وأحضرت الأنفس الشح ، بين لنا - سبحانه وتعالى - في هذه الحكمة السبب الذي قد يحول بين الزوجين وبين الصلح الذي فيه الخير وحسم مادة الخلاف والشقاق ، لأجل أن نتقيه ونجاهد أنفسنا في ذلك ، وهو البخل الناشئ عن الحرص ، ومعنى إحضاره الأنفس أنها عرضة له ، فإذا جاء مقتضى البذل ألم بها ونهاها أن تبذل ما ينبغي بذله لأجل الصلح وإقامة المصلحة ; فالنساء حريصات على حقوقهن في القسم والنفقة وحسن العشرة [ ص: 365 ] شحيحات بها ، والرجال أيضا حريصون على أموالهم أشحة بها ، فينبغي لكل منهما أن يتذكر أن هذا من ضعف النفس الذي يضره ولا ينفعه ، وأن يعالجه فلا يبخل بما ينبغي بذله والتسامح فيه لأجل المصلحة ، فإن الشح ومعناه ، بعد أن أفضى بعضهما إلى بعض وارتبطا بذلك الميثاق العظيم ، بل ينبغي أن يكون التسامح بينهما أوسع من ذلك وهو ما تشير إليه الجملة الآتية : من أقبح البخل أن يبخل أحد الزوجين في سبيل مرضاة الآخر