nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29035بالحق .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بالحق ) معترض بين جملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض ) وجملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وصوركم ) .
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بالحق إيماء إلى
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30179إثبات البعث والجزاء لأن قوله بالحق متعلق بفعل ( خلق ) تعلق الملابسة المفاد بالباء ، أي خلقا ملابسا للحق ، والحق ضد الباطل ، ألا ترى إلى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إن في خلق السماوات والأرض إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ربنا ما خلقت هذا باطلا . والباطل ماصدقه هنالك هو العبث لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق فتعين أن ماصدق الحق في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق أنه ضد العبث والإهمال .
والمراد ب
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض خلق ذواتهن وخلق ما فيهن من المخلوقات كما أنبأ عنه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ، أي ما خلقناهما وما بينهما إلا بالحق ، فكذلك يكون التقدير في الآية من هذه السورة .
وملابسة الحق لخلق السماوات والأرض يلزم أن تكون ملابسة عامة مطردة لأنه لو اختلت ملابسة حال من أحوال مخلوقات السماوات للحق لكان ناقضا لمعنى ملابسة خلقها للحق ، فكان نفي البعث للجزاء على أعمال المخلوقات موجبا
[ ص: 265 ] اختلال تلك الملابسة في بعض الأحوال . وتخلف الجزاء عن الأعمال في الدنيا مشاهد إذ كثيرا ما نرى الصالحين في كرب ونرى أهل الفساد في نعمة ، فلو كانت هذه الحياة الدنيا قصارى حياة المكلفين لكان كثير من أهل الصلاح غير لاق جزاء على صلاحه . وانقلب أكثر أهل الفساد متمتعا بإرضاء خباثة نفسه ونوال مشتهياته ، فكان خلق كلا هذين الفريقين غير ملابس للحق ، بالمعنى المراد .
ولزيادة الإيقاظ لهذا الإيماء عطف عليه قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وإليه المصير ) وكل ذلك توطئة إلى ما سبقه من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا ) الآية .
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بالحق رمز إلى الجزاء وهو وعيد ووعد .
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات إلى آخره إظهار أيضا لعظمة الله في ملكوته .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29035بِالْحَقِّ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بِالْحَقِّ ) مُعْتَرِضٌ بَيْنَ جُمْلَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) وَجُمْلَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وَصَوَّرَكُمْ ) .
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بِالْحَقِّ إِيمَاءٌ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30179إِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ لِأَنَّ قَوْلَهُ بِالْحَقِّ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلِ ( خَلَقَ ) تَعَلُّقَ الْمُلَابَسَةِ الْمُفَادَ بِالْبَاءِ ، أَيْ خَلْقًا مُلَابِسًا لِلْحَقِ ، وَالْحَقُّ ضِدُّ الْبَاطِلِ ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا . وَالْبَاطِلُ مَاصَدَقَهُ هُنَالِكَ هُوَ الْعَبَثُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ فَتَعَيَّنَ أَنَّ مَاصَدَقَ الْحَقِّ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ أَنَّهُ ضِدُّ الْعَبَثِ وَالْإِهْمَالِ .
وَالْمُرَادُ بِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ خَلَقَ ذَوَاتِهِنَّ وَخُلِقَ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ، أَيْ مَا خَلَقْنَاهُمَا وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِ ، فَكَذَلِكَ يَكُونُ التَّقْدِيرُ فِي الْآيَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ .
وَمُلَابَسَةُ الْحَقِّ لِخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ مُلَابَسَةً عَامَّةً مُطَّرِدَةً لِأَنَّهُ لَوِ اخْتَلَّتْ مُلَابَسَةُ حَالٍ مِنْ أَحْوَالِ مَخْلُوقَاتِ السَّمَاوَاتِ لِلْحَقِّ لَكَانَ نَاقِضًا لِمَعْنَى مُلَابَسَةِ خَلْقِهَا لِلْحَقِّ ، فَكَانَ نَفْيُ الْبَعْثِ لِلْجَزَاءِ عَلَى أَعْمَالِ الْمَخْلُوقَاتِ مُوجِبًا
[ ص: 265 ] اخْتِلَالَ تِلْكَ الْمُلَابَسَةِ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ . وَتَخَلُّفُ الْجَزَاءِ عَنِ الْأَعْمَالِ فِي الدُّنْيَا مُشَاهَدٌ إِذْ كَثِيرًا مَا نَرَى الصَّالِحِينَ فِي كَرْبٍ وَنَرَى أَهْلَ الْفَسَادِ فِي نِعْمَةٍ ، فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا قُصَارَى حَيَاةِ الْمُكَلَّفِينَ لَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ غَيْرَ لَاقٍ جَزَاءً عَلَى صَلَاحِهِ . وَانْقَلَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْفَسَادِ مُتَمَتِّعًا بِإِرْضَاءِ خَبَاثَةِ نَفْسِهِ وَنَوَالِ مُشْتَهَيَاتِهِ ، فَكَانَ خَلْقُ كِلَا هَذَيْنِ الْفَرِيقَيْنِ غَيْرَ مُلَابِسٍ لِلْحَقِ ، بِالْمَعْنَى الْمُرَادِ .
وَلِزِيَادَةِ الْإِيقَاظِ لِهَذَا الْإِيمَاءِ عُطِفَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) وَكُلُّ ذَلِكَ تَوْطِئَةٌ إِلَى مَا سَبَقَهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ) الْآيَةَ .
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3بِالْحَقِّ رَمْزٌ إِلَى الْجَزَاءِ وَهُوَ وَعِيدٌ وَوَعْدٌ .
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ إِلَى آخِرِهِ إِظْهَارٌ أَيْضًا لِعَظَمَةِ اللَّهِ فِي مَلَكُوتِهِ .