nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه أنكر سبحانه عليهم قولهم : إن ما أوحي إلى
نوح مفترى ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أم يقولون افتراه ثم أمره أن يجيب بكلام منصف ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قل إن افتريته فعلي إجرامي بكسر الهمزة على قراءة الجمهور ، مصدر أجرم : أي فعل ما يوجب الإثم ، وجرم وأجرم بمعنى ، قاله
النحاس ، والمعنى : فعلي إثمي أو جزاء كسبي .
ومن قرأ بفتح الهمزة ، قال : هو جمع ذكره
النحاس nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وأنا بريء مما تجرمون أي من إجرامكم بسبب ما تنسبونه إلي من الافتراء ، قيل : وفي الكلام حذف والتقدير : لكن ما افتريته ، فالإجرام وعقابه ليس إلا عليكم وأنا بريء منه .
وقد اختلف المفسرون في هذه الآية ، فقيل : إنها حكاية عن
نوح وما قاله لقومه ، وقيل : هي حكاية عن المحاورة الواقعة بين نبينا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكفار
مكة .
والأول أولى ، لأن الكلام قبلها وبعدها مع
نوح عليه السلام .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن أنه لن يؤمن في محل رفع على أنه نائب الفاعل الذي لم يسم .
ويجوز أن يكون في موضع نصب بتقدير الباء : أي بأنه ، وفي الكلام تأييس له من إيمانهم ، وأنهم مستمرون على كفرهم ، مصممون عليه ، لا يؤمن أحد منهم إلا من قد سبق إيمانه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فلا تبتئس بما كانوا يفعلون البؤس : الحزن ، أي
[ ص: 657 ] فلا تحزن ، والبائس : المستكين ، فنهاه الله سبحانه عن أن يحزن حزن مستكين لأن الابتئاس حزن في استكانة .
ومنه قول الشاعر :
وكم من خليل أو حميم رزئته فلم أبتئس والرزء فيه جليل
ثم إن الله سبحانه لما أخبره أنهم لا يؤمنون ألبتة عرفه وجه إهلاكهم ، وألهمه الأمر الذي يكون به خلاصه وخلاص من آمن معه ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا أي اعمل السفينة متلبسا بأعيننا : أي بمرأى منا ، والمراد بحراستنا لك وحفظنا لك ، وعبر عن ذلك بالأعين لأنها آلة الرؤية ، والرؤية هي التي تكون بها الحراسة والحفظ في الغالب ، وجمع الأعين للتعظيم لا للتكثير ، وقيل المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37بأعيننا أي بأعين ملائكتنا الذين جعلناهم عيونا على حفظك ، وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37بأعيننا بعلمنا ، وقيل بأمرنا .
ومعنى بوحينا : بما أوحينا إليك من كيفية صنعتها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا أي لا تطلب إمهالهم ، فقد حان وقت الانتقام منهم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إنهم مغرقون للتعليل : أي لا تطلب منا إمهالهم ، فإنه محكوم منا عليهم بالغرق وقد مضى به القضاء فلا سبيل إلى دفعه ولا تأخيره ، وقيل : المعنى ولا تخاطبني في تعجيل عقابهم فإنهم مغرقون في الوقت المضروب لذلك ، لا يتأخر إغراقهم عنه ، وقيل : المراد بالذين ظلموا امرأته وابنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ويصنع الفلك أي وطفق يصنع الفلك ، أو وأخذ يصنع الفلك ، وقيل : هو حكاية حال ماضية لاستحضار الصورة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه في محل نصب على الحال : أي استهزءوا به لعمله السفينة .
قال
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : يقال : سخرت به ومنه .
وفي وجه سخريتهم منه قولان : أحدهما : أنهم كانوا يرونه يعمل السفينة ، فيقولون : يا
نوح صرت بعد النبوة نجارا .
والثاني : أنهم لما شاهدوه يعمل السفينة ، وكانوا لا يعرفونها قبل ذلك ، قالوا : يا
نوح ما تصنع ؟ قال : أمشي بها على الماء فعجبوا من قوله ، وسخروا به .
ثم أجاب عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون وهذا الكلام مستأنف على تقدير سؤال كأنه قيل : فماذا قال لهم ؟ والمعنى : إن تسخروا منا بسبب عملنا للسفينة اليوم فإنا نسخر منكم غدا عند الغرق .
ومعنى السخرية هنا : الاستجهال ، أي إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلون ، واستجهاله لهم باعتبار إظهاره لهم ومشافهتهم ، وإلا فهم عنده جهال قبل هذا وبعده ، والتشبيه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38كما تسخرون لمجرد التحقق والوقوع ، أو التجدد والتكرر ، والمعنى : إنا نسخر منكم سخرية متحققة واقعة كما تسخرون منا كذلك ، أو متجددة متكررة كما تسخرون منا كذلك ، وقيل معناه : نسخر منكم في المستقبل سخرية مثل سخريتكم إذا وقع عليكم الغرق ، وفيه نظر فإن حالهم إذ ذاك لا تناسبه السخرية إذ هم في شغل شاغل عنها .
