بحث ترجمة القرآن    : 
سيقول بعض الجاهلين لحقيقة الإسلام وكونه دينا روحانيا مدنيا سياسيا ، وبعض أولي العصبية الجنسية الجاهلية : إن مقتضى ما ذكرت أنه لا يمكن إقامة دين الإسلام كما يجب إلا باللغة العربية ، فلماذا لا يجوز على شعوب المسلمين ما جاز على شعوب النصارى  مثلا من ترجمة كتبهم المقدسة بلغاتهم المختلفة مع بقائهم على دين النصرانية وملة المسيح  عليه السلام ؟ . 
ونقول : ( أولا ) إن المسألة عندنا مسألة نقل واتباع لا مسألة رأي ، وقد علمت أن أئمتنا مجمعون على ما ذكرنا ( وثانيا ) إننا نحن المسلمين لا نعتقد أن النصارى  على ملة المسيح  عليه السلام ، ولا يصح أن نزيد على ذكر اعتقادنا هذا في صحيفة عمومية وثالثا ( إن ترجمة القرآن المعجز للبشر ترجمة تؤدي معانيه تأدية تامة كما أنزلها الله تعالى ويبقى بها معجزا وآية - متعذرة ، وقد بينا هذا بالإيضاح في مجلتنا ( المنار ) ولا محل له هنا . ( ورابعا ) إذا فرضنا أن ترجمة الكتاب لا تخل بفهم أصول الدين وفروعه وتشريعه أفلا تخل بما هو موضوع هذا المقال من وجوب وحدتهم وتعارفهم وتعاونهم - وتوقف ذلك على لغة واحدة ضروري فإذا لم تكن لغة جميع أفراد شعوبهم فلتكن مما يتقنه طوائف رجال الدين ودعاة الوحدة والاتفاق منهم ؟ بلى بلى اهـ . 
				
						
						
