قوله : بما أنزل إليه من ربه أي بجميع ما أنزل الله والمؤمنون عطف على الرسول ، وقوله : كل أي من الرسول والمؤمنين آمن بالله ويجوز أن يكون قوله : والمؤمنون مبتدأ .
وقوله : كل مبتدأ ثان .
وقوله : آمن بالله خبر المبتدأ الثاني ، وهو وخبره خبر المبتدأ الأول ، وأفرد الضمير في قوله : آمن بالله مع رجوعه إلى كل المؤمنين ، لما أن المراد بيان إيمان كل فرد منهم من غير اعتبار الاجتماع كما اعتبر ذلك في قوله تعالى : وكل أتوه داخرين [ النمل : 87 ] .
قال : لما ذكر الله سبحانه في هذه السورة فرض الصلاة والزكاة ، وبين أحكام الحج ، وحكم الحيض ، والطلاق والإيلاء ، وأقاصيص الأنبياء ، وبين حكم الربا ، ذكر تعظيمه سبحانه بقوله : الزجاج لله ما في السماوات وما في الأرض [ البقرة : 284 ] ثم ذكر تصديق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ذكر تصديق المؤمنين بجميع ذلك فقال : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه أي صدق الرسول بجميع هذه الأشياء التي جرى ذكرها ، وكذلك المؤمنون كلهم صدقوا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وقيل : سبب نزولها الآية التي قبلها .
وقد تقدم بيان ذلك .
قوله : وملائكته أي : من حيث كونهم عباده المكرمين المتوسطين بينه وبين أنبيائه في إنزال كتبه ، وقوله : وكتبه لأنها المشتملة على الشرائع التي تعبد بها عباده .
وقوله : ورسله لأنهم المبلغون لعباده ما نزل إليهم .
وقرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر " وكتبه " بالجمع .
وقرءوا في التحريم " وكتابه " وقرأ هنا " وكتابه " وكذلك قرأ ابن عباس حمزة وروي عنه أنه قال : الكتاب أكثر من الكتب . والكسائي ،
وبينه صاحب الكشاف فقال : لأنه إذا أريد بالواحد الجنس والجنسية قائمة في وحدان الجنس كلها لم يخرج منه شيء ، وأما الجمع فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع انتهى .
ومن أراد تحقيق المقام فليرجع إلى شرح التلخيص المطول عند قول صاحب التلخيص واستغراق المفرد أشمل .
وقرأ الجمهور ورسله بضم السين .
وقرأ أبو عمرو بتخفيف السين .
وقرأ الجمهور لا نفرق بالنون .
والمعنى : يقولون : لا نفرق .
وقرأ سعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وأبو زرعة وابن عمر وابن جرير ويعقوب " لا يفرق " بالياء التحتية .
وقوله : بين أحد ولم يقل بين آحاد ؛ لأن الأحد يتناول الواحد والجمع كما في قوله تعالى : فما منكم من أحد عنه حاجزين فوصفه بقوله : حاجزين لكونه في معنى الجمع ، وهذه الجملة يجوز أن تكون في محل نصب على الحال وأن تكون خبرا آخر لقوله : كل .
وقوله : من رسله أظهر في محل الإضمار للاحتراز عن توهم اندراج الملائكة في الحكم ، أو الإشعار بعلة عدم التفريق بينهم .
وقوله : وقالوا سمعنا وأطعنا هو معطوف على قوله : آمن وهو وإن كان للمفرد وهذا للجماعة فهو جائز نظرا إلى جانب المعنى ، أي أدركناه بأسماعنا وفهمناه وأطعنا ما فيه ، وقيل : معنى سمعنا : أجبنا دعوتك .
قوله : غفرانك مصدر منصوب بفعل مقدر ، أي اغفر غفرانك .
قاله وغيره ، وقدم السمع والطاعة على طلب المغفرة لكون الوسيلة تتقدم على المتوسل إليه . الزجاج
قوله : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها التكليف هو الأمر بما فيه مشقة وكلفة ، والوسع : الطاقة ، والوسع : ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه ، وهذه جملة مستقلة جاءت عقب قوله سبحانه : وإن تبدوا ما في أنفسكم [ البقرة : 284 ] الآية لكشف كربة المسلمين ، ودفع المشقة عليهم في التكليف بما في الأنفس وهي كقوله سبحانه : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر [ البقرة : 185 ] .
قوله : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فيه ترغيب وترهيب ، أي لها ثواب ما كسبت من الخير ، وعليها وزر ما اكتسبت من الشر ، وتقدم " لها " و " عليها " على الفعلين ليفيد أن ذلك لها لا لغيرها ، وعليها لا على غيرها ، وهذا مبني على أن كسب للخير فقط ، واكتسب للشر فقط ، كما قاله صاحب الكشاف وغيره ، وقيل : كل واحد من الفعلين يصدق على الأمرين ، وإنما كرر الفعل وخالف بين التصريفين تحسينا للنظم كما في قوله تعالى : فمهل الكافرين أمهلهم رويدا [ الطارق : 17 ] .
قوله : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا أي : لا تؤاخذنا بإثم ما يصدر منا من هذين الأمرين .
وقد استشكل هذا الدعاء جماعة من المفسرين وغيرهم قائلين إن الخطأ والنسيان مغفوران غير مؤاخذ بهما ، فما معنى الدعاء بذلك ، فإنه من تحصيل الحاصل .
وأجيب عن ذلك بأن المراد طلب المؤاخذة بما صدر عنهم من الأسباب المؤدية إلى النسيان والخطأ ، من التفريط وعدم المبالاة ، لا من نفس كما يفيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : النسيان والخطأ ، فإنه لا مؤاخذة بهما وسيأتي مخرجه ، وقيل : إنه يجوز للإنسان أن يدعو بحصول ما هو حاصل له قبل الدعاء لقصد استدامته ، وقيل : إنه وإن ثبت شرعا أنه لا مؤاخذة بهما ، فلا [ ص: 198 ] امتناع في المؤاخذة بهما عقلا ، وقيل : لأنهم كانوا على جانب عظيم من التقوى بحيث لا يصدر عنهم الذنب تعمدا ، وإنما يصدر عنهم خطأ أو نسيانا ، فكأنه وصفهم بالدعاء بذلك إيذانا بنزاهة ساحتهم عما يؤاخذون به ، كأنه قيل : إن كان النسيان والخطأ مما يؤاخذ به ، فما منهم سبب مؤاخذة إلا الخطأ والنسيان . رفع عن أمتي الخطأ والنسيان
قال القرطبي : وهذا لم يختلف فيه أن الإثم مرفوع ، وإنما اختلف فيما يتعلق على ذلك من الأحكام هل ذلك مرفوع ولا يلزم منه شيء ، أو يلزم أحكام ذلك كله ؟ اختلف فيه ، والصحيح أن ذلك يختلف بحسب الوقائع ، فقسم لا يسقط باتفاق كالغرامات والديانات والصلوات المفروضات .
وقسم يسقط باتفاق كالقصاص والنطق بكلمة الكفر ، وقسم ثالث مختلف فيه كمن أكل ناسيا في رمضان أو حنث ساهيا ، وما كان مثله مما يقع خطأ ونسيانا ، ويعرف ذلك في الفروع انتهى .
قوله : ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا عطف على الجملة التي قبله ، وتكرير النداء للإيذان بمزيد التضرع واللجوء إلى الله سبحانه .
والإصر : العبء الثقيل الذي يأصر صاحبه ، أي يحبسه مكانه لا يستقل به لثقله .
والمراد به هنا التكليف الشاق ، والأمر الغليظ الصعب ، وقيل : الإصر شدة العمل وما غلظ على بني إسرائيل من قتل الأنفس وقطع موضع النجاسة ، ومنه قول النابغة :
يا مانع الضيم أن تغشى سراتهم والحامل الإصر عنهم بعدما غرقوا
وقيل : الإصر المسخ قردة وخنازير ، وقيل : العهد ، ومنه قوله تعالى : وأخذتم على ذلكم إصري [ آل عمران : 81 ] وهذا الخلاف يرجع إلى بيان ما هو الإصر الذي كان على من قبلنا ، لا إلى معنى الإصر في لغة العرب ، فإنه ما تقدم ذكره بلا نزاع ، والإصار : الحبل الذي تربط به الأحمال ونحوها ، يقال : أصر يأصر إصرا : حبس ، والإصر بكسر الهمزة من ذلك .قال الجوهري : والموضع مأصر ، والجمع مآصر ، والعامة تقول معاصر .
ومعنى الآية أنهم طلبوا من الله سبحانه أن لا يحملهم من ثقل التكاليف ما حمل الأمم قبلهم .
وقوله : كما حملته صفة مصدر محذوف : أي حملا مثل حملك إياه على من قبلنا ، أو صفة ل " إصرا " : أي إصرا مثل الإصر الذي حملته على من قبلنا .
قوله : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به هو أيضا عطف على ما قبله ، وتكرير النداء للنكتة المذكورة قبل هذا .
والمعنى لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق ، وقيل : هو عبارة عن إنزال العقوبات ، كأنه قال : لا تنزل علينا العقوبات بتفريطنا في المحافظة على تلك التكاليف الشاقة التي كلفت بها من قبلنا ، وقيل : المراد به الشاق الذي لا يكاد يستطاع من التكاليف .
قال في الكشاف : وهذا تقرير لقوله : ولا تحمل علينا إصرا .
قوله : واعف عنا أي عن ذنوبنا ، يقال عفوت عن ذنبه : إذا تركته ولم تعاقبه عليه واغفر لنا أي استر على ذنوبنا ، والغفر : الستر وارحمنا أي تفضل برحمة منك علينا أنت مولانا أي ولينا وناصرنا ، وخرج هذا مخرج التعليم كيف يدعون ، وقيل : معناه : أنت سيدنا ونحن عبيدك فانصرنا على القوم الكافرين فإن من حق المولى أن ينصر عبيده ، والمراد عامة الكفرة ، وفيه إشارة إلى إعلاء كلمة الله في الجهاد في سبيله .
وقد قدمنا في شرح الآية التي قبل هذه أعني قوله : وإن تبدوا ما في أنفسكم [ البقرة : 284 ] إلخ ، أنه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى قال عقب كل دعوة من هذه الدعوات : قد فعلت ، فكان ذلك دليلا على أنه سبحانه لم يؤاخذهم بشيء من الخطأ والنسيان ولا حمل عليهم شيئا من الإصر الذي حمله على من قبلهم ، ولا حملهم ما لا طاقة لهم به ، وعفا عنهم وغفر لهم ورحمهم ، ونصرهم على القوم الكافرين ، والحمد لله رب العالمين .
وقد أخرج عن ابن أبي حاتم مقاتل بن حبان لا نفرق بين أحد من رسله لا نكفر بما جاءت به الرسل ، ولا نفرق بين أحد منهم ، ولا نكذب به وقالوا سمعنا للقرآن الذي جاء من الله وأطعنا ، أقروا لله أن يطيعوه في أمره ونهيه .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن في قوله : ابن عباس غفرانك ربنا قال : قد غفرت لكم وإليك المصير قال : إليك المرجع والمآب يوم يقوم الحساب .
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن وابن أبي حاتم حكيم بن جابر قال : لما نزلت آمن الرسول الآية ، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه ، فقال : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها حتى ختم السورة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس لا يكلف الله نفسا إلا وسعها قال : هم المؤمنون وسع الله عليهم أمر دينهم فقال : وما جعل عليكم في الدين من حرج [ الحج : 78 ] .
وقال : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر [ البقرة : 185 ] .
وقال : فاتقوا الله ما استطعتم [ التغابن : 16 ] .
وأخرج عنه في قوله : ابن أبي حاتم لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت قال : من العمل .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : إلا وسعها قال : إلا طاقتها . سعيد بن جبير
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك نحوه .
وقد أخرج ابن ماجه وابن المنذر في صحيحه وابن حبان والطبراني والدارقطني والحاكم والبيهقي في سننه عن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ابن عباس . إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
وأخرجه من حديث ابن ماجه أبي ذر مرفوعا ، من حديث والطبراني ومن حديث ثوبان ، ومن حديث ابن عمر ، . عقبة بن عامر
وأخرجه البيهقي أيضا من حديثه .
وأخرجه في الكامل ابن عدي وأبو نعيم من حديث أبي بكرة .
وأخرجه من حديث ابن أبي حاتم . أم الدرداء
وأخرجه سعيد بن منصور عن حديث وعبد بن حميد الحسن مرسلا ، وأخرجه من حديث عبد بن حميد مرسلا . الشعبي
وفي أسانيد هذه الأحاديث مقال ولكنها يقوي بعضها بعضا فلا تقصر عن رتبة الحسن لغيره .
وقد تقدم حديث [ ص: 199 ] إن الله قال قد فعلت وهو في الصحيح وهو يشهد لهذه الأحاديث .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : " إصرا قال : عهدا . ابن عباس
وأخرج عن عبد بن حميد مجاهد مثله .
وأخرج عن ابن جرير مثله . ابن جريج
وأخرج أيضا عن في قوله : عطاء بن أبي رباح ولا تحمل علينا إصرا قال : لا تمسخنا قردة وخنازير .
وأخرج عن ابن جرير ابن زيد في الآية أن الإصر : الذنب الذي ليس فيه توبة ولا كفارة .
وأخرج عن ابن أبي حاتم الفضيل في الآية قال : كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب قيل له : توبتك أن تقتل نفسك فيقتل نفسه ، فوضعت الآصار عن هذه الأمة .
وأخرج عن عبد بن حميد عطاء قال : لما نزلت هذه الآيات " ربنا لا تؤاخذنا " إلخ ، كلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال النبي : آمين رب العالمين .
وأخرج أبو عبيد عن ميسرة أن جبريل لقن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاتمة البقرة آمين .
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة قال : آمين . معاذ بن جبل
وأخرج أبو عبيد عن أنه كان يقول : آمين آمين . جبير بن نفير
وأخرج عن عبد بن حميد أبي ذر قال : هي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة .
وأخرج عن ابن جرير الضحاك في هذه الآية قال : سألها نبي الله ربه فأعطاه إياها ، فكانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة .
وقد ثبت عند الشيخين وأهل السنن وغيرهم عن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " ابن مسعود " . من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
وأخرج أبو عبيد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " النعمان بن بشير . إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، فأنزل منه آيتين ختم بها سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان "
وأخرج أحمد والنسائي والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : . " أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي "
وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر مرفوعا نحوه .
وأخرج أبو عبيد وأحمد ومحمد بن نصر عن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : عقبة بن عامر وإسناده حسن . " اقرءوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة " آمن الرسول " إلى خاتمتها ، فإن الله اصطفى بها محمدا "
وأخرج مسلم عن قال : ابن مسعود . لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى وأعطي ثلاثا ، أعطي الصلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات
وأخرج الحاكم وصححه البيهقي في الشعب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " . إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش ، فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء "
وأخرج الديلمي عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبي هريرة " اثنان هما قرآن وهما يشفيان ، وهما مما يحبهما الله الآيتان من آخر البقرة " .
وأخرج بسند جيد عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " شداد بن أوس . إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان "
وأخرج عن ابن عدي ابن مسعود الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أنزل الله ، كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل " آيتين من كنوز الجنة .
وأخرج ابن مردويه عن قال : ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة أو آية الكرسي ضحك وقال : إنهما من كنز تحت العرش .
وأخرج ابن مردويه عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " معقل بن يسار . أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش "
وأخرج مسلم واللفظ له عن والنسائي قال : " ابن عباس جبريل إذ سمع نقيضا فرفع جبريل بصره فقال : هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته " . بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده
فهذه ثلاثة عشر حديثا في فضل هاتين الآيتين مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد روي في فضلهما من غير المرفوع عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي مسعود وكعب الأحبار والحسن وأبي قلابة ، وفي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يغني عن غيره .