وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم .
أعيد التحريض على الإنفاق فذكر مرة رابعة ، وقوله : فإن الله به عليم كناية عن الجزاء عليه ؛ لأن العلم يكنى به عن أثره كثيرا ، فلما كان الإنفاق مرغبا فيه من الله ، وكان علم الله بذلك معروفا للمسلمين ، تعين أن يكون الإخبار بأنه عليم به أنه عليم بامتثال المنفق ، أي : فهو لا يضيع أجره إذ لا يمنعه منه مانع بعد كونه عليما به ، لأنه قدير عليه ، وقد حصل بمجموع هذه المرات الأربع من التحريض ما أفاد شدة فضل الإنفاق بأنه نفع للمنفق ، وصلة بينه وبين ربه ، ونوال الجزاء من الله ، وأنه ثابت له في علم الله .