( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) قرأ الجمهور " وليحكم " بصيغة الأمر ، وهو حكاية حذف منها لفظ القول ، ومثله كثير في القرآن ، أي وقلنا : ليحكم أهل الإنجيل بما أنزله الله فيه من الأحكام ; أي أمرناهم بالعمل به ، فهو مثل قوله في أهل التوراة : ( وكتبنا عليهم فيها ) كذا وكذا ، وقرأ حمزة " وليحكم " بكسر اللام ; أي ولأجل أن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ، وجوزوا أن يكون قوله : ( وهدى وموعظة ) مفعولا لأجله ، وعطف " وليحكم " عليه مع إظهار اللام لاختلاف الفاعل . وكيفما قرأت وفسرت لا تجد الآية تدل على أن الله تعالى يأمر النصارى في القرآن بالحكم بالإنجيل ، كما يزعم دعاة النصرانية بما يغالطون به عوام المسلمين ، ولو فرضنا أنه أمرهم بذلك بعبارة أخرى لتعين أن يكون الأمر للتعجيز وإقامة الحجة عليهم ; فإنهم لا يستطيعون العمل بالإنجيل ، ولن يستطيعوه ، وسيأتي لهذا البحث تتمة .