ ظَنَّ أَنَّا اخْتَبَرْنَا زَكَانَتَهُ بِإِرْسَالِ الْمَلَكَيْنِ ، يُصَوِّرُ أَنَّ لَهُ صُورَةً شَبِيهَةً بِفِعْلِهِ فَفَطِنَ أَنَّ مَا فَعَلَهُ أَمْرٌ غَيْرُ لَائِقٍ بِهِ .
وَتَفْرِيعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ عَلَى ذَلِكَ الظَّنِّ ظَاهِرٌ عَلَى كِلَا الِاحْتِمَالَيْنِ ، أَيْ لَمَّا عَلِمَ ذَلِكَ طَلَبَ الْغُفْرَانَ مِنْ رَبِّهِ لِمَا صَنَعَ .
وَخَرَّ خُرُورًا : سَقَطَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ فِي سُورَةِ النَّحْلِ .
وَالرُّكُوعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18178_1571الِانْحِنَاءُ بِقَصْدِ التَّعْظِيمِ دُونَ وُصُولٍ إِلَى الْأَرْضِ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ، فَذَكَرَ شَيْئَيْنِ . قَالُوا : لَمْ يَكُنْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ سُجُودٌ عَلَى الْأَرْضِ وَكَانَ لَهُمُ الرُّكُوعُ ، وَعَلَيْهِ فَتَقْيِيدُ فِعْلِ ( خَرَّ ) بِحَالِ " رَاكِعًا " تَمَجُّزٌ فِي فِعْلِ ( خَرَّ ) بِعَلَاقَةِ الْمُشَابِهَةِ تَنْبِيهًا عَلَى شِدَّةِ الِانْحِنَاءِ حَتَّى قَارَبَ الْخُرُورَ . وَمَنْ قَالَ : كَانَ لَهُمُ السُّجُودُ جَعَلَ إِطْلَاقَ الرُّجُوعِ عَلَيْهِ مَجَازًا بِعَلَاقَةِ الْإِطْلَاقِ . وَقَالَ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ : لَا خِلَافَ فِي أَنَّ الرُّكُوعَ هَاهُنَا السُّجُودُ ، قُلْتُ : الْخِلَافُ مَوْجُودٌ .
وَالْمَعْرُوفُ أَنَّهُ لَيْسَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ سُجُودٌ بِالْجَبْهَةِ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ السُّجُودُ عِبَادَةَ الْأَنْبِيَاءِ كَشَأْنِ كَثِيرٍ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ كَانَتْ خَاصَّةً بِالْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلُ كَمَا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=132فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَتَقَدَّمَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا فِي سُورَةِ يُوسُفَ .
وَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=31955_19775رُكُوعُ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - تَضَرُّعًا لِلَّهِ تَعَالَى لِيَقْبَلَ اسْتِغْفَارَهُ .
وَالْإِنَابَةُ : التَّوْبَةُ : يُقَالُ : أَنَابَ ، وَيُقَالُ : نَابَ . وَتَقَدَّمُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=75إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ فِي سُورَةِ هُودٍ . وَعِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31مُنِيبِينَ إِلَيْهِ فِي سُورَةِ الرُّومِ .
وَهُنَا
nindex.php?page=treesubj&link=1900مَوْضِعُ سَجْدَةٍ مِنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ مِنَ الْعَزَائِمِ عِنْدَ مَالِكٍ لِثُبُوتِ سُجُودِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَهَا . فَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
مُجَاهِدٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002233سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ السَّجْدَةِ فِي ص فَقَالَ : أَوَمَا تَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِلَى قَوْلِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيئُكُمْ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ فَسَجَدَهَا دَاوُدُ فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ " ، وَفِي سُنَنِ
أَبِي دَاوُدَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ [ ص: 241 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002234لَيْسَ ص مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَجَدَ فِيهَا ، وَفِيهِ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ص فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ ( أَيْ تَهَيَّأُوا وَتَحَرَّكُوا لِأَجْلِهِ ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيءٍ وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا " ، وَقَوْلُ
أَبِي حَنِيفَةَ فِيهَا مِثْلَ قَوْلِ
مَالِكٍ ، وَلَمْ يَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ سُجُودًا فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِمَّا لِأَجْلِ قَوْلِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002235إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيءٍ " فَرَجَعَ أَمْرُهَا إِلَى أَنَّهَا
nindex.php?page=treesubj&link=22123شَرْعُ مَنْ قَبْلَنَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ لَا يَرَى شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا دَلِيلًا .
وَوَجْهُ السُّجُودِ فِيهَا عِنْدَ مَنْ رَآهُ أَنَّ رُكُوعَ
دَاوُدَ هُوَ سُجُودُ شَرِيعَتِهِمْ ، فَلَمَّا اقْتَدَى بِهِ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى فِي اقْتِدَائِهِ بِمَا يُسَاوِي الرُّكُوعَ فِي شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ السُّجُودُ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : الرُّكُوعُ يَقُومُ مَقَامَ سُجُودِ التِّلَاوَةِ أَخْذًا مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ .
وَاسْمُ الْإِشَارَةِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ إِلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ خُصُومَةُ الْخَصْمَيْنِ مِنْ تَمْثِيلِ مَا فَعَلَهُ
دَاوُدُ بِصُورَةِ قَضِيَّةِ الْخَصْمَيْنِ ، وَهَذَا مِنْ لَطَائِفِ الْقُرْآنِ إِذْ طَوَى الْقِصَّةَ الَّتِي تَمَثَّلَ لَهُ فِيهَا الْخَصْمَانِ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْمَطْوِيِّ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَأَتْبَعَ اللَّهُ الْخَبَرَ عَنِ الْغُفْرَانِ لَهُ بِمَا هُوَ أَرْفَعُ دَرَجَةً وَهُوَ أَنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَرْضِيِّ عَنْهُمْ وَأَنَّهُ لَمْ يُوقَفْ بِهِ عِنْدَ الْغُفْرَانِ لَا غَيْرَ .
وَالزُّلْفَى : الْقُرْبَى ، وَهُوَ مَصْدَرٌ أَوِ اسْمُ مَصْدَرٍ .
وَتَأْكِيدُ الْخَبَرِ لِإِزَالَةِ تَوَهُّمِ أَنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَيْهِ إِذْ فَتَنَهُ تَنْزِيلًا لِمَقَامِ الِاسْتِغْرَابِ مَنْزِلَةَ مَقَامِ الْإِنْكَارِ .
وَالْمَآبُ : مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ بِمَعْنَى الْأَوْبِ ، وَهُوَ الرُّجُوعُ . وَالْمُرَادُ بِهِ : الرُّجُوعُ إِلَى الْآخِرَةِ . وَسُمِّيَ رُجُوعًا لِأَنَّهُ رُجُوعٌ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ إِلَى حِكْمَةِ الْبَحْتِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=36إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ .
وَحُسْنُ الْمَآبِ : حُسْنُ الْمَرْجِعِ ، وَهُوَ أَنْ يَرْجِعَ رُجُوعًا حَسَنًا عِنْدَ نَفْسِهِ وَفِي
[ ص: 242 ] مَرْأَى النَّاسِ ، أَيْ لَهُ حُسْنُ رُجُوعٍ عِنْدِنَا وَهُوَ كَرَامَةٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْجَزَاءِ ، أَيِ الْجَنَّةُ يَئُوبُ إِلَيْهَا .