قال - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في إملائه : هذا سؤال الملائكة لأهل النار ، والنذير بمعنى المنذر ، فهو فعيل بمعنى مفعل ، وإن ذكر عن إنكاره ونظيره من [ ص: 233 ] القرآن : الأصمعي بديع السماوات [ 2 \ 117 ] : بمعنى مبدع ، و أليم [ 2 \ 10 ] : بمعنى مؤلم .
ومن كلام العرب قول عمرو بن معديكرب :
أمن ريحانة الداعي السميع يؤرقني وأصحابي هجوع
فالسميع بمعنى المسمع .
وقول غيلان :
ويرفع من صدور شمردلات يصد وجوهها وهج أليم
أي : مؤلم ، والإنذار إعلام مقترن بتخويف .
وقال : وهذه الآية تدل على أن الله تعالى لا يعذب بالنار أحدا إلا بعد أن ينذره في الدنيا ، وقد بين هذا المعنى بأدلته بتوسع عند قوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [ 17 \ 15 ] ، وساق هذه الآية هناك .