أمر الله - جل وعلا - نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة أن يقول للمعرضين عن ذكر ربهم : من يكلؤكم أي : من هو الذي يحفظكم ويحرسكم بالليل في حال نومكم والنهار في حال تصرفكم في أموركم . والكلاءة بالكسر : الحفظ والحراسة . يقال : اذهب في كلاءة الله . أي : في حفظه ، واكتلأت منهم : احترست . ومنه قول : ابن هرمة
إن سليمى والله يكلؤها ضنت بشيء ما كان يرزؤها
وقول كعب بن زهير :أنخت بعيري واكتلأت بعينه وآمرت نفسي أي أمري أفعل
جارية لم تلبس المرققا
ولم تذق من البقول الفستقا
أي لم تذق بدل البقول الفستق . وعلى هذا القول فالآية كقوله تعالى : أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة [ 9 \ 38 ] أي : بدلها . ونظير ذلك من كلام العرب قول الشاعر :أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ظلما ويكتب للأمير أفيلا