nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29010_30351_29468_18984ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين .
عطف على إحدى الجمل المتقدمة المتعلقة بعذاب المشركين في الدنيا والآخرة ، والأحسن أن يكون عطفا على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا ، أي في الدنيا كما أصاب الذين من قبلهم ويوم القيامة تسود وجوههم .
فيجوز أن يكون اسوداد الوجوه حقيقة جعله الله علامة لهم وجعل بقية الناس بخلافهم .
وقد جعل الله اسوداد الوجوه يوم القيامة علامة على سوء المصير كما جعل بياضها علامة على حسن المصير قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون في سورة آل عمران .
[ ص: 50 ] ويجوز أن يكون ابيضاض الوجوه مستعملا في النضرة والبهجة قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وجوه يومئذ ناضرة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم
ويقولون في الذي يخصل خصلة يفتخر بها قومه : بيضت وجوهنا .
والخطاب في قوله ( ترى ) لغير معين .
وجملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة ) مبتدأ وخبر ، وموقع الجملة موقع الحال من (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الذين كذبوا على الله ) ، لأن الرؤية هنا بصرية لا ينصب فعلها مفعولين . ولا يلزم اقتران جملة الحال الاسمية بالواو .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الذين كذبوا على الله ) : هم الذين نسبوا إليه ما هو منزه عنه من الشريك وغير ذلك من تكاذيب الشرك ، فالذين كذبوا على الله هم الذين ظلموا الذين ذكروا في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا ، وصفوا أولا بالظلم ثم وصفوا بالكذب على الله في حكاية أخرى فليس قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الذين كذبوا على الله ) إظهارا في مقام الإضمار .
ويدخل في الذين كذبوا على الله كل من نسب إلى الله صفة لا دليل له فيها ، ومن شرع شيئا فزعم أن الله شرعه متعمدا قاصدا ترويجه للقبول بدون دليل ، فيدخل أهل الضلال الذين اختلقوا صفات لله أو نسبوا إليه تشريعا ، ولا يدخل أهل الاجتهاد المخطئون في الأدلة سواء في الفروع بالاتفاق وفي الأصول على ما نختاره إذا استفرغوا الجهود .
ونسبة شيء إلى الله أمرها خطير ، ولذلك قال أيمتنا : إن الحكم المقيس غير المنصوص يجوز أن يقال هو دين الله ولا يجوز أن يقال : قاله الله .
ولذلك فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أليس في جهنم مثوى للمتكبرين واقعة موقع الاستئناف البياني لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة على كلا المعنيين لأن
[ ص: 51 ] السامع يسأل عن سبب اسوداد الوجوه فيجاب بأن في جهنم مثواهم يعني لأن السواد يناسب ما سيلفح وجوههم من مس النار فأجيب بطريقة الاستفهام التقريري بتنزيل السائل المقدر منزلة من يعلم أن مثواهم جهنم فلا يليق به أن يغفل عن مناسبة سواد وجوههم ، لمصيرهم إلى النار ، فإن للدخائل عناوينها ، وهذا الاستفهام كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ، وكقول
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري nindex.php?page=showalam&ids=19للمغيرة بن شعبة حين كان أمير
الكوفة وقد أخر الصلاة يوما : ما هذا يا
مغيرة أليس قد علمت أن
جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكقول
الحجاج في خطبته في
أهل الكوفة ألستم أصحابي
بالأهواز حين رمتم الغدر إلخ .
والتكبر : شدة الكبر ، ومن أوصاف الله تعالى المتكبر ، والكبر : إظهار المرء التعاظم على غيره لأنه يعد نفسه عظيما .
وتعريف المتكبرين هنا للاستغراق ، وأصحاب التكبر مراتب أقواها الشرك ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وهو المعني بقول النبيء صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002276لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه حبة خردل من إيمان أخرجه
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ألا ترى أنه قابله بالإيمان ، ودونه مراتب كثيرة متفاوتة في قوة حقيقة ماهية التكبر ، وكلها مذمومة . وما يدور على الألسن : أن الكبر على أهل الكبر عبادة ، فليس بصحيح .
