قوله تعالى : لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين .
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبليس أخبر أنه سيبذل جهده في إضلال بني آدم حتى يضل أكثرهم ، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ 7 \ 16 - 17 ] وقوله : وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا الآية [ 4 \ 118 ] وقوله : قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا [ 17 \ 62 ] وهذا قاله إبليس قبل أن يقع ظنا منه أنه يتمكن من إضلال أكثر بني آدم ، وقد بين تعالى أنه صدق ظنه هذا بقوله ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين [ 34 \ 20 ] وكل آية فيها ذكر إضلال إبليس لبني آدم بين فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار ، كما قال هنا وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب الآية [ 15 \ 43 - 44 ] ، وقال في الأعراف : قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين [ 7 \ 18 ] وقال في سورة بني إسرائيل : قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا [ 17 \ 63 ] وقال في ص : قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ 38 \ 84 - 85 ] .