[ ص: 110 ] والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين .
[ ص: 111 ] قال - تعالى - في الآية الأولى من هذه السورة أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم ثم بين هذا الاستثناء بقوله : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به الآية ، وهذه المحرمات الثلاثة قد ذكرت بصيغة الحصر في سورة الأنعام بقوله ، تعالى : قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أوفسقا أهل لغير الله به ( 6 : 145 ) وفي سورة النحل بقوله عز وجل : إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ( 16 : 115 ) وختم كلا من هاتين الآيتين بقوله : فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم وقد نزلت آية المائدة التي نحن بصدد تفسيرها بعد هاتين الآيتين ، وليست ناسخة للحصر فيهما بزيادة المحرمات في قوله والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب بل هذا شرح وتفصيل للميتة وما أهل به لغير الله كما سنبينه ، أربعة بالإجمال ، وعشرة بالتفصيل ، وهاك بيانها وحكمة تحريمها : فمحرمات الطعام