قوله تعالى : فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث الآية .
ضرب الله تعالى المثل لهذا الخسيس الذي آتاه آياته فانسلخ منها - بالكلب ، ولم تكن حقارة الكلب مانعة من ضربه تعالى المثل به ، وكذلك ضرب المثل بالذباب في قوله : ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب [ 22 \ 73 ] ، وكذلك ضرب المثل ببيت [ ص: 45 ] العنكبوت في قوله : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون [ 29 \ 41 ] ، وكذلك ضرب المثل بالحمار في قوله : مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين [ 62 \ 5 ] ، وهذه الآيات تدل على أنه تعالى لا يستحي من بيان العلوم النفيسة عن طريق ضرب الأمثال بالأشياء الحقيرة ، وقد صرح بهذا المدلول في قوله : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها .