nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190nindex.php?page=treesubj&link=28974إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إن في خلق السماوات هذه جملة مستأنفة لتقرير اختصاصه سبحانه بما ذكره فيها . والمراد ذات السماوات والأرض وصفاتها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190واختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما ، وكون كل واحد منهما يخلف الآخر ، وكون زيادة أحدهما في نقصان الآخر ، وتفاوتهما طولا وقصرا وحرا وبردا ، وغير ذلك لآيات أي : دلالات واضحة وبراهين بينة تدل على الخالق سبحانه .
وقد تقدم تفسير بعض ما هنا في سورة البقرة . والمراد بأولي الألباب : أهل العقول الصحيحة الخالصة عن شوائب النقص ، فإن مجرد التفكير فيما قصه الله في هذه الآية يكفي العاقل ويوصله إلى الإيمان الذي لا تزلزله الشبه ولا تدفعه التشكيكات .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191nindex.php?page=treesubj&link=24426الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم الموصول نعت لأولي الألباب - وقيل : هو مفصول عنه خبر مبتدأ محذوف ، أو منصوب على المدح . والمراد بالذكر هنا ذكره سبحانه في هذه الأحوال من غير فرق بين حال الصلاة وغيرها .
وذهب جماعة من المفسرين إلى أن الذكر هنا عبارة عن الصلاة ; أي : لا يضيعونها في حال من الأحوال فيصلونها قياما مع عدم العذر ، وقعودا وعلى جنوبهم مع العذر . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ويتفكرون في خلق السماوات والأرض معطوف على قوله : يذكرون ، وقيل : إنه معطوف على الحال ، أعني
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191قياما وقعودا وقيل : إنه منقطع عن الأول ، والمعنى : أنهم يتفكرون في بديع صنعهما وإتقانهما مع عظم أجرامها ، فإن هذا الفكر إذا كان صادقا أوصلهم إلى الإيمان بالله سبحانه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191ربنا ما خلقت هذا باطلا هو على تقدير القول ; أي : يقولون ما خلقت هذا عبثا ولهوا ، بل خلقته دليلا على حكمتك وقدرتك . والباطل : الزائل الذاهب ، ومنه قول لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وهو منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف ; أي : خلقا باطلا ، وقيل : منصوب بنزع الخافض ، وقيل : هو مفعول ثان ، وخلق بمعنى جعل ، أو منصوب على الحال ، والإشارة بقوله : هذا إلى السماوات والأرض ، أو إلى الخلق على أنه بمعنى المخلوق .
قوله : سبحانك أي : تنزيها لك عما لا يليق بك من الأمور التي من جملتها أن يكون خلقك لهذه المخلوقات باطلا . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191فقنا عذاب النار الفاء لترتيب هذا الدعاء على ما قبله .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته تأكيد لما تقدمه من
nindex.php?page=treesubj&link=30527_30445استدعاء الوقاية من النار منه سبحانه ، وبيان للسبب الذي لأجله دعاه عباده بأن يقيهم عذاب النار ، وهو أن من أدخله النار فقد أخزاه ، أي أذله وأهانه . وقال المفضل : معنى أخزيته أهلكته ، وأنشد :
أخزى الإله بني الصليب عنيزة واللابسين ملابس الرهبان
وقيل : معناه : فضحته وأبعدته ، يقال أخزاه الله : أبعده ومقته ، والاسم الخزي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : خزى يخزي خزيا : إذا وقع في بلية . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان المنادي عند أكثر المفسرين هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيل : هو القرآن ، وأوقع السماع على المنادي مع كون المسموع هو النداء ; لأنه قد وصف المنادي بما يسمع ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ينادي للإيمان أن آمنوا .
وقال
أبو علي الفارسي : إن ( ينادي ) هو المفعول الثاني وذكر ينادي مع أنه قد فهم من قوله : مناديا لقصد التأكيد والتفخيم لشأن هذا المنادى به ، واللام في قوله : للإيمان بمعنى إلى ، وقيل : إن ينادي يتعدى باللام وبإلى ، يقال : ينادي لكذا وينادي إلى كذا ، وقيل : اللام للعلة ; أي : لأجل الإيمان . قوله : ( أن آمنوا ) هي إما تفسيرية أو مصدرية وأصلها بأن آمنوا فحذف حرف الجر .
قوله : فآمنا أي : امتثلنا ما يأمر به هذا المنادي من
[ ص: 263 ] الإيمان فآمنا ، وتكرير النداء في قوله : ربنا لإظهار التضرع والخضوع ، قيل : المراد بالذنوب هنا الكبائر وبالسيئات الصغائر . والظاهر عدم اختصاص أحد اللفظين بأحد الأمرين ، والآخر بالآخر ، بل يكون المعنى في الذنوب والسيئات واحدا ، والتكرير للمبالغة والتأكيد ، كما أن معنى الغفر والكفر الستر . والأبرار جمع بار أو بر ، وأصله من الاتساع ، فكأن البار متسع في طاعة الله ومتسعة له رحمته ، قيل : هم الأنبياء ، ومعنى اللفظ أوسع من ذلك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك هذا دعاء آخر ، والنكتة في تكرير النداء ما تقدم ،
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30983_19736والموعود به على ألسن الرسل هو الثواب الذي وعد الله به أهل طاعته ، ففي الكلام حذف وهو لفظ الألسن كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية [ يوسف : 82 ] وقيل : المحذوف التصديق ; أي : ما وعدتنا على تصديق رسلك ، وقيل : ما وعدتنا منزلا على رسلك ، أو محمولا على رسلك والأول أولى .
وصدور هذا الدعاء منهم مع علمهم أن ما وعدهم الله به على ألسن رسله كائن لا محالة ، إما لقصد التعجيل أو للخضوع بالدعاء لكونه مخ العبادة ، وفي قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194إنك لا تخلف الميعاد دليل على أنهم لم يخافوا خلف الوعد ، وأن الحامل لهم على الدعاء هو ما ذكرنا . وقد أخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019839أتت قريش اليهود فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات ؟ قالوا : عصاه ويده بيضاء للناظرين ، وأتوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم ؟ قالوا : كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا ، فدعا ربه ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إن في خلق السماوات والأرض الآية .
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019840بت عند خالتي ميمونة فنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ، ثم استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ، ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران حتى ختم . وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم في الكنى ،
والبغوي في معجم الصحابة عن
nindex.php?page=showalam&ids=4262صفوان بن المعطل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019841كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فذكر نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من طريق
جويبر عن
الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم الآية ، قال : إنما هذه في الصلاة إذا لم يستطع قائما فقاعدا ، وإن لم يستطع قاعدا فعلى جنبه . وقد ثبت في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019842كانت بي بواسير ، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة فقال : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب .
وثبت فيه عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019843سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن nindex.php?page=treesubj&link=32606_1526صلاة الرجل وهو قاعد فقال : من صلى قائما فهو أفضل ، ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ، ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : هذه حالاتك كلها يا ابن آدم ، اذكر الله وأنت قائم ، فإن لم تستطع فاذكره جالسا فإن لم تستطع جالسا فاذكره وأنت على جنبك ، يسر من الله وتخفيف .
وأقول : هذا التقييد الذي ذكره بعدم الاستطاعة مع تعميم الذكر لا وجه له لا من الآية ولا من غيرها ، فإنه لم يرد في شيء من الكتاب والسنة ما يدل على أنه لا يجوز الذكر من قعود إلا مع عدم استطاعة الذكر من قيام ، ولا يجوز على جنب إلا مع عدم استطاعته من قعود ، وإنما يصلح هذا التقييد لمن جعل المراد بالذكر هنا الصلاة كما سبق عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه
وابن مردويه عن
عائشة مرفوعا : ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في التفكر عن
سفيان رفعه
من قرأ آخر سورة آل عمران فلم يتفكر فيها ويله فعد أصابعه عشرا . قيل
nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي : ما غاية التفكر فيهن ؟ قال : يقرؤهن وهو يعقلهن . وقد وردت أحاديث وآثار عن السلف في
nindex.php?page=treesubj&link=19776استحباب التفكر مطلقا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
أنس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192من تدخل النار فقد أخزيته قال : من تخلد .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب في الآية قال : هذه خاصة بمن لا يخرج منها . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار قال : قدم علينا
