قوله تعالى : من كل أمر .
الأمر يكون واحد الأمور وواحد الأوامر ، والذي يظهر أنه شامل لهما معا ; لأن الأمر من الأمور لا يكون إلا بأمر من الأوامر : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [ 36 \ 82 ] .
ويشهد له ما جاء في شأنها في سورة الدخان : فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا [ 44 \ 4 - 5 ] .
والذي يفرق من الأمر ، هو أحد الأمور . حيث يفصل بين الخير والشر والضر والنفع إلى آخره ، ثم قال : أمرا من عندنا ، كما أشار إليه السياق : لا إله إلا هو يحيي ويميت [ 44 \ 8 ] ، فكل أمر من الأمور يقتضي أمرا من الأوامر ، وهذا يمكن أن يكون من الألفاظ المشتركة المستعملة في معنييها ، والله تعالى أعلم .