وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) الآية [ 55 ] . قوله تعالى : (
646 - روى عن الربيع بن أنس ، أبي العالية ، في هذه الآية ، قال : مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين - بعدما أوحى الله إليه - خائفا هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سرا وعلانية . ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يصبحون في السلاح ، ويمسون في السلاح . فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لن تلبثوا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليست فيهم حديدة . وأنزل الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) إلى آخر الآية . فأظهر الله تعالى نبيه على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا . ثم قبض الله تعالى نبيه فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [ تعالى ما ] بهم .
647 - أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن الحسين النقيب قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النصراباذي قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال : حدثنا أبي ، عن علي بن الحسين بن واقد ، عن الربيع بن أنس أبي العالية ، عن قال : أبي بن كعب قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار - رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله عز وجل ؟ فأنزل الله تعالى لنبيه : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ) إلى قوله : ( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) يعني بالنعمة . رواه الحاكم [ أبو عبد الله ] في صحيحه ، عن محمد بن صالح بن هانئ ، عن أبي سعيد بن شاذان ، عن الدارمي .