( مسائل مستنبطة من الآية منقولة عن " روح المعاني " وتقدم ذكر بعضها ) .
الاستدلال بها على التناسخ :
قال الألوسي بعد تفسير الآية : هذا ورسالة في المعاد لأبي علي : قال المعترفون بالشريعة من أهل التناسخ : إن هذه الآية دليل عليه ؛ لأنه سبحانه قال : ( وما من دابة ) إلخ . وفيه الحكم بأن ، فيتعين كونهم أمثالنا بالقوة ضرورة صدق هذا الحكم وعدم الواسطة بين الفعل والقوة ، وحينئذ لا بد من القول بحلول النفس الإنسانية في شيء من تلك الحيوانات وهو التناسخ المطلوب ، ولا يخفى أنه دليل كاسد على مذهب فاسد . الحيوانات الغير الناطقة أمثالنا وليسوا أمثالنا بالفعل
هل للبهائم نفوس ناطقة ؟ :
( قال ) : ومن الناس من جعلها دليلا على أن ، وإليه ذهب للحيوانات بأسرها نفوسا ناطقة كما لأفراد الإنسان الصوفية وبعض الحكماء الإسلاميين ، وأورد الشعراني في ( الجواهر والدرر ) لذلك أدلة غير ما ذكر ( منها ) أنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما هاجر وتعرض كل من الأنصار لزمام ناقته قال عليه الصلاة والسلام : " " ووجه الاستدلال بذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الناقة مأمورة ، ولا يعقل الأمر إلا من له نفس ناطقة ، وإذا ثبت أن للناقة نفسا كذلك ثبت للغير ، إذ لا قائل بالفرق . ( ومنها ) ما يشاهد في النحل وصنعتها أقراص الشمع ، والعناكب واحتيالها لصيد الذباب ، والنمل وادخاره لقوته على وجه لا يفسد معه ما ادخره ، وأورد بعضهم دليلا لذلك أيضا : النملة التي كلمت دعوها فإنها مأمورة سليمان - عليه الصلاة والسلام - بما قص الله تعالى لنا عنها مما لا يهتدي إلى ما فيه إلا العالمون ، وخوف الشاة من ذئب لم تشاهد فعله قبل ، فإن ذلك لا يكون إلا عن استدلال ، وهو شأن ذوي النفوس الناطقة ، وعدم افتراس الأسد المعلم مثلا صاحبه ، فإن ذلك دليل على اعتقاد النفع ومعرفة الحسن وهو من شأن ذوي النفوس .