قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) الآية [ 94 ] .
345 - أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن عباد سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن قال : لحق المسلمون رجلا في غنيمة . فنزلت هذه الآية : ( ابن عباس ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ) [ أي ] تلك الغنيمة . رواه عن البخاري علي بن عبد الله ، ورواه مسلم عن كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة ، سفيان .
[ ص: 90 ] 346 - وأخبرنا إسماعيل قال : أخبرنا قال : حدثنا أبو عمرو بن نجيد محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، قال : مر رجل من ابن عباس سليم على نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه غنم [ له ] فسلم عليهم ، فقالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم ، فقاموا إليه فقتلوه ، وأخذوا غنمه ، وأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فأنزل الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) . عن
347 - أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال : أخبرنا ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ أبو يحيى الرازي ، حدثنا قال : حدثنا سهل بن عثمان عن وكيع سفيان ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن قال : سعيد بن جبير خرج في سرية ، فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله ، فقال : لا إله إلا الله ، فقتله المقداد بن الأسود المقداد ، فقيل له : أقتلته وقد قال : لا إله إلا الله ؟ ود لو فر بأهله وماله . فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا ذلك له ، فنزلت : ( ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) .
348 - وقال الحسن : إن أصحاب النبي - عليه السلام - خرجوا يطوفون ، فلقوا المشركين فهزموهم ، فشد منهم رجل فتبعه رجل من المسلمين وأراد متاعه ، فلما غشيه بالسنان قال : إني مسلم ، إني مسلم . فكذبه ثم أوجره بالسنان فقتله وأخذ متاعه وكان قليلا ، فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : قتلته بعدما زعم أنه مسلم ؟ فقال : يا رسول الله ، إنما قالها متعوذا . قال : فهلا شققت عن قلبه ! [ قال : لم يا رسول الله ؟ قال ] : لتنظر أصادق هو أم كاذب ؟ قال : وكنت أعلم ذلك يا رسول الله ؟ قال : ويك إنك [ إن ] لم تكن تعلم ذلك ، إنما كان يبين [ عنه ] لسانه . قال : فما لبث القاتل أن مات فدفن ، فأصبح وقد وضع إلى جنب قبره . قال : ثم عادوا فحفروا له وأمكنوا ودفنوه ، فأصبح وقد وضع إلى جنب قبره مرتين أو ثلاثا . فلما رأوا أن الأرض لا تقبله ألقوه في بعض تلك الشعاب . قال : وأنزل الله تعالى هذه الآية . قال الحسن : إن الأرض تجن من هو شر منه ، ولكن وعظ القوم أن لا يعودوا .
349 - أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد المزكي قال : أخبرنا قال : أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة قال : حدثنا أبو القاسم البغوي سعيد بن يحيى الأموي قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد ، عن أبيه مكة ، فمر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي ، فحيانا تحية الإسلام ، فنزعنا عنه ، وحمل عليه محلم بن جثامة لشر كان بينه وبينه في الجاهلية ، فقتله واستلب بعيرا له ووطاء ومتيعا كان له . فأنهينا شأننا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه بخبره ، فأنزل الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) إلى آخر الآية . قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية إلى إضم ، قبل مخرجه إلى
350 - وقال : السدي بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سرية ، فلقي [ ص: 92 ] أسامة بن زيد مرداس بن نهيك الضمري فقتله ، وكان من أهل " فدك " ولم يسلم من قومه غيره ، وكان يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويسلم عليهم . قال أسامة : فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته فقال : قتلت رجلا يقول : لا إله إلا الله ؟ فقلت : يا رسول الله ، إنما تعوذ من القتل . فقال : كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله ، قال : فما زال يرددها علي : أقتلت رجلا يقول : لا إله إلا الله ؟ حتى تمنيت لو أن إسلامي كان يومئذ ، فنزلت : ( إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) الآية . ونحو هذا قال الكلبي وقتادة . [ و ] يدل على صحته الحديث الذي .
351 - أخبرناه قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي محمد بن عيسى بن عمرويه قال : حدثنا إبراهيم بن سفيان قال : حدثنا مسلم قال : حدثني قال : حدثنا يعقوب الدورقي هشيم قال : أخبرنا [ ابن ] حصين قال : حدثنا أبو ظبيان قال : يحدث قال : بعثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أسامة بن زيد بن حارثة الحرقة من جهينة ، فصبحنا القوم فهزمناهم . ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله . قال : فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته ، فلما قدمنا بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أسامة ، أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ قلت : يا رسول الله ، إنما كان متعوذا . قال : أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟ قال : فما زال يكررها علي حتى تمنيت لو أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم . سمعت