nindex.php?page=treesubj&link=28992_31904_31906قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=83وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين .
الظاهر أن قوله : وأيوب منصوب بـ " اذكر " مقدرا ، ويدل على ذلك قوله تعالى في " ص " :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب [ 38 \ 41 ] .
وقد أمر - جل وعلا - في هاتين الآيتين الكريمتين نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يذكر
أيوب حين نادى ربه قائلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=83أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين [ 21 \ 83 ] وأن ربه استجاب له فكشف عنه جميع ما به من الضر ، وأنه آتاه أهله ، وآتاه مثلهم معهم رحمة منه - جل وعلا - به وتذكيرا للعابدين ، أي الذين يعبدون الله ؛ لأنهم هم المنتفعون بالذكرى .
وهذا المعنى الذي ذكره هنا ذكره أيضا في سورة " ص " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43لأولي الألباب [ 38 \ 41 - 43 ] والضر الذي مس
أيوب ، ونادى ربه ليكشفه عنه كان بلاء أصابه في بدنه وأهله وماله . ولما أراد الله إذهاب الضر عنه أمره أن يركض برجله ففعل ، فنبعت له عين ماء ، فاغتسل منها ، فزال كل ما بظاهر بدنه من الضر ، وشرب منها فزال كل ما بباطنه . كما أشار تعالى إلى ذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=42اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب [ 38 \ 42 ] .
وما ذكره في " الأنبياء " من أنه آتاه أهله ومثلهم معهم رحمة منه وذكرى لمن يعبده بينه في " ص " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب [ 38 \ 43 ] وقوله في " الأنبياء " :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وذكرى للعابدين [ 21 \ 84 ] مع قوله في " ص " ،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43وذكرى لأولي الألباب [ 38 \ 43 ] فيه الدلالة الواضحة على أن أصحاب العقول السليمة من شوائب الاختلال هم الذين يعبدون الله وحده ويطيعونه . وهذا يؤيد قول من قال من أهل العلم : إن من أوصى بشيء من ماله لأعقل الناس أن تلك الوصية تصرف لأتقى الناس وأشدهم طاعة لله تعالى ؛ لأنهم هم أولو الألباب ، أي العقول
[ ص: 238 ] الصحيحة السالمة من الاختلال .
nindex.php?page=treesubj&link=28992_31904_31906قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=83وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ .
الظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : وَأَيُّوبَ مَنْصُوبٌ بِـ " اذْكُرْ " مُقَدَّرًا ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " ص " :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ 38 \ 41 ] .
وَقَدْ أَمَرَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَذْكُرَ
أَيُّوبَ حِينَ نَادَى رَبَّهُ قَائِلًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=83أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [ 21 \ 83 ] وَأَنَّ رَبَّهُ اسْتَجَابَ لَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ جَمِيعَ مَا بِهِ مِنَ الضُّرِّ ، وَأَنَّهُ آتَاهُ أَهْلَهُ ، وَآتَاهُ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ - جَلَّ وَعَلَا - بِهِ وَتَذْكِيرًا لِلْعَابِدِينَ ، أَيِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ ؛ لِأَنَّهُمْ هُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِالذِّكْرَى .
وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ هُنَا ذَكَرَهُ أَيْضًا فِي سُورَةِ " ص " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ 38 \ 41 - 43 ] وَالضُّرُّ الَّذِي مَسَّ
أَيُّوبَ ، وَنَادَى رَبَّهُ لِيَكْشِفَهُ عَنْهُ كَانَ بَلَاءً أَصَابَهُ فِي بَدَنِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ . وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِذْهَابَ الضُّرِّ عَنْهُ أَمَرَهُ أَنْ يَرْكُضَ بِرِجْلِهِ فَفَعَلَ ، فَنَبَعَتْ لَهُ عَيْنُ مَاءٍ ، فَاغْتَسَلَ مِنْهَا ، فَزَالَ كُلُّ مَا بِظَاهِرِ بَدَنِهِ مِنَ الضُّرِّ ، وَشَرِبَ مِنْهَا فَزَالَ كُلُّ مَا بِبَاطِنِهِ . كَمَا أَشَارَ تَعَالَى إِلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=42ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ 38 \ 42 ] .
وَمَا ذَكَرَهُ فِي " الْأَنْبِيَاءِ " مِنْ أَنَّهُ آتَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ وَذِكْرَى لِمَنْ يَعْبُدُهُ بَيَّنَهُ فِي " ص " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ 38 \ 43 ] وَقَوْلِهِ فِي " الْأَنْبِيَاءِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=84وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ [ 21 \ 84 ] مَعَ قَوْلِهِ فِي " ص " ،
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=43وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [ 38 \ 43 ] فِيهِ الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى أَنَّ أَصْحَابَ الْعُقُولِ السَّلِيمَةِ مِنْ شَوَائِبِ الِاخْتِلَالِ هُمُ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَيُطِيعُونَهُ . وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ مَنْ أَوْصَى بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ لِأَعْقَلِ النَّاسِ أَنَّ تِلْكَ الْوَصِيَّةَ تُصْرَفُ لِأَتْقَى النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُمْ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ، أَيِ الْعُقُولِ
[ ص: 238 ] الصَّحِيحَةِ السَّالِمَةِ مِنَ الِاخْتِلَالِ .