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله في عمرة ، فانتهيت إليه أنا
وعطاء فقلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167وما هم بخارجين من النار قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019845أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم الكفار ، قلت
لجابر : فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192إنك من تدخل النار فقد أخزيته قال : وما أخزاه حين أحرقه بالنار ! ، وإن دون ذلك خزيا ؟ .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193مناديا ينادي للإيمان قال : هو
محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
ابن زيد مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : هو القرآن ، ليس كل أحد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك قال : يستنجزون موعد الله على رسله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194ولا تخزنا يوم القيامة قال : لا تفضحنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190nindex.php?page=treesubj&link=28974إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ هَذِهِ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ اخْتِصَاصِهِ سُبْحَانَهُ بِمَا ذَكَرَهُ فِيهَا . وَالْمُرَادُ ذَاتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَصِفَاتُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ تَعَاقُبِهِمَا ، وَكَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَخْلُفُ الْآخَرَ ، وَكَوْنِ زِيَادَةِ أَحَدِهِمَا فِي نُقْصَانِ الْآخَرِ ، وَتَفَاوُتِهِمَا طُولًا وَقِصَرًا وَحَرًّا وَبَرْدًا ، وَغَيْرِ ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَيْ : دَلَالَاتٍ وَاضِحَةٍ وَبَرَاهِينَ بَيِّنَةٍ تَدُلُّ عَلَى الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ بَعْضِ مَا هُنَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَالْمُرَادُ بِأُولِي الْأَلْبَابِ : أَهْلُ الْعُقُولِ الصَّحِيحَةِ الْخَالِصَةِ عَنْ شَوَائِبِ النَّقْصِ ، فَإِنَّ مُجَرَّدَ التَّفْكِيرِ فِيمَا قَصَّهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ يَكْفِي الْعَاقِلَ وَيُوصِلُهُ إِلَى الْإِيمَانِ الَّذِي لَا تُزَلْزِلُهُ الشُّبَهُ وَلَا تَدْفَعُهُ التَّشْكِيكَاتُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191nindex.php?page=treesubj&link=24426الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ الْمَوْصُولُ نَعْتٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ - وَقِيلَ : هُوَ مَفْصُولٌ عَنْهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَدْحِ . وَالْمُرَادُ بِالذِّكْرِ هُنَا ذِكْرُهُ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ حَالِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا .
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ الذِّكْرَ هُنَا عِبَارَةٌ عَنِ الصَّلَاةِ ; أَيْ : لَا يُضَيِّعُونَهَا فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ فَيُصَلُّونَهَا قِيَامًا مَعَ عَدَمِ الْعُذْرِ ، وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ مَعَ الْعُذْرِ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : يَذْكُرُونَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْحَالِ ، أَعْنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191قِيَامًا وَقُعُودًا وَقِيلَ : إِنَّهُ مُنْقَطِعٌ عَنِ الْأَوَّلِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فِي بَدِيعِ صُنْعِهِمَا وَإِتْقَانِهِمَا مَعَ عِظَمِ أَجْرَامِهَا ، فَإِنَّ هَذَا الْفِكْرَ إِذَا كَانَ صَادِقًا أَوْصَلَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الْقَوْلِ ; أَيْ : يَقُولُونَ مَا خَلَقْتَ هَذَا عَبَثًا وَلَهْوًا ، بَلْ خَلَقْتَهُ دَلِيلًا عَلَى حِكْمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ . وَالْبَاطِلُ : الزَّائِلُ الذَّاهِبُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ :
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ
وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ; أَيْ : خَلْقًا بَاطِلًا ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَقِيلَ : هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ ، وَخَلَقَ بِمَعْنَى جَعَلَ ، أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : هَذَا إِلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، أَوْ إِلَى الْخَلْقِ عَلَى أَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَخْلُوقِ .
قَوْلُهُ : سُبْحَانَكَ أَيْ : تَنْزِيهًا لَكَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا أَنْ يَكُونَ خَلْقُكَ لِهَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ بَاطِلًا . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ هَذَا الدُّعَاءِ عَلَى مَا قَبْلَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ تَأْكِيدٌ لِمَا تَقَدَّمَهُ مِنِ
nindex.php?page=treesubj&link=30527_30445اسْتِدْعَاءِ الْوِقَايَةِ مِنَ النَّارِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ ، وَبَيَانٌ لِلسَّبَبِ الَّذِي لِأَجْلِهِ دَعَاهُ عِبَادُهُ بِأَنْ يَقِيَهُمْ عَذَابَ النَّارِ ، وَهُوَ أَنَّ مَنْ أَدْخَلَهُ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَاهُ ، أَيْ أَذَلَّهُ وَأَهَانَهُ . وَقَالَ الْمُفَضَّلُ : مَعْنَى أَخْزَيْتَهُ أَهْلَكْتَهُ ، وَأَنْشَدَ :
أَخْزَى الْإِلَهُ بَنِي الصَّلِيبِ عُنَيْزَةً وَاللَّابِسِينَ مَلَابِسَ الرُّهْبَانِ
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : فَضَحْتَهُ وَأَبْعَدْتَهُ ، يُقَالُ أَخْزَاهُ اللَّهُ : أَبْعَدَهُ وَمَقَتَهُ ، وَالِاسْمُ الْخِزْيُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : خَزَى يَخْزِي خِزْيًا : إِذَا وَقَعَ فِي بَلِيَّةٍ . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ الْمُنَادِي عِنْدَ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ : هُوَ الْقُرْآنُ ، وَأَوْقَعَ السَّمَاعَ عَلَى الْمُنَادِي مَعَ كَوْنِ الْمَسْمُوعِ هُوَ النِّدَاءُ ; لِأَنَّهُ قَدْ وَصَفَ الْمُنَادِيَ بِمَا يُسْمَعُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : إِنَّ ( يُنَادِي ) هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي وَذَكَرَ يُنَادِي مَعَ أَنَّهُ قَدْ فُهِمَ مِنْ قَوْلِهِ : مُنَادِيًا لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ وَالتَّفْخِيمِ لِشَأْنِ هَذَا الْمُنَادَى بِهِ ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ : لِلْإِيمَانِ بِمَعْنَى إِلَى ، وَقِيلَ : إِنَّ يُنَادِي يَتَعَدَّى بِاللَّامِ وَبِإِلَى ، يُقَالُ : يُنَادِي لِكَذَا وَيُنَادِي إِلَى كَذَا ، وَقِيلَ : اللَّامُ لِلْعِلَّةِ ; أَيْ : لِأَجْلِ الْإِيمَانِ . قَوْلُهُ : ( أَنْ آمِنُوا ) هِيَ إِمَّا تَفْسِيرِيَّةٌ أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ وَأَصْلُهَا بِأَنْ آمِنُوا فَحُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ .
قَوْلُهُ : فَآمَنَّا أَيِ : امْتَثَلْنَا مَا يَأْمُرُ بِهِ هَذَا الْمُنَادِي مِنَ
[ ص: 263 ] الْإِيمَانِ فَآمَنَّا ، وَتَكْرِيرُ النِّدَاءِ فِي قَوْلِهِ : رَبَّنَا لِإِظْهَارِ التَّضَرُّعِ وَالْخُضُوعِ ، قِيلَ : الْمُرَادُ بِالذُّنُوبِ هُنَا الْكَبَائِرُ وَبِالسَّيِّئَاتِ الصَّغَائِرُ . وَالظَّاهِرُ عَدَمُ اخْتِصَاصِ أَحَدِ اللَّفْظَيْنِ بِأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ ، وَالْآخَرِ بِالْآخَرِ ، بَلْ يَكُونُ الْمَعْنَى فِي الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ وَاحِدًا ، وَالتَّكْرِيرُ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّأْكِيدِ ، كَمَا أَنَّ مَعْنَى الْغَفْرِ وَالْكُفْرِ السَّتْرُ . وَالْأَبْرَارُ جَمْعُ بَارٍّ أَوْ بَرٍّ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الِاتِّسَاعِ ، فَكَأَنَّ الْبَارَّ مُتَّسِعٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمُتَّسِعَةٌ لَهُ رَحْمَتُهُ ، قِيلَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، وَمَعْنَى اللَّفْظِ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ هَذَا دُعَاءٌ آخَرُ ، وَالنُّكْتَةُ فِي تَكْرِيرِ النِّدَاءِ مَا تَقَدَّمَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30983_19736وَالْمَوْعُودُ بِهِ عَلَى أَلْسُنِ الرُّسُلِ هُوَ الثَّوَابُ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ ، فَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَهُوَ لَفْظُ الْأَلْسُنِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ [ يُوسَفَ : 82 ] وَقِيلَ : الْمَحْذُوفُ التَّصْدِيقُ ; أَيْ : مَا وَعَدْتَنَا عَلَى تَصْدِيقِ رُسُلِكَ ، وَقِيلَ : مَا وَعَدْتَنَا مُنَزَّلًا عَلَى رُسُلِكَ ، أَوْ مَحْمُولًا عَلَى رُسُلِكَ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَصُدُورُ هَذَا الدُّعَاءِ مِنْهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّ مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ بِهِ عَلَى أَلْسُنِ رُسُلِهِ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، إِمَّا لِقَصْدِ التَّعْجِيلِ أَوْ لِلْخُضُوعِ بِالدُّعَاءِ لِكَوْنِهِ مُخَّ الْعِبَادَةِ ، وَفِي قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَخَافُوا خُلْفَ الْوَعْدِ ، وَأَنَّ الْحَامِلَ لَهُمْ عَلَى الدُّعَاءِ هُوَ مَا ذَكَرْنَا . وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019839أَتَتْ قُرَيْشٌ الْيَهُودَ فَقَالُوا : مَا جَاءَكُمْ بِهِ مُوسَى مِنَ الْآيَاتِ ؟ قَالُوا : عَصَاهُ وَيَدُهُ بَيْضَاءَ لِلنَّاظِرِينَ ، وَأَتَوُا النَّصَارَى فَقَالُوا : كَيْفَ كَانَ عِيسَى فِيكُمْ ؟ قَالُوا : كَانَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يَجْعَلُ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا ، فَدَعَا رَبَّهُ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=190إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْآيَةَ .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019840بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
وَالْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4262صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019841كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ
جُوَيْبِرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ الْآيَةَ ، قَالَ : إِنَّمَا هَذِهِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ قَائِمًا فَقَاعِدًا ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَاعِدًا فَعَلَى جَنْبِهِ . وَقَدْ ثَبَتَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019842كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ : صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ .
وَثَبَتَ فِيهِ عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019843سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=32606_1526صَلَاةِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَاعِدٌ فَقَالَ : مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : هَذِهِ حَالَاتُكَ كُلُّهَا يَا ابْنَ آدَمَ ، اذْكُرِ اللَّهَ وَأَنْتَ قَائِمٌ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاذْكُرْهُ جَالِسًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ جَالِسًا فَاذْكُرْهُ وَأَنْتَ عَلَى جَنْبِكَ ، يُسْرٌ مِنَ اللَّهِ وَتَخْفِيفٌ .
وَأَقُولُ : هَذَا التَّقْيِيدُ الَّذِي ذَكَرَهُ بِعَدَمِ الِاسْتِطَاعَةِ مَعَ تَعْمِيمِ الذِّكْرِ لَا وَجْهَ لَهُ لَا مِنَ الْآيَةِ وَلَا مِنْ غَيْرِهَا ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذِّكْرُ مِنْ قُعُودٍ إِلَّا مَعَ عَدَمِ اسْتِطَاعَةِ الذِّكْرِ مِنْ قِيَامٍ ، وَلَا يَجُوزُ عَلَى جَنْبٍ إِلَّا مَعَ عَدَمِ اسْتِطَاعَتِهِ مِنْ قُعُودٍ ، وَإِنَّمَا يَصْلُحُ هَذَا التَّقْيِيدُ لِمَنْ جَعَلَ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ هُنَا الصَّلَاةَ كَمَا سَبَقَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ مَرْفُوعًا : وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي التَّفَكُّرِ عَنْ
سُفْيَانَ رَفَعَهُ
مَنْ قَرَأَ آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ فَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا وَيْلَهُ فَعَدَّ أَصَابِعَهُ عَشْرًا . قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760لِلْأَوْزَاعِيِّ : مَا غَايَةُ التَّفَكُّرِ فِيهِنَّ ؟ قَالَ : يَقْرَؤُهُنَّ وَهُوَ يَعْقِلُهُنَّ . وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ عَنِ السَّلَفِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19776اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ مُطْلَقًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ قَالَ : مَنْ تُخَلِّدْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي الْآيَةِ قَالَ : هَذِهِ خَاصَّةٌ بِمَنْ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَالْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي عُمْرَةٍ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ أَنَا
وَعَطَاءٌ فَقُلْتُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019845أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمُ الْكُفَّارُ ، قُلْتُ
لِجَابِرٍ : فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=192إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ قَالَ : وَمَا أَخْزَاهُ حِينَ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ ! ، وَإِنَّ دُونَ ذَلِكَ خِزْيًا ؟ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ قَالَ : هُوَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : هُوَ الْقُرْآنُ ، لَيْسَ كُلَّ أَحَدٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ قَالَ : يَسْتَنْجِزُونَ مَوْعِدَ اللَّهِ عَلَى رُسُلِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : لَا تَفْضَحْنَا .