قوله تعالى : ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم   ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أنه يسأل المشركين يوم القيامة سؤال توبيخ ، فيقول لهم : أين المعبودات التي كنتم تخاصمون رسلي وأتباعهم بسببها ، قائلين : إنكم لا بد لكم أن تشركوها معي في عبادتي ؟
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله : ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون    [ 28 \ 62 ، 28 \ 74 ] ، وقوله : وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون   [ ص: 367 ] من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون    [ 26 \ 92 ، 93 ] ، وقوله : ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا  الآية [ 40 \ 73 - 74 ] ، وقوله : حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا  الآية [ 7 \ 37 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
وقرأ عامة القراء : شركائي [ 16 \ 27 ] ، بالهمزة وياء المتكلم ، ويروى عن ابن كثير  من رواية البزي  أنه قرأ " شركاي " ، بياء المتكلم دون همز ، ولم تثبت هذه القراءة . 
وقرأ الجمهور : تشاقون [ 16 \ 27 ] ، بنون الرفع مفتوحة مع حذف المفعول . 
وقرأ نافع    : " تشاقون " بكسر النون الخفيفة التي هي نون الوقاية ، والمفعول به ياء المتكلم المدلول عليها بالكسرة مع حذف نون الرفع ; لجواز حذفها من غير ناصب ولا جازم إذا اجتمعت مع نون الوقاية ، كما تقدم تحريره في " سورة الحجر " ، في الكلام على قوله : فبم تبشروني    [ 15 \ 54 ] . 
				
						
						
