( الأمر الثالث ) 
ادعاء أن أهل الكتاب ما كانوا ينتظرون نبيا آخر غير المسيح  وإيليا  ادعاء باطل لا أصل له  ، بل كانوا منتظرين لغيرهما أيضا ، لما علمت في الأمر الثاني أن علماء اليهود  المعاصرين لعيسى    - عليه السلام - سألوا يحيى    - عليه السلام - أولا : أنت المسيح  ؟ ولما أنكر سألوه : أنت إيليا  ؟ ولما أنكر سألوه : أنت النبي ؟ أي النبي المعهود الذي أخبر به موسى  ، فعلم أن هذا النبي كان منتظرا مثل المسيح  وإيليا  ، وكان مشهورا بحيث ما كان محتاجا إلى ذكر الاسم بل الإشارة إليه كانت كافية ، وفي الباب السابع من إنجيليوحنا  بعد نقل قول عيسى    - عليه السلام - هكذا 40 ( فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا : هذا بالحقيقة هو النبي ) 41 ( وآخرون قالوا : هذا هو المسيح    ) وظهر من الكلام أيضا أن النبي المعهود عندهم كان غير المسيح  ، ولذلك قابلوه بالمسيح    . 
				
						
						
