[ ص: 320 ] ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم
عطف على وزوجناهم بحور عين . وهذا تذكير بنعمة السلامة مما ارتبك فيه غيرهم . وذلك مما يحمد الله عليه كما ورد أن من آداب من يرى غيره في شدة أو بأس أن يقول : الحمد لله الذي عافاني مما هو فيه .
وضمير وقاهم عائد إلى ضمير المتكلم في وزوجناهم على طريقة الالتفات .
و " فضلا " حال من المذكورات . والخطاب للنبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وذكر الرب إظهار في مقام الإضمار ومقتضى الظاهر أن يقال : فضلا منه أو منا . ونكتة هذا الإظهار تشريف مقام النبيء - صلى الله عليه وسلم - والإيماء إلى أن ذلك إكرام له لإيمانهم به .
وجملة ذلك هو الفوز العظيم تذييل ، والإشارة في ذلك هو الفوز العظيم لتعظيم الفضل ببعد المرتبة .
وأتي بضمير الفصل لتخصيص الفوز بالفضل المشار إليه وهو قصر لإفادة معنى الكمال كأنه لا فوز غيره .