قوله تعالى : إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين   ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أنه أعلم بمن ضل عن سبيله ، أي : زاغ عن طريق الصواب   [ ص: 466 ] والحق ، إلى طريق الكفر والضلال . 
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر ; كقوله في أول ( القلم ) : إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو  أعلم بالمهتدين  فلا تطع المكذبين    [ 68 \ 7 - 8 ] ، وقوله في ( الأنعام ) : إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين    [ 6 \ 117 ] ، وقوله في ( النجم ) : إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى    [ 53 \ 30 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا . 
والظاهر أن صيغة التفضيل التي هي : أعلم ، في هذه الآيات يراد بها مطلق الوصف لا التفضيل ; لأن الله لا يشاركه أحد في علم ما يصير إليه خلقه من شقاوة وسعادة ; فهي كقول الشنفرى : 
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل . 
أي : لم أكن بعجلهم . وقول الفرزدق : 
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول . 
أي عزيزة طويلة . 
				
						
						