ثم هددهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه وهو عذاب الغرق في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39ويحل عليه عذاب مقيم وهو عذاب النار الدائم ، ومعنى يحل : يجعل المؤجل حالا ، مأخوذ من حلول الدين المؤجل ، ومن موصولة في محل نصب ، ويجوز أن تكون استفهامية في محل رفع : أي أينا يأتيه عذاب يخزيه ، وقيل : في موضع رفع بالابتداء ، و يأتيه الخبر ، و يخزيه صفة لعذاب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إن ناسا من
أهل الحجاز يقولون سوف تعلمون ، قال : ومن قال ستعلمون أسقط الواو والفاء جميعا ، وجوز
الكوفيون سوف تعلمون ومنعه
البصريون ، والمراد بعذاب الخزي : العذاب الذي يخزي صاحبه ويحل عليه العار .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور حتى هي الابتدائية دخلت على الجملة الشرطية وجعلت غاية لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا .
والتنور اختلف في تفسيرها على أحوال : الأول : أنها وجه الأرض والعرب تسمي وجه الأرض تنورا ، روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة .
الثاني : أنه تنور الخبز الذي يخبزونه فيه ، وبه قال
مجاهد وعطية والحسن ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا .
الثالث : أنه موضع اجتماع الماء في السفينة ، روي عن
الحسن .
الرابع : أنه طلوع الفجر ، من قولهم تنور الفجر ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب .
الخامس : أنه
مسجد الكوفة ، روي عن
علي أيضا
ومجاهد ، قال
مجاهد : كان ناحية التنور
بالكوفة .
السادس : أنه أعالي الأرض والمواضع المرتفعة ، قاله
قتادة .
السابع : أنه العين التي بالجزيرة المسماة عين الوردة ، روي ذلك عن
عكرمة .
الثامن : أنه موضع
بالهند ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان تنور
آدم بالهند .
قال
النحاس : وهذه الأقوال ليست بمتناقضة ، لأن الله سبحانه قد أخبر بأن الماء قد جاء من السماء والأرض ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا [ القمر 11 ، 12 ] فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة ، هكذا قال ، وفيه نظر ، فإن القول الرابع ينافي هذا الجمع ، ولا يستقيم عليه التفسير بنبع الماء .
إلا إذا كان المراد مجرد العلامة كما ذكره آخرا .
وقد ذكر أهل اللغة أن الفور : الغليان ، والتنور : اسم عجمي عربته العرب ، وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور : التمثيل بحضور العذاب كقولهم : حمي الوطيس : إذا اشتد الحرب ، ومنه قول الشاعر :
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
يريد الحرب .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين أي قلنا : يا
نوح احمل في السفينة من كل زوجين مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكرا وأنثى .
وقرأ
حفص nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40من كل بتنوين كل : أي من كل شيء زوجين ، والزوجان للاثنين اللذين لا يستغني أحدهما عن الآخر ، ويطلق على كل واحد منهما زوج كما يقال للرجل زوج وللمرأة زوج ، ويطلق الزوج على الاثنين إذا استعمل مقابلا للفرد ، ويطلق الزوج على الضرب والصنف ، ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وأنبتت من كل زوج بهيج [ الحج : 5 ] ، ومثله قول
الأعشى :
وكل ضرب من الديباج يلبسه
أبو حذافة مخبو بذاك معا
[ ص: 658 ] أراد كل صنف من الديباج
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وأهلك عطف على زوجين ، أو على اثنين على قراءة
حفص ، وعلى محل
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40كل زوجين ، فإنه في محل نصب باحمل ، أو على
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40اثنين على قراءة الجمهور ، والمراد : امرأته وبنوه ونساؤهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إلا من سبق عليه القول أي من تقدم الحكم عليه بأنه من المغرقين في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون على الاختلاف السابق فيهم ، فمن جعلهم جميع الكفار من أهله وغيرهم كان هذا الاستثناء من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ومن قال : المراد بهم ولده
كنعان وامرأته واعلة أم
كنعان جعل الاستثناء من أهلك ، ويكون متصلا إن أريد بالأهل ما هو أعم من المسلم والكافر منهم ، ومنقطعا إن أريد بالأهل المسلمون منهم فقط .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40ومن آمن معطوف على ( أهلك ) : أي واحمل في السفينة من آمن من قومك ، وأفرد الأهل منهم لمزيد العناية بهم ، أو للاستثناء منهم على القول الآخر .
ثم وصف الله سبحانه قلة المؤمنين مع
نوح بالنسبة إلى من كفر به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وما آمن معه إلا قليل قيل : هم ثمانون إنسانا : منهم ثلاثة من بنيه ، وهو
سام ،
وحام ،
ويافث ، وزوجاتهم ، ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية يقال لها قرية الثمانين ، وهي موجودة بناحية
الموصل ، وقيل كانوا عشرة ، وقيل سبعة ، وقيل كانوا اثنين وسبعين ، وقيل غير ذلك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها القائل
نوح ، وقيل الله سبحانه .
والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إن ربي لغفور رحيم والركوب : العلو على ظهر الشيء حقيقة نحو ركب الدابة ، أو مجازا نحو ركبه الدين ، وفي الكلام حذف : أي اركبوا الماء في السفينة فلا يرد أن ركب يتعدى بنفسه ، وقيل : إن الفائدة في زيادة في أنه أمرهم بأن يكونوا في جوف السفينة لا على ظهرها ، وقيل : إنها زيدت لرعاية جانب المحلية في السفينة كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك [ العنكبوت 65 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71حتى إذا ركبا في السفينة [ الكهف 71 ] قيل : ولعل
نوحا قال هذه المقالة بعد إدخال ما أمر بحمله من الأزواج ، كأنه قيل : فحمل الأزواج وأدخلها في الفلك ، وقال للمؤمنين ، ويمكن أن يقال : إنه أمر بالركوب كل من أمر بحمله من الأزواج والأهل والمؤمنين ، ولا يمتنع أن يفهم خطابه من لا يعقل من الحيوانات ، أو يكون هذا على طريقة التغليب .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بسم الله متعلق بـ اركبوا ، أو حال من فاعله : أي مسمين الله ، أو قائلين :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بسم الله مجراها ومرساها .
قرأ
أهل الحرمين وأهل البصرة بضم الميم فيهما إلا من شذ منهم على أنهما اسما زمان ، وهما في موضع نصب على الظرفية : أي وقت مجراها ومرساها ، ويجوز أن يكونا مصدرين : أي وقت إجرائها وإرسائها .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص مجراها بفتح الميم ، ومرساها بضمها ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب بفتحها فيهما .
وقرأ
مجاهد وسليمان بن جندب وعاصم الجحدري nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء العطاردي مجريها ومرسيها على أنهما وصفان لله ، ويجوز أن يكونا في موضع رفع بإضمار مبتدأ : أي هو مجريها ومرسيها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إن ربي لغفور للذنوب رحيم بعباده ، ومن رحمته إنجاء هذه الطائفة تفضلا منه لبقاء هذا الجنس الحيواني ، وعدم استئصاله بالغرق .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=31836_31832وهي تجري بهم في موج كالجبال هذه الجملة متصلة بجملة محذوفة دل عليها الأمر بالركوب ، والتقدير : فركبوا مسمين وهي تجري بهم ، والموج جمع موجة ، وهي ما ارتفع عن جملة الماء الكثير عند اشتداد الريح ، وشبهها بالجبال المرتفعة على الأرض .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه هو
كنعان ، قيل : وكان كافرا ، واستبعد كون
نوح ينادي من كان كافرا مع قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا [ نوح 26 ] وأجيب بأنه كان منافقا فظن
نوح أنه مؤمن ، وقيل : حملته شفقة الأبوة على ذلك ، وقيل : إنه كان ابن امرأته ولم يكن بابنه ، ويؤيده ما روي أن
عليا قرأ ونادى
نوح ابنها ، وقيل : إنه كان لغير رشدة ، وولد على فراش
نوح .
ورد بأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إن ابني من أهلي يدفع ذلك على ما فيه من عدم صيانة منصب النبوة
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وكان في معزل أي في مكان عزل فيه نفسه عن قومه وقرابته بحيث لم يبلغه قول
نوح : اركبوا فيها ، وقيل في معزل من دين أبيه ، وقيل من السفينة ، قيل : وكان هذا النداء قبل أن يستيقن الناس الغرق ، بل كان في أول فور التنور .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يابني اركب معنا .
قرأ
عاصم بفتح الياء ، والباقون بكسرها ، فأما الكسر فلجعله بدلا من ياء الإضافة ، لأن الأصل يا بني ، وأما الفتح فلقلب ياء الإضافة ألفا لخفة الألف ، ثم حذف الألف وبقيت الفتحة لتدل عليه .
قال
النحاس : وقراءة
عاصم مشكلة .
وقال
أبو حاتم : أصله يا بنياه ثم تحذف ، وقد جعل
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج للفتح وجهين ، وللكسر وجهين .
أما الفتح بالوجه الأول ما ذكرناه ، والوجه الثاني : أن تحذف الألف لالتقاء الساكنين .
وأما الكسر فالوجه الأول كما ذكرناه ، والثاني : أن تحذف لالتقاء الساكنين كذا حكى عنه
النحاس .
وقرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42اركب معنا بإدغام الباء في الميم لتقاربهما في المخرج .
وقرأ الباقون بعدم الإدغام .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ولا تكن مع الكافرين نهاه عن الكون مع الكافرين : أي خارج السفينة ، ويمكن أن يراد بالكون معهم الكون على دينهم .
ثم حكى الله سبحانه ما أجاب به ابن
نوح على أبيه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء أي يمنعني بارتفاعه من وصول الماء إلي ، فأجاب عنه
نوح بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لا عاصم اليوم من أمر الله أي لا مانع فإنه يوم قد حق فيه العذاب وجف القلم بما هو كائن فيه ، نفى جنس العاصم فيندرج تحته العاصم من الغرق في ذلك اليوم اندراجا أوليا ، وعبر عن الماء أو عن الغرق بأمر الله سبحانه تفخيما لشأنه وتهويلا لأمره .
والاستثناء ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو منقطع : أي لكن من رحمه الله فهو يعصمه ، فيكون
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43من رحم في موضع نصب ، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلا على أن يكون عاصم بمعنى معصوم : أي لا معصوم اليوم من أمر الله إلا
[ ص: 659 ] من رحمه الله : مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6ماء دافق [ الطارق 6 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=21عيشة راضية [ الحاقة 21 ] ومنه قول الشاعر :
دع المكارم لا تنهض لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
أي المطعم المكسو ، واختار هذا الوجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وقيل : العاصم بمعنى ذي العصمة ، كلابن وتامر ، والتقدير : لا عاصم قط إلا مكان من رحم الله وهو السفينة ، وحينئذ فلا يرد ما يقال : إن معنى من رحم من رحمه الله ، ومن رحمه الله هو معصوم ، فكيف يصح استثناؤه عن العاصم ؟ لأن في كل وجه من هذه الوجوه دفعا للإشكال .
