قول بعض النصارى بعدم موت المسيح بالصلب
رووا أن القبر الذي دفن فيه المصلوب وجد في صباح الأحد خاليا واللفائف ملقاة ، وأن اليهود والوثنيين لما علموا بذلك قالوا : إن الجثة سرقت .
ويروى عن بعض المدققين من علماء أوربة الأحرار وكذا الذين يسمون المسيحيين العقليين : أن الذي صلب لم يمت . بل أغمي عليه ، فلما أنزل ولف باللفائف ، ووضع في ذلك ، الناووس أفاق وألقى اللفائف حتى إذا جاء الذين رفعوا الحجر لافتقاده خرج واختفى عن الناس حتى لا يعلم به أعداؤه . ومما أوردوا من التقريب على هذا ، أن المصلوب لم يجرح منه إلا كفاه ورجلاه ، وهي ليست من المقاتل ولم يمكث معلقا إلا ثلاث ساعات ، وكان يمكن [ ص: 35 ] أن يعيش على هذه الصفة عدة أيام ، وأنه لما جرح بالحربة خرج منه دم وماء ، والميت لا يخرج منه ، بل قالوا : إن ذلك لم يكن صلبا تاما كالمعتاد في تلك الأزمنة .
ومن النقول الصريحة بشيوع هذا الرأي ما جاء في ( ص 563 من كتاب ذخيرة الألباب في بيان الكتاب ) وهو : " فللكفرة والجاحدين في تكذيب تلك المعجزة مذاهب شتى . . . فمنهم من استفزتهم مع بهردواك وبولس غتلب حماقة الجهل ووساوس الكفر إلى أن قالوا : إن يسوع نزل عن الصليب حيا ودفن في القبر حيا " .
وقال ( في ص 564 منه ) : إن اليهود والوثنيين وهم أعداء المسيح ودينه الحق قد توغلوا في بيداء الهذيان وتمادوا في إغواء ضلالهم حتى قالوا : إن تلاميذ يسوع رفعوا جسده خفية ، وعلى حين غفلة من الحراس ، وبثوا في القوم أنه انبعث حيا ، وعندهم أن ذلك كان شائعا عند اليهود حين كتب القديس متى إنجيله ( عدد 15 من فصل 28 من متى ) اهـ .