قوله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض ) الآية ، لم يبين هنا وجه كونهما آية ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر ، كقوله : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ) [ 50 \ 6 ، 7 ، 8 ] ، وقوله : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ) [ 67 \ 3 ، 4 ، 5 ] ، وقوله في الأرض : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) [ 67 \ 15 ] .
قوله تعالى : ( واختلاف الليل والنهار ) لم يبين هنا وجه كون اختلافهما آية ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله : ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) [ 28 \ 71 ، 72 ، 73 ] إلى غير ذلك من الآيات .
قوله تعالى : ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) لم يبين هنا كيفية تسخيره ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله : ( وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون ) [ 7 \ 57 ] ، وقوله : ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله ) [ 24 \ 43 ] .