وفي وصفهم بالمتكبرين إيماء إلى أن عقابهم بتسويد وجوههم كان مناسبا لكبريائهم لأن المتكبر إذا كان سيئ الوجه انكسرت كبرياؤه لأن الكبرياء تضعف بمقدار شعور صاحبها بمعرفة الناس نقائصه .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29010_30351_29468_18984وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ .
عَطْفٌ عَلَى إِحْدَى الْجُمَلِ الْمُتَقَدِّمَةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِعَذَابِ الْمُشْرِكِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ، أَيْ فِي الدُّنْيَا كَمَا أَصَابَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ .
فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْوِدَادُ الْوُجُوهِ حَقِيقَةً جَعَلَهُ اللَّهُ عَلَامَةً لَهُمْ وَجَعَلَ بَقِيَّةَ النَّاسِ بِخِلَافِهِمْ .
وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ اسْوِدَادَ الْوُجُوهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَامَةً عَلَى سُوءِ الْمَصِيرِ كَمَا جَعَلَ بَيَاضَهَا عَلَامَةً عَلَى حُسْنِ الْمَصِيرِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
[ ص: 50 ] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ابْيِضَاضُ الْوُجُوهِ مُسْتَعْمَلًا فِي النَّضْرَةِ وَالْبَهْجَةِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
بِيضُ الْوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ
وَيَقُولُونَ فِي الَّذِي يَخْصُلُ خَصْلَةً يَفْتَخِرُ بِهَا قَوْمُهُ : بَيَّضْتَ وُجُوهَنَا .
وَالْخِطَابُ فِي قَوْلِهِ ( تَرَى ) لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ .
وَجُمْلَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَمَوْقِعُ الْجُمْلَةِ مَوْقِعُ الْحَالِ مِنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ) ، لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ هُنَا بَصَرِيَّةٌ لَا يَنْصِبُ فِعْلُهَا مَفْعُولَيْنِ . وَلَا يَلْزَمُ اقْتِرَانُ جُمْلَةِ الْحَالِ الِاسْمِيَّةِ بِالْوَاوِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ) : هُمُ الَّذِينَ نَسَبُوا إِلَيْهِ مَا هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ مِنَ الشَّرِيكِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ تَكَاذِيبِ الشِّرْكِ ، فَالَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ هُمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=51وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ، وُصِفُوا أَوَّلًا بِالظُّلْمِ ثُمَّ وُصِفُوا بِالْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ فِي حِكَايَةٍ أُخْرَى فَلَيْسَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ ) إِظْهَارًا فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ .
وَيَدْخُلُ فِي الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ كُلُّ مَنْ نَسَبَ إِلَى اللَّهِ صِفَةً لَا دَلِيلَ لَهُ فِيهَا ، وَمَنْ شَرَعَ شَيْئًا فَزَعَمَ أَنَّ اللَّهَ شَرَعَهُ مُتَعَمِّدًا قَاصِدًا تَرْوِيجَهُ لِلْقَبُولِ بِدُونِ دَلِيلٍ ، فَيَدْخُلُ أَهْلُ الضَّلَالِ الَّذِينَ اخْتَلَقُوا صِفَاتٍ لِلَّهِ أَوْ نَسَبُوا إِلَيْهِ تَشْرِيعًا ، وَلَا يَدْخُلُ أَهْلُ الِاجْتِهَادِ الْمُخْطِئُونَ فِي الْأَدِلَّةِ سَوَاءٌ فِي الْفُرُوعِ بِالِاتِّفَاقِ وَفِي الْأُصُولِ عَلَى مَا نَخْتَارُهُ إِذَا اسْتَفْرَغُوا الْجُهُودَ .
