قوله تعالى : وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم     . الآيات التي توضح معنى هذه الآية ، هي المشار إليها في نفس الآية ، التي ذكرنا قبلها . 
وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من إخراج كفار مكة  للنبي - صلى الله عليه وسلم - منها بينه في غير هذا الموضع ، كقوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم    [ 60 \ ] ،   [ ص: 253 ] وقوله تعالى : وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك    [ 8 - 30 ] . 
وقد أخرجوه فعلا بمكرهم المذكور ، وبين - جل وعلا - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الذين أخرجوا من ديارهم لا ذنب لهم يستوجبون به الإخراج إلا الإيمان بالله ، كما قال تعالى : الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله    [ 22 \ 40 ] ، وقال تعالى : يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم    [ 60 \ 1 ] ، أي يخرجون الرسول وإياكم لأجل إيمانكم بربكم . 
وقال تعالى في إخراجهم له : ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول    [ 9 \ 13 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
وقرأ هذا الحرف عامة السبعة ، غير ابن كثير  بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مشددة مكسورة ونون ساكنة . 
وقرأه ابن كثير    : " وكائن " بألف بعد الكاف ، وهمزة مكسورة . 
وكلهم عند الوقف يقفون على النون الساكنة ، كحال الصلة ، إلا أبا عمرو  فإنه يقف على الياء . 
وقد قدمنا أوجه القراءة في " كأين " ومعناها ، وما فيها من اللغات ، مع بعض الشواهد العربية في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى : فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة    [ 22 \ 45 ] . 
				
						
						
