: أنبياء العجم الكاذبون
هذا وأنه قد ظهر في القرنين الماضي والحاضر دجالون من إيران ، فالهند ، ادعى بعضهم أنه المهدي ، وبعضهم أنه نبي يوحى إليه ، وشارع جديد فإله معبود ، وبعضهم أنه المسيح المنتظر ، وقد ألف كل منهم رسائل وكتبا عربية ادعى أنها وحي من الله وأنها معجزة للأنام ، على اعترافهم بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأن القرآن كتاب الله - عز وجل - ، وقد ضل بكل منهم أناس من الأعاجم الذين لا يفهمون العربية فهما صحيحا ، ثم تألفت لهم أحزاب وعصبيات بمساعدة الأجانب المستعمرين الطامعين في القضاء على الإسلام والمسلمين ، وصار لهم ثروة يستميلون بها الناس ، وقد رددنا عليهم في " المنار " ، ورد عليهم غيرنا من العلماء بما ظهر به جهلهم وكذبهم ، وسخافتهم فيما اغتروا به من وحي الشياطين لهم .
وقد كان لأعرضهم دعوى كتاب سماه ( الكتاب الأقدس ) حاول فيه محاكاة القرآن في فواصل آياته وفي أنباء الغيب ، ولكن أتباعه الأذكياء لم يجدوا بدا من إخفاء هذا الكتاب وجمع ما كان تفرق من نسخه المطبوعة في الأقطار ، وما يدري إلا الله ماذا يفعلون فيه بعد أن يثقوا بأنهم استردوا سائر نسخه من تصحيح وتنقيح ، وإبرازه في يوم من الأيام في ثوب جديد . وهذا العمل يؤكد انفراد القرآن بالإعجاز ، وكونه هو حجة الله الباقية إلى آخر الزمان .