وقرئ إلا من رحم على البناء للمفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وحال بينهما الموج أي حال بين
نوح وابنه فتعذر خلاصه من الغرق ، وقيل : بين ابن
نوح وبين الجبل ، والأول أولى ، لأن تفرع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فكان من المغرقين عليه يدل على الأول لا على الثاني ، لأن الجبل ليس بعاصم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28982_31836وقيل يا أرض ابلعي ماءك يقال : بلع الماء يبلعه مثل منع يمنع ، وبلع يبلع مثل حمد يحمد لغتان حكاهما
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : والبلع الشرب ، ومنه البالوعة ، وهي الموضع الذي يشرب الماء ، والازدراد ، يقال : بلع ما في فمه من الطعام إذا ازدرده ، واستعير البلع الذي هو من فعل الحيوان للنشف دلالة على أن ذلك ليس كالنشف المعتاد الكائن على سبيل التدريج
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44ويا سماء أقلعي الإقلاع الإمساك ، يقال : أقلع المطر إذا انقطع .
والمعنى : أمر السماء بإمساك الماء عن الإرسال ، وقدم نداء الأرض على السماء لكون ابتداء الطوفان منها
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وغيض الماء أي نقص ، يقال : غاض الماء وغضته أنا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقضي الأمر أي أحكم وفرغ منه : يعني أهلك الله قوم
نوح على تمام وإحكام
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44واستوت على الجودي أي استقرت السفينة على الجبل المعروف
بالجودي ، وهو جبل بقرب
الموصل ، وقيل : إن
الجودي اسم لكل جبل ، ومنه قول
زيد بن عمرو بن نفيل :
سبحانه ثم سبحانا نعوذ به وقبلنا سبح
الجودي والجمد
ويقال : إنه من جبال الجنة فلذا استوت عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل بعدا للقوم الظالمين القائل هو الله سبحانه ليناسب صدر الآية ، وقيل : هو
نوح وأصحابه .
والمعنى : وقيل هلاكا للقوم الظالمين ، وهو من الكلمات التي تختص بدعاء السوء ، ووصفهم بالظلم للإشعار بأنه علة الهلاك ، وللإيماء إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا [ هود 37 ] .
وقد أطبق علماء البلاغة على أن هذه الآية الشريفة بالغة من الفصاحة والبلاغة إلى محل يتقاصر عنه الوصف ، وتضعف عن الإتيان بما يقاربه قدرة القادرين على فنون البلاغة ، الثابتين الأقدام في علم البيان ، الراسخين في علم اللغة ، المطلعين على ما هو مدون من خطب مصاقع خطباء العرب وأشعار بواقع شعرائهم ، المرتاضين بدقائق علوم العربية وأسرارها .
وقد تعرض لبيان بعض ما اشتملت عليه من ذلك جماعة منهم فأطالوا وأطابوا ، رحمنا الله وإياهم برحمته الواسعة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35فعلي إجرامي قال : عملي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وأنا بريء مما تجرمون أي مما تعملون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وذلك حين دعا عليهم
نوح قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا [ نوح 26 ] .
وأخرج
أحمد في الزهد
وابن المنذر وأبو الشيخ عن
الحسن قال : إن
نوحا لم يدع على قومه حتى نزلت الآية هذه ، فانقطع عند ذلك رجاؤه منهم فدعا عليهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فلا تبتئس قال : فلا تحزن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا ووحينا قال : بعين الله ووحيه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : لم يعلم نوح كيف يصنع الفلك ، فأوحى الله إليه أن يصنعها مثل جؤجؤ الطائر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020471كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم ، حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ، ثم قطعها ثم جعل يعملها سفينة ويمرون فيسألونه فيقول أعملها سفينة فيسخرون منه ويقولون يعمل سفينة في البر ، وكيف تجري ؟ قال : سوف تعلمون ، فلما فرغ منها وفار التنور وكثر الماء في السكك خشيته أم الصبي عليه ، وكانت تحبه حبا شديدا ، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء خرجت حتى استوت على الجبل ، فلما بلغ الماء رقبته رفعته بين يديها حتى ذهب بها الماء ، فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي .
وقد ضعفه
الذهبي في مستدركه على مستدرك
الحاكم .
وقد روي في صفة السفينة وقدرها أحاديث وآثار ليس في ذكرها هنا كثير فائدة .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39من يأتيه عذاب يخزيه قال : هو الغرق
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39ويحل عليه عذاب مقيم قال : هو الخلود في النار .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عنه قال : كان بين دعوة
نوح وبين هلاك قومه ثلاثمائة سنة ، وكان فار التنور
بالهند وطافت سفينة
نوح بالبيت أسبوعا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : التنور العين التي بالجزيرة عين الوردة .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : فار التنور من
مسجد الكوفة من قبل أبواب
كندة .
وقد روي عنه نحو هذا من طرق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : التنور وجه الأرض ، قيل له : إذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك .
والعرب تسمي وجه الأرض تنور الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
علي nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور قال : طلع الفجر قيل له : إذا طلع الفجر فاركب أنت وأصحابك .
