قوله تعالى : إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء إلى قوله : لقوم يتفكرون .
ضرب الله تعالى في هذه الآية الكريمة المثل للدنيا بالنبات الناعم المختلط بعضه ببعض ، وعما قليل ييبس ، ويكون حصيدا يابسا كأنه لم يكن قط ، وضرب لها أيضا المثل المذكور في " الكهف " في قوله : واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء [ 18 \ 45 ] إلى قوله : وكان الله على كل شيء مقتدرا ، وأشار لهذا المثل بقوله في " الزمر " : ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب [ 21 ] ، وقوله في " الحديد " : كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما الآية [ 20 ] .
تنبيه
التشبيه في الآيات المذكورة عند البلاغيين من التشبيه المركب ; لأن وجه الشبه صورة منتزعة من أشياء ، وهو كون كل من المشبه والمشبه به يمكث ما شاء الله ، وهو في إقبال وكمال ، ثم عما قليل يضمحل ويزول ، والعلم عند الله تعالى :