( الشاهد الثالث ) ولاية مجنون معارض للقرآن بالكفر والهذيان
قال في ترجمة الشيخ شعبان المجذوب أنه كان من أهل التصريف بمصر المحروسة ونقل عن شيخه علي الخواص أن الله تعالى كان يطلعه على جميع ما يقع في السنة عند رؤية هلالها وأنه كان يسأله عما يشكل عليه ( ثم قال ) وكان يقرأ سورا غير السور التي في القرآن على [ ص: 349 ] كراسي المساجد يوم الجمعة وغيرها فلا ينكر عليه أحد وكان العامي يظن أنها من القرآن لشبهها بالآيات في الفواصل .
( ( وقد سمعته مرة يقرأ على باب دار على طريقة الفقهاء الذين يقرءون في البيوت فصغيت إلى ما يقول فسمعته يقول : وما أنتم في تصديق هود بصادقين ، ولقد أرسل الله لنا قوما بالمؤتفكات يضربوننا ، ويأخذون أموالنا وما لنا من ناصرين ، ثم قال : اللهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز في صحائف فلان وفلان - إلى آخر ما قال ) ) .
ثم ذكر أنه كان عريانا دائما إلا أنه يستر سوأتيه بقطعة جلد أو بساط أو حصير لأنه كان يحرم كل ما عدا ذلك من زينة الدنيا قال : ( ( وكانت الخلائق تعتقده اعتقادا زائدا لم أسمع قط أن أحدا ينكر عليه شيئا من حاله ، بل يعدون رؤيته عيدا عندهم تحنينا عليه من الله تعالى مات سنة نيف وتسعمائة ) ) ا ه ص 160 منه .
( أقول ) إذا كان الشعراني من أكبر علماء الأزهر ومؤلفيه يعد هذا المجنون من أولياء الله ، ويترضى عنه كلما ذكره وإن تكرر ذكره في سطر واحد ، وكان شيخه علي الخواص يتلقى عنه حل مشكلات المعارف الإلهية ويعتمد على كشفه ، فهل نكون مخطئين إذا قلنا إن جميع من شهد لهم بالولاية والكرامة كانوا خرافيين مجانين مثله ، وأي قيمة كانت في عصره للعقل والعلم والدين ؟ وهل يوجد دليل على أن ذلك الجنون كان تخبطا شيطانيا لا جذبا إلهيا أقوى من معارضة صاحبه للقرآن بمثل ما نقله الشعراني مما سمعه ورآه منه ورواه عنه من الهذيان ؟ .