وقد روي في تفسير التنور غير هذا ، وقد قدمنا الإشارة إلى ذلك .
وروي في صفة القصة وما حمله
نوح في السفينة ، وكيف كان
[ ص: 660 ] الغرق ، وكم بقيت السفينة على ظهر الماء روايات كثيرة لا مدخل لها في تفسير كلام الله سبحانه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بسم الله مجراها ومرساها قال : حين يركبون ويجرون ويرسون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الضحاك قال : كان إذا أراد أن ترسي قال : بسم الله فأرست ، وإذا أراد أن تجري قال : بسم الله فجرت .
وأخرج
أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه عن
الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020472أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا الفلك أن يقولوا : بسم الله الملك الرحمن ، nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره إلى آخر الآية .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخرجه أيضا
أبو الشيخ عنه مرفوعا من طريق أخرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة قال : كان اسم ابن
نوح الذي غرق
كنعان .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : هو ابنه غير أنه خالفه في النية والعمل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عكرمة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم قال : لا ناج إلا أهل السفينة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
القاسم بن أبي برة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وحال بينهما الموج قال : بين ابن
نوح والجبل .
وأخرج
ابن المنذر عن
عكرمة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44ياأرض ابلعي قال : هو بالحبشية .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه في ابلعي قال بالحبشية : أي ازدرديه .
وأخرج
أبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عن أبيه قال : معناه اشربي بلغة
الهند .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مثله .
أقول : وثبوت لفظ البلع وما يشتق منه في لغة العرب ظاهر مكشوف ، فما لنا
وللحبشة والهند .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=28982_33953أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أَنْكَرَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ : إِنَّ مَا أُوحِيَ إِلَى
نُوحٍ مُفْتَرًى ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُجِيبَ بِكَلَامٍ مُنْصِفٍ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ ، مَصْدَرُ أَجْرَمَ : أَيْ فِعْلُ مَا يُوجِبُ الْإِثْمَ ، وَجَرَمَ وَأَجْرَمَ بِمَعْنًى ، قَالَهُ
النَّحَّاسُ ، وَالْمَعْنَى : فَعَلَيَّ إِثْمِي أَوْ جَزَاءُ كَسْبِي .
وَمَنْ قَرَأَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ، قَالَ : هُوَ جَمْعٌ ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أَيْ مِنْ إِجْرَامِكُمْ بِسَبَبِ مَا تَنْسُبُونَهُ إِلَيَّ مِنَ الِافْتِرَاءِ ، قِيلَ : وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ : لَكِنْ مَا افْتَرَيْتُهُ ، فَالْإِجْرَامُ وَعِقَابُهُ لَيْسَ إِلَّا عَلَيْكُمْ وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقِيلَ : إِنَّهَا حِكَايَةٌ عَنْ
نُوحٍ وَمَا قَالَهُ لِقَوْمِهِ ، وَقِيلَ : هِيَ حِكَايَةٌ عَنِ الْمُحَاوَرَةِ الْوَاقِعَةِ بَيْنَ نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكُفَّارِ
مَكَّةَ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، لِأَنَّ الْكَلَامَ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا مَعَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ نَائِبُ الْفَاعِلِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِتَقْدِيرِ الْبَاءِ : أَيْ بِأَنَّهُ ، وَفِي الْكَلَامِ تَأْيِيسٌ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى كُفْرِهِمْ ، مُصَمِّمُونَ عَلَيْهِ ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ قَدْ سَبَقَ إِيمَانُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ الْبُؤْسُ : الْحُزْنُ ، أَيْ
[ ص: 657 ] فَلَا تَحْزَنْ ، وَالْبَائِسُ : الْمُسْتَكِينُ ، فَنَهَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ أَنْ يَحْزَنَ حُزْنَ مُسْتَكِينٍ لِأَنَّ الِابْتِئَاسَ حُزْنٌ فِي اسْتِكَانَةٍ .
وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَكَمْ مِنْ خَلِيلٍ أَوْ حَمِيمٍ رُزِئْتُهُ فَلَمْ أَبْتَئِسْ وَالرُّزْءُ فِيهِ جَلِيلُ
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ أَلْبَتَّةَ عَرَّفَهُ وَجْهَ إِهْلَاكِهِمْ ، وَأَلْهَمَهُ الْأَمْرَ الَّذِي يَكُونُ بِهِ خَلَاصُهُ وَخَلَاصُ مَنْ آمَنَ مَعَهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا أَيِ اعْمَلِ السَّفِينَةَ مُتَلَبِّسًا بِأَعْيُنِنَا : أَيْ بِمَرْأًى مِنَّا ، وَالْمُرَادُ بِحِرَاسَتِنَا لَكَ وَحِفْظِنَا لَكَ ، وَعَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِالْأَعْيُنِ لِأَنَّهَا آلَةُ الرُّؤْيَةِ ، وَالرُّؤْيَةُ هِيَ الَّتِي تَكُونُ بِهَا الْحِرَاسَةُ وَالْحِفْظُ فِي الْغَالِبِ ، وَجَمَعَ الْأَعْيُنَ لِلتَّعْظِيمِ لَا لِلتَّكْثِيرِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37بِأَعْيُنِنَا أَيْ بِأَعْيُنِ مَلَائِكَتِنَا الَّذِينَ جَعَلْنَاهُمْ عُيُونًا عَلَى حِفْظِكَ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37بِأَعْيُنِنَا بِعِلْمِنَا ، وَقِيلَ بِأَمْرِنَا .
وَمَعْنَى بِوَحْيِنَا : بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ كَيْفِيَّةِ صَنْعَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيْ لَا تَطْلُبُ إِمْهَالَهُمْ ، فَقَدْ حَانَ وَقْتُ الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ لِلتَّعْلِيلِ : أَيْ لَا تَطْلُبُ مِنَّا إِمْهَالَهُمْ ، فَإِنَّهُ مَحْكُومٌ مِنَّا عَلَيْهِمْ بِالْغَرَقِ وَقَدْ مَضَى بِهِ الْقَضَاءُ فَلَا سَبِيلَ إِلَى دَفْعِهِ وَلَا تَأْخِيرِهِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي تَعْجِيلِ عِقَابِهِمْ فَإِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ فِي الْوَقْتِ الْمَضْرُوبِ لِذَلِكَ ، لَا يَتَأَخَّرُ إِغْرَاقُهُمْ عَنْهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالَّذِينِ ظَلَمُوا امْرَأَتُهُ وَابْنُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ أَيْ وَطَفِقَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ ، أَوْ وَأَخَذَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ ، وَقِيلَ : هُوَ حِكَايَةُ حَالٍ مَاضِيَةٍ لِاسْتِحْضَارِ الصُّورَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ اسْتَهْزَءُوا بِهِ لِعَمَلِهِ السَّفِينَةَ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : يُقَالُ : سَخِرَتْ بِهِ وَمِنْهُ .
وَفِي وَجْهِ سُخْرِيَتِهِمْ مِنْهُ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَهُ يَعْمَلُ السَّفِينَةَ ، فَيَقُولُونَ : يَا
نُوحُ صِرْتَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ نَجَّارًا .
وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ لَمَّا شَاهَدُوهُ يَعْمَلُ السَّفِينَةَ ، وَكَانُوا لَا يَعْرِفُونَهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، قَالُوا : يَا
نُوحُ مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَمْشِي بِهَا عَلَى الْمَاءِ فَعَجِبُوا مِنْ قَوْلِهِ ، وَسَخِرُوا بِهِ .
ثُمَّ أَجَابَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ وَهَذَا الْكَلَامُ مُسْتَأْنَفٌ عَلَى تَقْدِيرِ سُؤَالٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالَ لَهُمْ ؟ وَالْمَعْنَى : إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا بِسَبَبِ عَمَلِنَا لِلسَّفِينَةِ الْيَوْمَ فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ غَدًا عِنْدَ الْغَرَقِ .
وَمَعْنَى السُّخْرِيَةِ هُنَا : الِاسْتِجْهَالُ ، أَيْ إِنْ تَسْتَجْهِلُونَا فَإِنَّا نَسْتَجْهِلُكُمْ كَمَا تَسْتَجْهِلُونَ ، وَاسْتِجْهَالُهُ لَهُمْ بِاعْتِبَارِ إِظْهَارِهِ لَهُمْ وَمُشَافَهَتِهِمْ ، وَإِلَّا فَهُمْ عِنْدَهُ جُهَّالٌ قَبْلَ هَذَا وَبَعْدَهُ ، وَالتَّشْبِيهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38كَمَا تَسْخَرُونَ لِمُجَرَّدِ التَّحَقُّقِ وَالْوُقُوعِ ، أَوِ التَّجَدُّدِ وَالتَّكَرُّرِ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ سُخْرِيَةً مُتَحَقِّقَةً وَاقِعَةً كَمَا تَسْخَرُونَ مِنَّا كَذَلِكَ ، أَوْ مُتَجَدِّدَةً مُتَكَرِّرَةً كَمَا تَسْخَرُونَ مِنَّا كَذَلِكَ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : نَسْخَرُ مِنْكُمْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ سُخْرِيَةً مِثْلَ سُخْرِيَتِكُمْ إِذَا وَقَعَ عَلَيْكُمُ الْغَرَقُ ، وَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ حَالَهُمْ إِذْ ذَاكَ لَا تُنَاسِبُهُ السُّخْرِيَةُ إِذْ هُمْ فِي شُغْلٍ شَاغِلٍ عَنْهَا .
ثُمَّ هَدَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَهُوَ عَذَابُ الْغَرَقِ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ وَهُوَ عَذَابُ النَّارِ الدَّائِمُ ، وَمَعْنَى يَحِلُّ : يَجْعَلُ الْمُؤَجَّلَ حَالًّا ، مَأْخُوذٌ مِنْ حُلُولِ الدَّيْنِ الْمُؤَجَّلِ ، وَمَنْ مَوْصُولَةٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامِيَّةً فِي مَحَلِّ رَفْعٍ : أَيْ أَيُّنَا يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ، وَقِيلَ : فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ ، وَ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ ، وَ يُخْزِيهِ صِفَةٌ لِعَذَابٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّ نَاسًا مِنْ
أَهْلِ الْحِجَازِ يَقُولُونَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، قَالَ : وَمَنْ قَالَ سَتَعْلَمُونَ أَسْقَطَ الْوَاوَ وَالْفَاءَ جَمِيعًا ، وَجَوَّزَ
الْكُوفِيُّونَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ وَمَنَعَهُ
الْبَصْرِيُّونَ ، وَالْمُرَادُ بِعَذَابِ الْخِزْيِ : الْعَذَابُ الَّذِي يُخْزِي صَاحِبَهُ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ الْعَارُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ حَتَّى هِيَ الِابْتِدَائِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَى الْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ وَجُعِلَتْ غَايَةً لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا .
وَالتَّنُّورُ اخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِهَا عَلَى أَحْوَالٍ : الْأَوَّلُ : أَنَّهَا وَجْهُ الْأَرْضِ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي وَجْهَ الْأَرْضِ تَنُّورًا ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16008وَابْنِ عُيَيْنَةَ .
الثَّانِي : أَنَّهُ تَنُّورُ الْخُبْزِ الَّذِي يَخْبِزُونَهُ فِيهِ ، وَبِهِ قَالَ
مُجَاهِدٌ وَعَطِيَّةُ وَالْحَسَنُ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ مَوْضِعُ اجْتِمَاعِ الْمَاءِ فِي السَّفِينَةِ ، رُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ طُلُوعُ الْفَجْرِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ تَنُّورُ الْفَجْرِ ، رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .
الْخَامِسُ : أَنَّهُ
مَسْجِدُ الْكُوفَةِ ، رُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٍ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : كَانَ نَاحِيَةُ التَّنُّورِ
بِالْكُوفَةِ .
السَّادِسُ : أَنَّهُ أَعَالِي الْأَرْضِ وَالْمَوَاضِعُ الْمُرْتَفِعَةُ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ .
السَّابِعُ : أَنَّهُ الْعَيْنُ الَّتِي بِالْجَزِيرَةِ الْمُسَمَّاةِ عَيْنَ الْوَرْدَةِ ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
عِكْرِمَةَ .
الثَّامِنُ : أَنَّهُ مَوْضِعٌ
بِالْهِنْدِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ تَنَّوُرُ
آدَمَ بِالْهِنْدِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ لَيْسَتْ بِمُتَنَاقِضَةٍ ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَخْبَرَ بِأَنَّ الْمَاءَ قَدْ جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا [ الْقَمَرِ 11 ، 12 ] فَهَذِهِ الْأَقْوَالُ تَجْتَمِعُ فِي أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَامَةً ، هَكَذَا قَالَ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ، فَإِنَّ الْقَوْلَ الرَّابِعَ يُنَافِي هَذَا الْجَمْعَ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ التَّفْسِيرُ بِنَبْعِ الْمَاءِ .
إِلَّا إِذَا كَانَ الْمُرَادُ مُجَرَّدَ الْعَلَامَةِ كَمَا ذَكَرَهُ آخِرًا .
وَقَدْ ذَكَرَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الْفَوْرَ : الْغَلَيَانُ ، وَالتَّنُّورَ : اسْمٌ عَجَمِيٌّ عَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ ، وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ : التَّمْثِيلُ بِحُضُورِ الْعَذَابِ كَقَوْلِهِمْ : حَمِيَ الْوَطِيسُ : إِذَا اشْتَدَّ الْحَرْبُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَرَكْتُمْ قِدْرَكُمْ لَا شَيْءَ فِيهَا وَقِدْرُ الْقَوْمِ حَامِيَةٌ تَفُورُ
يُرِيدُ الْحَرْبَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أَيْ قُلْنَا : يَا
نُوحُ احْمِلْ فِي السَّفِينَةِ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ مِمَّا فِي الْأَرْضِ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ اثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى .
وَقَرَأَ
حَفْصٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40مِنْ كُلٍّ بِتَنْوِينِ كُلٍّ : أَيْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ زَوْجَيْنِ ، وَالزَّوْجَانِ لِلِاثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ لَا يَسْتَغْنِي أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَرِ ، وَيُطْلَقُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ كَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ زَوْجٌ وَلِلْمَرْأَةِ زَوْجٌ ، وَيُطْلَقُ الزَّوْجُ عَلَى الِاثْنَيْنِ إِذَا اسْتُعْمِلَ مُقَابِلًا لِلْفَرْدِ ، وَيُطْلَقُ الزَّوْجُ عَلَى الضَّرْبِ وَالصِّنْفِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [ الْحَجِّ : 5 ] ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
وَكُلُّ ضَرْبٍ مِنَ الدِّيبَاجِ يَلْبَسُهُ
أَبُو حُذَافَةَ مَخْبُوٌّ بِذَاكَ مَعَا
[ ص: 658 ] أَرَادَ كُلَّ صِنْفٍ مِنَ الدِّيبَاجِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَأَهْلَكَ عَطْفٌ عَلَى زَوْجَيْنِ ، أَوْ عَلَى اثْنَيْنِ عَلَى قِرَاءَةِ
حَفْصٍ ، وَعَلَى مَحَلِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40كُلٍّ زَوْجَيْنِ ، فَإِنَّهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِاحْمِلْ ، أَوْ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40اثْنَيْنِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ ، وَالْمُرَادُ : امْرَأَتُهُ وَبَنُوهُ وَنِسَاؤُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ أَيْ مَنْ تَقَدَّمَ الْحُكْمُ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ مِنَ الْمُغْرَقِينَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ عَلَى الِاخْتِلَافِ السَّابِقِ فِيهِمْ ، فَمَنْ جَعَلَهُمْ جَمِيعَ الْكُفَّارِ مِنْ أَهْلِهِ وَغَيْرِهِمْ كَانَ هَذَا الِاسْتِثْنَاءُ مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ وَمَنْ قَالَ : الْمُرَادُ بِهِمْ وَلَدُهُ
كَنْعَانُ وَامْرَأَتُهُ وَاعِلَةُ أُمُّ
كَنْعَانَ جَعَلَ الِاسْتِثْنَاءَ مِنْ أَهْلَكَ ، وَيَكُونُ مُتَّصِلًا إِنْ أُرِيدَ بِالْأَهْلِ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنَ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ مِنْهُمْ ، وَمُنْقَطِعًا إِنْ أُرِيدَ بِالْأَهْلِ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ فَقَطْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَنْ آمَنَ مَعْطُوفٌ عَلَى ( أَهْلَكَ ) : أَيْ وَاحْمِلْ فِي السَّفِينَةِ مَنْ آمَنَ مِنْ قَوْمِكَ ، وَأَفْرَدَ الْأَهْلَ مِنْهُمْ لِمَزِيدِ الْعِنَايَةِ بِهِمْ ، أَوْ لِلِاسْتِثْنَاءِ مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ .
