ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اسم الإشارة مؤكد لنظيره الذي قبله ، أي ذلك المذكور الذي هو فضل يحصل لهم في الجنة هو أيضا بشرى لهم من الحياة الدنيا .
والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف تقديره : الذي يبشر الله به عباده . وحذفه هنا لتنزيله منزلة الضمير المنصوب باعتبار حذف الجار على طريقة حذفه في نحو قوله : واختار موسى لقومه بتقدير : من قومه ، فلما عومل معاملة المنصوب حذف كما يحذف الضمير المنصوب .
[ ص: 81 ] وقرأ نافع وعاصم وابن عامر ويعقوب وخلف ( يبشر ) بضم التحتية وفتح الموحدة وتشديد الشين المكسورة ، وهو من بشره : إذا أخبره بحادث يسره . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة ( يبشر ) بفتح التحتية وسكون الموحدة وضم الشين مخففة ، يقال : بشرت الرجل بتخفيف الشين أبشره من باب نصر : إذا أغبطه بحادث يسره . والكسائي
وجمع العباد المضاف إلى اسم الجلالة أو ضميره غلب إطلاقه في القرآن في معرض التقريب وترفيع الشأن ، ولذلك يكون موقع الذين آمنوا وعملوا الصالحات هنا موقع عطف البيان على نحو قوله تعالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون إذ وقع ( الذين آمنوا ) موقع عطف البيان من ( أولياء الله ) .