قوله تعالى : ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم   ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين    . 
قوله : ونوحا منصوب بـ " اذكر " مقدرا ، أي : واذكر نوحا  حين نادى من قبل ، أي : من قبل إبراهيم  ومن ذكر معه . ونداء نوح  هذا المذكور هنا هو المذكور في قوله تعالى : ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون  ونجيناه وأهله من الكرب العظيم  وجعلنا ذريته هم الباقين    [ 37 - 77 ] وقد أوضح الله هذا النداء بقوله : وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا  إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا    [ 71 \ 26 - 27 ] وقوله تعالى : كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر  فدعا ربه أني مغلوب فانتصر  ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر    [ 54 \ 9 - 11 ] والمراد بالكرب العظيم في الآية : الغرق بالطوفان الذي تتلاطم أمواجه كأنها الجبال العظام ، كما قال تعالى : وهي تجري بهم في موج كالجبال    [ 11 \ 42 ] وقال تعالى : فأنجيناه وأصحاب السفينة  الآية [ 29 \ 15 ] إلى غير ذلك من الآيات . والكرب : هو أقصى الغم ، والأخذ بالنفس . 
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : فنجيناه وأهله يعني إلا من سبق عليه القول من أهله بالهلاك مع الكفرة الهالكين ، كما قال تعالى : قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول    [ 11 \ 40 ] ومن سبق عليه القول منهم : ابنه المذكور في قوله : وحال بينهما الموج فكان من المغرقين    [ 11 \ 43 ] وامرأته المذكورة في قوله : ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح  إلى قوله : ادخلا النار مع الداخلين    . [ 66 \ 10 ] . 
				
						
						
