قوله تعالى : ولا يسأل حميم حميما   
الحميم : القريب والصديق والولي الموالي ، كما في قوله تعالى : ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم    [ 41 \ 34 ] . 
وفي هذه الآية الكريمة : أنه في يوم القيامة لا يسأل حميم حميما ، مع أنهم يبصرونهم بأبصارهم . وقد بين تعالى موجب ذلك وهو اشتغال كل إنسان بنفسه ، كما في قوله تعالى :   [ ص: 268 ] لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه    [ 80 \ 37 ] ، وكل يفر من الآخر يقول : نفسي نفسي ، كما في قوله تعالى : يوم يفر المرء من أخيه  وأمه وأبيه  وصاحبته وبنيه  لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه    [ 80 \ 34 - 37 ] . 
وقد جاء ما هو أعظم من ذلك في حديث الشفاعة ; كل نبي يقول : نفسي نفسي ، وجاء قوله تعالى : يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت    [ 22 \ 2 ] ، وليس بعد ذلك من فزع إلا المؤمنون : وهم من فزع يومئذ آمنون    [ 27 \ 89 ] ، جعلنا الله تعالى منهم . آمين . 
				
						
						
