قال الحافظ في شرح حديث البراء من فتح الباري عند قوله : آخذ برأس بغلته البيضاء بعد بيان أن وأبو سفيان بن الحارث الحارث هذا هو ابن عبد المطلب عمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما نصه : وعند أبي شيبة من مرسل قال : الحكم بن عتيبة حنين جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب فلم يبق معه إلا أربعة نفر ، ثلاثة من بني هاشم ، ورجل من غيرهم : لما فر الناس يوم علي والعباس بين يديه ، آخذ بالعنان وأبو سفيان بن الحارث من الجانب الأيسر ( قال ) وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل . وابن مسعود
وروى الترمذي من حديث بإسناد حسن قال : ابن عمر حنين وإن الناس لمولون وما مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مائة رجل . وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم لقد رأيتنا يوم حنين . وروى أحمد والحاكم من حديث عن أبيه قال : عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود حنين ، فولى عنه الناس ، وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين ، والأنصار ، فكنا على أقدامنا ، ولم نولهم الدبر ، وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة . وهذا لا يخالف حديث كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم فإنه نفى أن يكونوا مائة ، ابن عمر أثبت أنهم كانوا ثمانين . وأما ما ذكره وابن مسعود النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلا فكأنه أخذه مما ذكره في حديثه أنه ثبت معه ابن إسحاق العباس وابنه الفضل وعلي وأخوه وأبو سفيان بن الحارث ربيعة وأخوه من أمه وأسامة بن زيد أيمن بن أم أيمن ، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر فهؤلاء تسعة ، وقد تقدم ذكر في مرسل الحاكم فهؤلاء عشرة ، ووقع في شعر ابن مسعود أن الذين ثبتوا معه كانوا عشرة فقط وذلك قوله : العباس بن عبد المطلب
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا وعاشرنا وافي الحمام بنفسه
لما مسه في الله لا يتوجع
ونقل ابن القيم عن بسنده إلى ابن إسحاق ـ رضي الله عنه ـ قال : جابر بن عبد الله حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال : وفي عماية الصبح ، وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي فكمنوا لنا في شعابه وأجنابه ومضايقه قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا ، فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شهدوا علينا شدة رجل واحد ، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات اليمين ثم قال : " إلى أين أيها الناس ؟ هلم إلي أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله " وبقي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نفر من المهاجرين وأهل بيته ، وفيمن ثبت معه من المهاجرين : أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته : علي والعباس ، وابنه ، وأبو سفيان بن الحارث ، والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد وأيمن بن أم أيمن - وقتل يومئذ . لما استقبلنا وادي