nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29011_28678_29428_19696فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
تفريع على ما شاهدوا من الآيات وما أفيض عليهم من الرزق ، وعلى أنهم المرجوون للتذكير ، أي إذ كنتم بهذه الدرجة فادعوا الله مخلصين ، ففي الفاء معنى الفصيحة كما تقدم في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وما يتذكر إلا من ينيب ) .
[ ص: 105 ] والمعنى : أن الله أراكم آياته وأنزل لكم الرزق وما يتذكر إلا المنيبون وأنتم منهم فادعوا الله مخلصين لتوفير دواعي تلك العبادة .
والدعاء هنا : الإعلان وذكر الله ونداؤه ويشمل الدعاء بمعنى سؤال الحاجة شمول الأعم للأخص ، وتقدم آنفا أن الدعاء يطلق على العبادة .
والأمر مستعمل في طلب الدوام لأن المؤمنين قد دعوا الله مخلصين له ، فالمقصود : دوموا على ذلك ولو كره الكافرون ، لأن كراهية الكافرين ذلك من المؤمنين تكون سببا لمحاولتهم صرفهم عن ذلك بكل وسيلة يجدون إليها سبيلا فيخشى ذلك أن يفتن فريقا من المؤمنين ، فالكراهية كناية عن المقاومة والصد لأنهما لازمان للكراهية لأن شأن الكاره أن لا يصبر على دوام ما يكرهه ، فالأمر بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين ) إلى نحو الأمر في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ) .
وإظهار اسم الجلالة في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله ) لأن الكلام تفريع لاستجداد غرض آخر فجعل مستقلا عما قبله .
وتقدم تفسير ( مخلصين له الدين ) في تفسير قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=2فاعبد الله مخلصا له الدين أول سورة الزمر .
وجملة ( ولو كره الكافرون ) في موضع الحال من فاعل ( ادعوا ) .
و ( لو ) وصلية تفيد أن شرطها أقصى ما يكون من الأحوال التي يراد تقييد عامل الحال بها ، أي اعبدوه في كل حال حتى في حال كراهية الكافرين ذلك لأن كراهية الكافرين ذلك والمؤمنون بين ظهرانيهم وفي بلاد سلطان الكافرين مظنة لأن يصدهم ذلك عن دعاء الله مخلصين له الدين . وهذا في معنى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فاصدع بما تؤمر وقد تقدم تفصيل ( لو ) هذه عند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به في سورة آل عمران .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29011_28678_29428_19696فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .
تَفْرِيعٌ عَلَى مَا شَاهَدُوا مِنَ الْآيَاتِ وَمَا أُفِيضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّزْقِ ، وَعَلَى أَنَّهُمُ الْمَرْجُوُّونَ لِلتَّذْكِيرِ ، أَيْ إِذْ كُنْتُمْ بِهَذِهِ الدَّرَجَةِ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ، فَفِي الْفَاءِ مَعْنَى الْفَصِيحَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ) .
[ ص: 105 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ أَرَاكُمْ آيَاتِهِ وَأَنْزَلَ لَكُمُ الرِّزْقَ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا الْمُنِيبُونَ وَأَنْتُمْ مِنْهُمْ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لِتَوْفِيرِ دَوَاعِي تِلْكَ الْعِبَادَةِ .
وَالدُّعَاءُ هُنَا : الْإِعْلَانُ وَذِكْرُ اللَّهِ وَنِدَاؤُهُ وَيَشْمَلُ الدُّعَاءَ بِمَعْنَى سُؤَالِ الْحَاجَةِ شُمُولَ الْأَعَمِّ لِلْأَخَصِّ ، وَتَقَدَّمَ آنِفًا أَنَّ الدُّعَاءَ يُطْلَقُ عَلَى الْعِبَادَةِ .
وَالْأَمْرُ مُسْتَعْمَلٌ فِي طَلَبِ الدَّوَامِ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ، فَالْمَقْصُودُ : دُومُوا عَلَى ذَلِكَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، لِأَنَّ كَرَاهِيَةَ الْكَافِرِينَ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَكُونُ سَبَبًا لِمُحَاوَلَتِهِمْ صَرْفَهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ يَجِدُونَ إِلَيْهَا سَبِيلًا فَيُخْشَى ذَلِكَ أَنْ يَفْتِنَ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَالْكَرَاهِيَةُ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُقَاوَمَةِ وَالصَّدِّ لِأَنَّهُمَا لَازِمَانِ لِلْكَرَاهِيَةِ لِأَنَّ شَأْنَ الْكَارِهِ أَنْ لَا يَصْبِرَ عَلَى دَوَامِ مَا يَكْرَهُهُ ، فَالْأَمْرُ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ) إِلَى نَحْوِ الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=136يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) .
وَإِظْهَارُ اسْمِ الْجَلَالَةِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ ) لِأَنَّ الْكَلَامَ تَفْرِيعٌ لِاسْتِجْدَادِ غَرَضٍ آخَرَ فَجُعِلَ مُسْتَقِلًّا عَمَّا قَبْلَهُ .
وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=2فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَوَّلَ سُورَةِ الزُّمَرِ .
وَجُمْلَةُ ( وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ ( ادْعُوا ) .
وَ ( لَوْ ) وَصْلِيَّةٌ تُفِيدُ أَنَّ شَرْطَهَا أَقْصَى مَا يَكُونُ مِنَ الْأَحْوَالِ الَّتِي يُرَادُ تَقْيِيدُ عَامِلِ الْحَالِ بِهَا ، أَيِ اعْبُدُوهُ فِي كُلِّ حَالٍ حَتَّى فِي حَالِ كَرَاهِيَةِ الْكَافِرِينَ ذَلِكَ لِأَنَّ كَرَاهِيَةَ الْكَافِرِينَ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَفِي بِلَادِ سُلْطَانِ الْكَافِرِينَ مَظِنَّةٌ لِأَنْ يَصُدَّهُمْ ذَلِكَ عَنْ دُعَاءِ اللَّهِ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ . وَهَذَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْصِيلُ ( لَوْ ) هَذِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=91فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .