" أم هم المصيطرون " .
إنكار ؛ لأن يكون لهم تصرف في عطاء الله تعالى ولو دون تصرف المالك مثل تصرف الوكيل والخازن وهو ما عبر عنه بالمصيطرون .
والمصيطر : يقال بالصاد والسين في أوله : اسم فاعل من صيطر بالصاد والسين ، إذا حفظ وتسلط ، وهو فعل مشتق من سيطر إذا قطع ، ومنه الساطور ، وهو حديد يقطع به اللحم والعظم . وصيغ منه وزن فعيل للإلحاق بالرباعي كقولهم : بيقر ، بمعنى هلك أو تحضر ، وبيطر بمعنى شق ، وهيمن ، ولا خامس لها في الأفعال . وإبدال السين صادا لغة فيه مثل الصراط والسراط .
وقرأ الجمهور المصيطرون بصاد . وقرأه عن قنبل ابن كثير وهشام عن ابن عامر ، وحفص في روايته بالسين في أوله .
وفي معنى الآية قوله تعالى أهم يقسمون رحمة ربك ، وليس في الآية [ ص: 72 ] الاستدلال لهذا النفي في قوله " أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون " ؛ لأن وضوحه كنار على علم . وقد تقدم في صدر تفسير هذه السورة حديث جبير بن مطعم لما سمع هذه الآية وكانت سبب إسلامه .