قوله تعالى : إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن الذين يفترون عليه الكذب - أي يختلقونه عليه - كدعواهم أنه حرم هذا وهو لم يحرمه ، ودعواهم له الشركاء والأولاد - لا يفلحون ; لأنهم في الدنيا لا ينالون إلا متاعا قليلا لا أهمية له ، وفي الآخرة يعذبون العذاب العظيم ، الشديد المؤلم .
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر ; كقوله في يونس : قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون [ 10 \ 69 - 70 ] ، وقوله : نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ [ 31 \ 24 ] ، وقوله : قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير [ 2 \ 126 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله متاع قليل ، خبر مبتدأ محذوف ، أي : متاعهم في الدنيا متاع قليل . وقال : منفعتهم في الدنيا متاع قليل . وقوله لا يفلحون ، أي : لا ينالون الفلاح ، وهو يطلق على معنيين : أحدهما : الفوز بالمطلوب الأكبر ، والثاني : البقاء السرمدي ; كما تقدم بشواهده . الزمخشري