وَنِسْبَةُ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ أَمْرُهَا خَطِيرٌ ، وَلِذَلِكَ قَالَ أَيِمَّتُنَا : إِنَّ الْحُكْمَ الْمَقِيسَ غَيْرَ الْمَنْصُوصِ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ هُوَ دِينُ اللَّهِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : قَالَهُ اللَّهُ .
وَلِذَلِكَ فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ الِاسْتِئْنَافِ الْبَيَانِيِّ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسَوَّدَةٌ عَلَى كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ لِأَنَّ
[ ص: 51 ] السَّامِعَ يَسْأَلُ عَنْ سَبَبِ اسْوِدَادِ الْوُجُوهِ فَيُجَابُ بِأَنَّ فِي جَهَنَّمَ مَثْوَاهُمْ يَعْنِي لِأَنَّ السَّوَادَ يُنَاسِبُ مَا سَيَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ مَنْ مَسِّ النَّارِ فَأُجِيبَ بِطَرِيقَةِ الِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ بِتَنْزِيلِ السَّائِلِ الْمُقَدَّرِ مَنْزِلَةَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَثْوَاهُمْ جَهَنَّمُ فَلَا يَلِيقُ بِهِ أَنْ يَغْفُلَ عَنْ مُنَاسَبَةِ سَوَادِ وُجُوهِهِمْ ، لِمَصِيرِهِمْ إِلَى النَّارِ ، فَإِنَّ لِلدَّخَائِلِ عَنَاوِينَهَا ، وَهَذَا الِاسْتِفْهَامُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ، وَكَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=91أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=19لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حِينَ كَانَ أَمِيرَ
الْكُوفَةِ وَقَدْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا : مَا هَذَا يَا
مُغِيرَةُ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ
جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَكَقَوْلِ
الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَتِهِ فِي
أَهِلِ الْكُوفَةِ أَلَسْتُمْ أَصْحَابِي
بِالْأَهْوَازِ حِينَ رُمْتُمُ الْغَدْرَ إِلَخْ .
وَالتَّكَبُّرُ : شِدَّةُ الْكِبْرِ ، وَمِنْ أَوْصَافِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُتَكَبِّرُ ، وَالْكِبْرُ : إِظْهَارُ الْمَرْءِ التَّعَاظُمَ عَلَى غَيْرِهِ لِأَنَّهُ يَعُدُّ نَفْسَهُ عَظِيمًا .
وَتَعْرِيفُ الْمُتَكَبِّرِينَ هُنَا لِلِاسْتِغْرَاقِ ، وَأَصْحَابُ التَّكَبُّرِ مَرَاتِبُ أَقْوَاهَا الشِّرْكُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ وَهُوَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002276لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَابَلَهُ بِالْإِيمَانِ ، وَدُونَهُ مَرَاتِبُ كَثِيرَةٌ مُتَفَاوِتَةٌ فِي قُوَّةِ حَقِيقَةِ مَاهِيَّةِ التَّكَبُّرِ ، وَكُلُّهَا مَذْمُومَةٌ . وَمَا يَدُورُ عَلَى الْأَلْسُنِ : أَنَّ الْكِبْرَ عَلَى أَهْلِ الْكِبْرِ عِبَادَةٌ ، فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ .
وَفِي وَصْفِهِمْ بِالْمُتَكَبِّرِينَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ عِقَابَهُمْ بِتَسْوِيدِ وُجُوهِهِمْ كَانَ مُنَاسِبًا لِكِبْرِيَائِهِمْ لِأَنَّ الْمُتَكَبِّرَ إِذَا كَانَ سَيِّئَ الْوَجْهِ انْكَسَرَتْ كِبْرِيَاؤُهُ لِأَنَّ الْكِبْرِيَاءَ تَضْعُفُ بِمِقْدَارِ شُعُورِ صَاحِبِهَا بِمَعْرِفَةِ النَّاسِ نَقَائِصَهُ .