ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا هذه الآية تدل على أن الذين أرادوا مساعدة بني أبيرق على اليهودي جماعة ، وأن النهي عن الجدال عنهم موجه إلى هؤلاء وحدهم وإن بدئ بخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ، أي : ها أنتم يا هؤلاء جادلتم عنهم وحاولتم تبرئتهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ، يوم يكون الخصم والحاكم هو الله المحيط علمه بأعمالهم وأحوالهم وأحوال الخلق كافة ؟ أي : لا يمكن أن يجادل هنالك أحد عنهم ، ولا أن يكون وكيلا بالخصومة لهم ، فعلى المؤمنين أن يراقبوا الله - تعالى - في مثل ذلك ، ولا يحسبوا أن من أمكنه أن ينال الفلج بالحكم له من قضاة الدنيا بغير حق ، يمكنه كذلك أن يظفر في الآخرة ، [ ص: 326 ] يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ( 82 : 19 ) ، الذي يحاسب على الذرة وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ( 21 : 47 ) ، وفي هذا دليل على أن حكم الحاكم في الدنيا لا يجيز للمحكوم له أن يأخذ به إذا علم أنه حكم له بغير حقه .