يسألونك ماذا أحل لهم إلخ ; أي يسألك المؤمنون أيها الرسول : ماذا أحل لهم من الطعام أو اللحوم خاصة ؟ والسؤال يتضمن معنى القول ، فهو حكاية لقولهم ، وإنما قال : لهم لا : " لنا " مراعاة لضمير الغائب في يسألونك ويجوز في مثله مراعاة اللفظ كما هنا ، ومراعاة المعنى ، يقولون : أقسم زيد ليفعلن كذا ، و : لأفعلن كذا ، وقد ذكر أهل التفسير المأثور عدة روايات في هذا السؤال ، منها حديث أبي رافع عند الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والطبراني والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه ، وملخصه أبا رافع بقتل الكلاب في المدينة جاء الناس ، فقالوا : يا رسول الله ، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها ؟ فأنزل الله الآية ، فقرأها ، وذكر مسألة صيد الكلاب ، وأكل ما أمسكن منه ، كأنه تفسير لها . أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر
وروى عن ابن أبي حاتم ، أن سعيد بن جبير عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل الطائيين ، سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا : يا رسول الله ، قد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا ؟ فنزلت . وأخرج عبد بن حميد [ ص: 141 ] عن وابن جرير عامر ، ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن صيد الكلاب ، فلم يدر ما يقول حتى أنزل الله هذه الآية في المائدة عدي بن حاتم الطائي تعلمونهن مما علمكم الله فإذا صحت هذه الروايات بلفظها فهي دليل على أن آية المائدة لم تنزل دفعة واحدة كما هو ظاهر روايات أخرى ، وإلا فهي مروية بالمعنى ، وهو المختار عندنا . أن