اسكن أي اتخذ الجنة مسكنا وهو محل السكون ، وأما ما قاله بعض المفسرين من أن في قوله : اسكن تنبيها على الخروج لأن السكنى لا تكون ملكا ، وأخذ ذلك من قول جماعة من العلماء أن من أسكن رجلا منزلا له فإنه لا يملكه بذلك ، وإن له أن يخرجه منه ، فهو معنى عرفي ، والواجب الأخذ بالمعنى العربي إذا لم تثبت في اللفظ حقيقة شرعية .
و أنت تأكيد للضمير المستكن في الفعل ليصح العطف عليه كما تقرر في علم النحو أنه لا يجوز العطف على الضمير المرفوع المستكن إلا بعد تأكيده بمنفصل .
وقد يجيء العطف نادرا بغير تأكيد كقول الشاعر :
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى كنعاج الملا تعسفن رملا
وقوله : وزوجك أي حواء وهذه هي اللغة الفصيحة زوج بغير هاء ، وقد جاء بها قليلا كما في صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مع إحدى نسائه ، فمر به رجل فدعاه وقال : يا فلان هذه زوجتي فلانة الحديث ، ومنه قول الشاعر :وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي      كساع إلى أسد الشرى يستميلها 
و حيث مبنية على الضم وفيها لغات كثيرة مذكورة في كتب العربية .
والقرب : الدنو .
قال في الصحاح : قرب الشيء بالضم يقرب قربا : أي دنا ، وقربته بالكسر أقربه قربانا : أي دنوت منه ، وقربت أقرب قرابة مثل كتبت أكتب كتابة : إذا سرت إلى الماء وبينك وبينه ليلة ، والاسم القرب قال الأصمعي : قلت لأعرابي : ما القرب ؟ قال : سير الليل لورود الغد .
والنهي عن القرب فيه سد للذريعة وقطع للوسيلة ، ولهذا جاء به عوضا عن الأكل ، ولا يخفى أن النهي عن القرب لا يستلزم النهي عن الأكل ؛ لأنه قد يأكل من ثمر الشجرة من هو بعيد عنها إذا يحمل إليه ، فالأولى أن يقال : المنع من الأكل مستفاد من المقام .
والشجر : ما كان له ساق من نبات الأرض وواحده شجرة وقرئ بكسر الشين وبالياء المثناة من تحت مكان الجيم .
وقرأ ابن محيصن " هذي " بالياء بدل الهاء وهو الأصل .
واختلف أهل العلم في تفسير هذه الشجرة ، فقيل : هي الكرم وقيل : السنبلة ، وقيل : التين ، وقيل : الحنطة ، وسيأتي ما روي عن الصحابة فمن بعدهم في تعيينها .
وقوله : فتكونا معطوف على تقربا في الكشاف ، أو نصب في جواب النهي وهو الأظهر .
والظلم أصله : وضع الشيء في غير موضعه ، والأرض المظلومة : التي لم تحفر قط ثم حفرت ، ورجل ظليم : شديد الظلم .
والمراد هنا فتكونا من الظالمين لأنفسهم بالمعصية ، وكلام أهل العلم في عصمة الأنبياء واختلاف مذاهبهم في ذلك مدون في مواطنه ، وقد أطال البحث في ذلك الرازي في تفسيره في هذا الموضع فليرجع إليه فإنه مفيد .
وأزلهما من الزلة وهي الخطيئة أي استزلهما وأوقعهما فيها ، وقرأ حمزة " فأزالهما " بإثبات الألف من الإزالة وهي التحتية : أي نحاهما ، وقرأ الباقون بحذف الألف .
قال ابن كيسان : هو من الزوال : أي صرفهما عما كان عليه من الطاعة إلى المعصية .
قال القرطبي : وعلى هذا تكون القراءتان بمعنى ، إلا أن قراءة الجماعة أمكن في المعنى ، يقال منه : أزللته فزل و عنها متعلق بقوله : أزلهما على تضمينه معنى أصدر : أي أصدر الشيطان زلتهما عنها أي بسببها ، يعني الشجرة .
وقيل : الضمير للجنة ، وعلى هذا فالفعل مضمن معنى أبعدهما : أي أبعدهما عن الجنة .
وقوله : فأخرجهما تأكيد لمضمون الجملة الأولى : أي أزلهما إن كان معناه زال عن المكان ، وإن لم يكن معناه كذلك فهو تأسيس ، لأن الإخراج فيه زيادة على مجرد الصرف والإبعاد ونحوهما ، لأن الصرف عن الشجرة والإبعاد عنها قد يكون مع البقاء في الجنة بخلاف الإخراج لهما عما كانا فيه من النعيم والكرامة أو من الجنة ، وإنما نسب ذلك إلى الشيطان لأنه الذي تولى إغواء آدم حتى أكل من الشجرة .
وقد اختلف أهل العلم في الكيفية التي فعلها الشيطان في إزلالهما ، فقيل : إنه كان ذلك بمشافهة منه لهما ، وإليه ذهب الجمهور واستدلوا على ذلك بقوله تعالى وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين [ الأعراف : 21 ] والمقاسمة ظاهرها المشافهة : وقيل : لم يصدر منه إلا مجرد الوسوسة ، وقيل غير ذلك مما سيأتي في المروي عن السلف .
وقوله : اهبطوا خطاب لآدم وحواء ، وخوطبا بما يخاطب به الجمع لأن الاثنين أقل الجمع عند البعض من أئمة العربية ، [ ص: 48 ] وقيل : إنه خطاب لهما ولذريتهما ، لأنهما لما كانا أصل هذا النوع الإنساني جعلا بمنزلته ، ويدل على ذلك قوله : بعضكم لبعض عدو فإن هذه الجملة الواقعة حالا مبينا للهيئة الثابتة للمأمورين بالهبوط تفيد ذلك .
والعدو خلاف الصديق ، وهو من عدا إذا ظلم ، ويقال : ذئب عدوان : أي يعدو على الناس ، والعدوان : الظلم الصراح وقيل إنه مأخوذ من المجاوزة ، يقال عداه : إذا جاوزه ، والمعنيان متقاربان ، فإن من ظلم فقد تجاوز .
وإنما أخبر عن قوله : بعضكم بقوله : عدو مع كونه مفردا ، لأن لفظ بعض وإن كان معناه محتملا للتعدد فهو مفرد ، فروعي جانب اللفظ وأخبر عنه بالمفرد ، وقد يراعي المعنى فيخبر عنه بالمتعدد .
وقد يجاب بأن عدو وإن كان مفردا فقد يقع موقع المتعدد كقوله تعالى : وهم لكم عدو [ الكهف : 50 ] وقوله : يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو [ المنافقون : 4 ] قال ابن فارس : العدو اسم جامع للواحد والاثنين والثلاثة .
والمراد بالمستقر موضع الاستقرار ، ومنه أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا [ الفرقان : 24 ] وقد يكون بمعنى الاستقرار ، ومنه إلى ربك يومئذ المستقر [ القيامة : 12 ] فالآية محتملة للمعنيين ، ومثلها قوله : جعل لكم الأرض قرارا [ غافر : 64 ] والمتاع : ما يستمتع به من المأكول والمشروب والملبوس ونحوها .
واختلف المفسرون في قوله : إلى حين فقيل : إلى الموت ، وقيل : إلى قيام الساعة .
وأصل معنى الحين في اللغة : الوقت البعيد ، ومنه هل أتى على الإنسان حين من الدهر [ الإنسان : 1 ] ، والحين الساعة ، ومنه أو تقول حين ترى العذاب [ الزمر : 58 ] والقطعة من الدهر ، ومنه فذرهم في غمرتهم حتى حين [ المؤمنون : 54 ] أي حتى تفنى آجالهم ، ويطلق على السنة ، وقيل : على ستة أشهر ، ومنه تؤتي أكلها كل حين [ إبراهيم : 25 ] ويطلق على المساء والصباح ، ومنه حين تمسون وحين تصبحون [ الروم : 17 ] وقال الفراء : الحين حينان ، حين لا يوقف على حده ، ثم ذكر الحين الآخر ، واختلافه بحسب اختلاف المقامات كما ذكرنا .
وقال ابن العربي : الحين المجهول لا يتعلق به حكم ، والحين المعلوم سنة .
ومعنى تلقي آدم للكلمات : أخذه لها وقبوله لما فيها وعمله بها ، وقيل : فهمه لها وفطانته لما تضمنته .
وأصل معنى التلقي الاستقبال : أي استقبل الكلمات الموحاة إليه ومن قرأ بنصب " آدم " جعل معناه استقبلته الكلمات .
وقيل : إن معنى تلقى تلقن ، ولا وجه له في العربية .
واختلف السلف في تعيين هذه الكلمات وسيأتي .
والتوبة الرجوع ، يقال تاب العبد : إذا رجع إلى طاعة مولاه ، وعبد تواب : كثير الرجوع فمعنى تاب عليه : رجع عليه بالرحمة فقبل توبته أو وفقه للتوبة .
واقتصر على ذكر التوبة على آدم دون حواء مع اشتراكهما في الذنب ، لأن الكلام من أول القصة معه فاستمر على ذلك واستغنى بالتوبة عليه عن ذكر التوبة عليها لكونها تابعة له ، كما استغنى بنسبة الذنب إليه عن نسبته إليها في قوله : وعصى آدم ربه فغوى [ طه : 121 ] .
وأما قوله : قلنا اهبطوا بعد قوله : قلنا اهبطوا ، فكرره للتوكيد والتغليظ .
وقيل : إنه لما تعلق به حكم غير الحكم الأول كرره ، ولا تزاحم بين المقتضيات .
فقد يكون التكرير للأمرين معا .
وجواب الشرط في قوله : فإما يأتينكم مني هدى هو الشرط الثاني مع جوابه قاله سيبويه .
وقال الكسائي : إن جواب الشرط الأول والثاني قوله : فلا خوف واختلفوا في معنى الهدى المذكور فقيل : هو كتاب الله ، وقيل : التوفيق للهداية .
والخوف : هو الذعر ، ولا يكون إلا في المستقبل .
وقرأ الزهري والحسن وعيسى بن عمار وابن أبي إسحاق ويعقوب " فلا خوف " بفتح الفاء ، والحزن ضد السرور .
قال اليزيدي : حزنه لغة قريش ، وأحزنه لغة تميم .
وقد قرئ بهما .
وصحبة أهل النار لها بمعنى الاقتران والملازمة .
وقد تقدم ذكر تفسير الخلود .
وقد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أرأيت آدم نبيا كان ؟ قال : نعم كان نبيا رسولا كلمه الله ، قال له : ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة .
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله من أول الأنبياء ؟ قال : آدم قلت : نبي ؟ قال : نعم .
قلت : ثم من ؟ قال : نوح وبينهما عشرة آباء .
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والبيهقي في الشعب نحوه من حديث أبي ذر مرفوعا وزاد : كم كان المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة الباهلي ، أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم ، قال : كم بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون قال : كم بين نوح وبين إبراهيم ؟ قال : عشرة قرون ، قال : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، قال : يا رسول الله كم كانت الرسل من ذلك ؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا .
وأخرج أحمد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه من حديث أبي أمامة نحوه ، وصرح بأن السائل أبو ذر .
وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : ما سكن آدم الجنة إلا بين صلاة العصر إلى غروب الشمس .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عنه قال : " ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة " .
وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال : لبث آدم في الجنة ساعة من نهار ، تلك الساعة مائة وثلاثون سنة من أيام الدنيا .
وقد روي تقدير اللبث في الجنة عن سعيد بن جبير بمثل ما تقدم عن ابن عباس كما رواه أحمد في الزهد .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : لما سكن آدم الجنة كان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه .
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة [ ص: 49 ] خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء من الضلع رأسه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته تركته وفيه عوج وروى أبو الشيخ وابن عساكر عن ابن عباس قال : إنما سميت حواء لأنها أم كل حي .
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن النخعي قال : لما خلق الله آدم وخلق له زوجه بعث إليه ملكا وأمره بالجماع ففعل ، فلما فرغ قالت له حواء : يا آدم هذا طيب زدنا منه .
وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال : الرغد الهنيء .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الرغد سعة المعيشة .
وأخرجا عنه في قوله : وكلا منها رغدا حيث شئتما قال : لا حساب عليكم .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : الشجرة التي نهى الله عنها آدم السنبلة وفي لفظ : البر .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : هي الكرم .
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله .
وأخرج أبو الشيخ عنه قال : هي اللوز .
وأخرج ابن جرير عن بعض الصحابة قال : هي التينة .
وروى مثله أبو الشيخ عن مجاهد وابن أبي حاتم عن قتادة .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال : هي البر .
وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال : هي النخلة .
وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال : هي الأترج .
وأخرج أحمد في الزهد عن شعيب الجبائي قال : هي تشبه البر وتسمى الدعة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فأزلهما قال : فأغواهما .
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن بهدلة قال : فأزلهما فنحاهما .
وأخرج أبو داود في المصاحف عن الأعمش قال : قراءتنا في البقرة مكان فأزلهما فوسوس .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : أراد إبليس أن يدخل عليهما الجنة فمنعته الخزنة ، فأتى الحية وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير وهي كأحسن الدواب ، فكلمها أن تدخله في فمها حتى تدخل به إلى آدم ، فأدخلته في فمها ، فمرت الحية على الخزنة فدخلت ولا يعلمون لما أراد الله من الأمر ، فكلمه من فمها فلم يبال بكلامه ، فخرج إليه فقال : يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى [ طه : 120 ] وحلف لهما بالله إني لكما لمن الناصحين [ الأعراف : 21 ] فأبى آدم أن يأكل منها ، فتقدمت حواء فأكلت ، ثم قالت : يا آدم كل ، فإني قد أكلت فلم يضرني ، فلما أكلا بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة [ الأعراف : 22 ] .
وقد أخرج قصة الحية ودخول إبليس معها عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس .
وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن آدم كان رجلا طوالا ، كأنه نخلة سحوق ، طوله ستون ذراعا ، كثير شعر الرأس ، فلما ركب الخطيئة بدت له عورته الحديث .
وأخرج ابن منيع وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس .
قال : قال الله لآدم : ما حملك على أن أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها ؟ قال : يا رب زينته لي حواء ، قال : فإني عاقبتها بأن لا تحمل إلا كرها ولا تضع إلا كرها ، وأدميتها في كل شهر مرتين .
وأخرج البخاري والحاكم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها .
وقد ثبتت أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة في الصحيحين وغيرهما في محاجة آدم وموسى ، وحج آدم موسى بقوله : أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق ؟ .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو قال : آدم وحواء وإبليس والحية ولكم في الأرض مستقر قال : القبور ومتاع إلى حين قال : الحياة .
وروي نحو ذلك عن مجاهد وأبي صالح وقتادة كما أخرجه عن الأول والثاني أبو الشيخ وعن الثالث عبد بن حميد .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله : ولكم في الأرض مستقر قال : القبور ومتاع إلى حين قال : إلى يوم القيامة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال : أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : " أول ما أهبط الله آدم إلى أرض الهند " وفي لفظ " بدجنى أرض الهند " .
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أنه أهبط إلى أرض بين مكة والطائف .
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي عنه قال : قال علي بن أبي طالب : أطيب ريح الأرض الهند ، هبط بها آدم فعلق شجرها من ريح الجنة .
وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس قال : أهبط آدم بالهند وحواء بجدة ، فجاء في طلبها حتى أتى جمعا ، فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، واجتمعا بجمع .
وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنزل آدم عليه السلام بالهند فاستوحش ، فنزل جبريل فنادى بالأذان ، فلما سمع ذكر محمد قال له : ومن محمد هذا ؟ قال هذا آخر ولدك من الأنبياء .
وقد روي عن جماعة من الصحابة أن آدم أهبط إلى أرض الهند ، منهم جابر أخرجه ابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن عساكر ، ومنهم ابن عمر أخرجه الطبراني .
وأخرج ابن عساكر عن علي قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله لما خلق الدنيا لم يخلق فيها ذهبا ولا فضة ، فلما أهبط آدم وحواء أنزل معهما ذهبا وفضة ، فسلكه ينابيع في الأرض منفعة لأولادهما من بعدهما وجعل ذلك صداقا لحواء ، فلا ينبغي لأحد أن يتزوج إلا بصداق .
وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هبط آدم وحواء عريانين جميعا عليهم ورق الجنة قعد يبكي ويقول لها : يا حواء قد آذاني الحر ، فجاءه جبريل بقطن وأمرها أن تغزل وعلمها ، وأمر آدم بالحياكة وعلمه .
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس [ ص: 50 ] عن أنس مرفوعا أول من حاك آدم عليه السلام .
وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم حكايات في صفة هبوط آدم من الجنة وما أهبط معه وما صنع عند وصوله إلى الأرض ، ولا حاجة لنا ببسط جميع ذلك .
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : فتلقى آدم من ربه كلمات قال : أي رب ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى ، قال : أي رب ألم تنفخ في روحك ؟ قال : بلى ، قال : أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك ؟ قال : بلى ، قال : أي رب ألم تسكني جنتك ؟ قال : بلى ، قال : أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة ؟ قال : نعم .
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر بسند ضعيف عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لما أهبط الله آدم إلى الأرض قام وجاه الكعبة فصلى ركعتين الحديث .
وقد روي نحوه بإسناد لا بأس به أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة ، والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدعوات وابن عساكر من حديث بريدة مرفوعا .
وأخرج الثعلبي عن ابن عباس في قوله : فتلقى آدم من ربه كلمات قال : قوله : ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين [ الأعراف : 23 ] .
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جرير عنه مثله .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن محمد بن كعب القرظي في قوله : فتلقى آدم من ربه كلمات مثله .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والضحاك مثله .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قيل له : ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه ؟ قال : علم شأن الحج فهي الكلمات .
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن زيد في قوله : فتلقى آدم من ربه كلمات قال : لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءا وظلمت نفسي ، فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءا وظلمت نفسي ، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
وأخرج نحوه البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أنس .
وأخرج نحوه هنا وفي الزهد عن سعيد بن جبير .
وأخرج نحوه ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس .
وأخرج نحوه الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن علي مرفوعا .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : فإما يأتينكم مني هدى قال الهدى : الأنبياء والرسل والبيان .
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " فمن تبع هداي " بتثقيل الياء وفتحها .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : فلا خوف عليهم يعني في الآخرة ولا هم يحزنون يعني لا يحزنون للموت .
				
						
						
