قوله تعالى : أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون .
الأظهر في " أن " من قوله : أن أنذروا أنها هي المفسرة ; لأن إنزال الملائكة بالروح ، أي : بالوحي فيه معنى القول دون حروفه . فيكون المعنى : أن الوحي الذي أنزلت به الملائكة مفسر بإنذار الناس " [ ص: 329 ] بلا إله إلا الله " وأمرهم بتقواه .
وقد أوضح - جل وعلا - هذا المعنى في آيات كثيرة ; كقوله : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [ 21 \ 25 ] ، وقوله : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت [ 26 \ 36 ] ، وقوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون [ 43 \ 45 ] ، وقوله : قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون [ 21 \ 108 ] إلى غير ذلك من الآيات . وقد قدمنا معنى الإنذار ، ومعنى التقوى .