قوله تعالى : قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين     . 
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم    - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - لما أفحم قومه الكفرة بالبراهين والحجج القاطعة لجئوا إلى استعمال القوة ، فقالوا : حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين    [ 21 \ 68 ] أي : بقتلكم عدوها إبراهيم  شر قتلة ، وهي الإحراق بالنار . 
ولم يذكر هنا أنهم أرادوا قتله بغير التحريق ، ولكنه تعالى ذكر في سورة " العنكبوت " أنهم قالوا اقتلوه أو حرقوه    [ 29 \ 24 ] وذلك في قوله : فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه    [ 29 \ 24 ] . 
وقد جرت العادة بأن المبطل إذا أفحم بالدليل لجأ إلى ما عنده من القوة ليستعملها ضد الحق . 
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : إن كنتم فاعلين  أي : إن كنتم ناصرين آلهتكم نصرا مؤزرا ، فاختاروا له أفظع قتلة ، وهي الإحراق بالنار ، وإلا فقد فرطتم في نصرها . 
				
						
						
