قوله تعالى : إن ربك هو الخلاق العليم .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أنه الخلاق العليم . والخلاق والعليم : كلاهما صيغة مبالغة .
والآية تشير إلى أنه لا يمكن أن يتصف الخلاق بكونه خلاقا إلا وهو عليم بكل شيء ، لا يخفى عليه شيء ، إذ الجاهل بالشيء لا يمكنه أن يخلقه .
وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله تعالى : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم [ 36 \ 79 ] ، وقوله : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [ 67 \ 14 ] ، وقوله : ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم [ 2 \ 29 ] ، وقوله : الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما [ 65 \ 12 ] ، وقوله تعالى مجيبا للكفار لما أنكروا البعث وقالوا : أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد [ 50 \ 3 ] ، مبينا أن العالم بما تمزق في الأرض من أجسادهم قادر على إحيائهم : قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ [ 50 \ 4 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .