[ ص: 516 ] [ ص: 517 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التكاثر
قال الآلوسي : أخرج عن ابن أبي حاتم : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمونها ( المقبرة ) اهـ . سعيد بن أبي هلال
وسميت في معظم المصاحف ومعظم التفاسير ( سورة التكاثر ) وكذلك عنونها الترمذي في جامعه ، وهي كذلك معنونة في بعض المصاحف العتيقة بالقيروان .
وسميت في بعض المصاحف ( سورة ألهاكم ) وكذلك ترجمها في كتاب التفسير من صحيحه . البخاري
وهي مكية عند الجمهور قال ابن عطية : هي مكية لا أعلم فيها خلافا .
وعن ابن عباس والكلبي ومقاتل : أنها نزلت في مفاخرة جرت بين بني عبد مناف وبني سهم في الإسلام كما يأتي قريبا ، وكانوا من بطون قريش بمكة ولأن قبور أسلافهم بمكة .
وفي الإتقان : المختار أنها مدنية . قال : ويدل له ما أخرجه أنها نزلت في قبيلتين من ابن أبي حاتم الأنصار تفاخروا ، وما أخرجه عن البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي بن كعب لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاهه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب . قال أبي : كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت ( ألهاكم التكاثر ) اهـ . يريد المستدل بهذا أن أبيا أنصاري وأن ظاهر قوله : حتى نزلت ( ألهاكم التكاثر ) ، أنها نزلت بعد أن كانوا يعدون ( لو أن لابن آدم واديا من ذهب . . . إلخ من القرآن ) وليس في كلام أبي دليل ناهض ، إذ يجوز أن يريد بضمير ( كنا ) المسلمين ، أي : كان من سبق منهم يعد ذلك من القرآن حتى نزلت سورة التكاثر وبين لهم النبيء - صلى الله عليه وسلم - أن ما كانوا يقولونه ليس بقرآن .
[ ص: 518 ] والذي يظهر من معاني السورة وغلظة وعيدها أنها مكية ، وأن المخاطب بها فريق من المشركين ; لأن ما ذكر فيها لا يليق بالمسلمين أيامئذ .
وسبب نزولها فيما قال الواحدي والبغوي عن مقاتل والكلبي والقرطبي عنهما وعن أن ابن عباس بني عبد مناف وبني سهم من قريش تفاخروا فتعادوا السادة والأشراف من أيهم أكثر عددا ، فكثر بنو عبد مناف بني سهم بثلاثة أبيات ; لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية .
وأخرج عن ابن أبي حاتم أبي بريدة الجرمي قال : نزلت في قبيلتين من الأنصار : بني حارثة ، وبني الحارث ، تفاخروا وتكاثروا بالأحياء ، ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور ، فجعلت إحدى الطائفتين تقول : فيكم مثل فلان ، تشير إلى القبر . ومثل فلان ، وفعل الآخرون مثل ذلك ، فأنزل الله ( ألهاكم التكاثر ) .
وقد عدت السادسة عشرة في ترتيب نزول السور ، ونزلت بعد سورة الكوثر وقبل سورة الماعون بناء على أنها مكية .
وعدد آيتها ثمان .