قوله تعالى : وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ، صرح في هذه الآية الكريمة بأنه - صلى الله عليه وسلم - منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنا من كان ، ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه ، وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار ، وهو كذلك .
أما عموم إنذاره لكل من بلغه ، فقد دلت عليه آيات أخر أيضا كقوله : قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [ 7 \ 158 ] ، وقوله : وما أرسلناك إلا كافة للناس [ 34 \ 28 ] ، وقوله : تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا [ 25 \ 1 ] .
وأما دخول من لم يؤمن به النار ، فقد صرح به تعالى في قوله : ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده [ 11 \ 17 ] .
[ ص: 476 ] وأما من لم تبلغه دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فله حكم الذين لم يأتهم رسول ، والله تعالى أعلم . أهل الفترة