وما كان الله ليضيع إيمانكم ) . قوله تعالى : (
73 - قال في رواية ابن عباس الكلبي : كان رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ماتوا على القبلة الأولى ، منهم ، أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار ، أحد والبراء بن معرور بني سلمة ، وأناس آخرون ، جاءت عشائرهم فقالوا : يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى ، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا ؟ فأنزل الله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) الآية . [ ص: 24 ] ثم قال : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل - - عليه السلام - - : " وددت أن الله تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها - وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم - فقال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئا ، فسل ربك أن يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم . ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
74 - أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا ، حدثنا علي بن عمر الحافظ عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا ، حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا أبو بكر بن عياش أبو إسحاق ، عن البراء قال : المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ، ثم علم الله عز وجل هوى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فنزلت : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) الآية ، رواه صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قدومه مسلم عن ، عن أبي بكر بن أبي شيبة أبي الأحوص . رواه عن البخاري أبي نعيم عن زهير ، كلاهما عن أبي إسحاق .