قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123nindex.php?page=treesubj&link=28977_28908وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها الآية ، ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أنه جعل في كل قرية أكابر المجرمين منها ليمكروا فيها ،
[ ص: 492 ] ولم يبين المراد بالأكابر هنا ، ولا كيفية مكرهم ، وبين جميع ذلك في مواضع أخر : فبين أن مجرميها الأكابر هم أهل الترف ، والنعمة في الدنيا ، بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون [ 34 \ 34 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=23وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [ 43 \ 23 ] . ونحو ذلك من الآيات .
وبين أن مكر الأكابر المذكور : هو أمرهم بالكفر بالله تعالى ، وجعل الأنداد له بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا [ 34 \ 33 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22ومكروا مكرا كبارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وقالوا لا تذرن آلهتكم الآية [ 71 \ 22 ، 23 ] .
وأظهر أوجه الإعراب المذكورة في الآية عندي اثنان :
أحدهما : أن أكابر مضاف إلى مجرميها ، وهو المفعول الأول لجعل التي بمعنى صير ، والمفعول الثاني هو الجار والمجرور ، أعني في كل قرية .
والثاني : أن مجرميها مفعول أول ، و أكابر مفعول ثان ، أي : جعلنا مجرميها أكابرها ، والأكابر جمع الأكبر .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123nindex.php?page=treesubj&link=28977_28908وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا الْآيَةَ ، ذَكَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّهُ جَعَلَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ الْمُجْرِمِينَ مِنْهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ،
[ ص: 492 ] وَلَمْ يُبَيِّنِ الْمُرَادَ بِالْأَكَابِرِ هُنَا ، وَلَا كَيْفِيَّةَ مَكْرِهِمْ ، وَبَيَّنَ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ : فَبَيَّنَ أَنَّ مُجْرِمِيهَا الْأَكَابِرَ هُمْ أَهْلُ التَّرَفِ ، وَالنِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا ، بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [ 34 \ 34 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=23وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [ 43 \ 23 ] . وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَبَيَّنَ أَنَّ مَكْرَ الْأَكَابِرِ الْمَذْكُورَ : هُوَ أَمْرُهُمْ بِالْكُفْرِ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَجَعْلِ الْأَنْدَادِ لَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا [ 34 \ 33 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ الْآيَةَ [ 71 \ 22 ، 23 ] .
وَأَظْهَرُ أَوْجُهِ الْإِعْرَابِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَةِ عِنْدِي اثْنَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ أَكَابِرَ مُضَافٌ إِلَى مُجْرِمِيهَا ، وَهُوَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ لِجَعَلَ الَّتِي بِمَعْنَى صَيَّرَ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي هُوَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ ، أَعْنِي فِي كُلِّ قَرْيَةٍ .
وَالثَّانِي : أَنَّ مُجْرِمِيهَا مَفْعُولٌ أَوَّلُ ، وَ أَكَابِرَ مَفْعُولٌ ثَانٍ ، أَيْ : جَعَلْنَا مُجْرِمِيهَا أَكَابِرَهَا ، وَالْأَكَابِرُ جَمْعُ الْأَكْبَرِ .