وكان الله غفورا رحيما  ، وكان شأن الله وصفته أنه غفور رحيم لمن يستحق المغفرة  ، رحيم بمن يتعرض لنفحات الرحمة ، فهو ما فضلهم بذلك إلا بما اقتضته صفاته ، وما هو شأنه في نفسه ، فإذا لا بد من ذلك الأجر العظيم بأنواعه ولا مرد له . 
ومن مباحث اللفظ في الآية أن نافعا  وابن عامر  قرءا غير أولي الضرر  ، بنصب غير على الحال أو الاستثناء ، وقرأها الباقون بالرفع وهي حينئذ صفة لـ القاعدون وقرئت بالجر شذوذا على أنها صفة للمؤمنين أو بدل منهم وقوله : أجرا عظيما  ، نصب أجرا على المصدر لأنه بمعنى أجرهم أجرا عظيما ، أو على الحال و درجات ، بدل منه . 
وقد تركت ما ذكروه في تفسير الآية من حديث  زيد بن ثابت  في كون قوله : غير أولي الضرر  ، نزل لأجل  ابن أم مكتوم  لأن هذا من المشكلات الجديرة بالرد مهما قووا سندها ، ولعلنا نفصل القول فيها في مقدمة التفسير . 
				
						
						