ثُمَّ وَصَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قِلَّةَ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ
نُوحٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ كَفَرَ بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ قِيلَ : هُمْ ثَمَانُونَ إِنْسَانًا : مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ مِنْ بَنِيهِ ، وَهُوَ
سَامٌ ،
وَحَامٌ ،
وَيَافِثُ ، وَزَوْجَاتُهُمْ ، وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ بَنَوْا قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا قَرْيَةُ الثَّمَانِينَ ، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ بِنَاحِيَةِ
الْمَوْصِلِ ، وَقِيلَ كَانُوا عَشَرَةً ، وَقِيلَ سَبْعَةً ، وَقِيلَ كَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا الْقَائِلُ
نُوحٌ ، وَقِيلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَالرُّكُوبُ : الْعُلُوُّ عَلَى ظَهْرِ الشَّيْءِ حَقِيقَةً نَحْوَ رَكِبَ الدَّابَّةَ ، أَوْ مَجَازًا نَحْوَ رَكِبَهُ الدَّيْنُ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ : أَيِ ارْكَبُوا الْمَاءَ فِي السَّفِينَةِ فَلَا يَرِدُ أَنَّ رَكِبَ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْفَائِدَةَ فِي زِيَادَةِ فِي أَنَّهُ أَمَرَهُمْ بِأَنْ يَكُونُوا فِي جَوْفِ السَّفِينَةِ لَا عَلَى ظَهْرِهَا ، وَقِيلَ : إِنَّهَا زِيدَتْ لِرِعَايَةِ جَانِبِ الْمَحَلِّيَّةِ فِي السَّفِينَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ [ الْعَنْكَبُوتِ 65 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ [ الْكَهْفِ 71 ] قِيلَ : وَلَعَلَّ
نُوحًا قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بَعْدَ إِدْخَالِ مَا أُمِرَ بِحَمْلِهِ مِنَ الْأَزْوَاجِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَحَمَلَ الْأَزْوَاجَ وَأَدْخَلَهَا فِي الْفُلْكِ ، وَقَالَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ أَمَرَ بِالرُّكُوبِ كُلَّ مَنْ أُمِرَ بِحَمْلِهِ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالْأَهْلِ وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَفْهَمَ خِطَابَهُ مَنْ لَا يَعْقِلُ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ ، أَوْ يَكُونَ هَذَا عَلَى طَرِيقَةِ التَّغْلِيبِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بِسْمِ اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِـ ارْكَبُوا ، أَوْ حَالٌ مِنْ فَاعِلِهِ : أَيْ مُسَمِّينَ اللَّهَ ، أَوْ قَائِلِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا .
قَرَأَ
أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ بِضَمِّ الْمِيمِ فِيهِمَا إِلَّا مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ عَلَى أَنَّهُمَا اسْمَا زَمَانٍ ، وَهُمَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ : أَيْ وَقْتَ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا مَصْدَرَيْنِ : أَيْ وَقْتَ إِجْرَائِهَا وَإِرْسَائِهَا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ مَجْرَاهَا بِفَتْحِ الْمِيمِ ، وَمُرْسَاهَا بِضَمِّهَا ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ بِفَتْحِهَا فِيهِمَا .
وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ جُنْدُبٍ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا عَلَى أَنَّهُمَا وَصْفَانِ لِلَّهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِإِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ : أَيْ هُوَ مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ لِلذُّنُوبِ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ إِنْجَاءُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ تَفَضُّلًا مِنْهُ لِبَقَاءِ هَذَا الْجِنْسِ الْحَيَوَانِيِّ ، وَعَدَمِ اسْتِئْصَالِهِ بِالْغَرَقِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=31836_31832وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُتَّصِلَةٌ بِجُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ دَلَّ عَلَيْهَا الْأَمْرُ بِالرُّكُوبِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَرَكِبُوا مُسَمِّينَ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ ، وَالْمَوْجُ جَمْعُ مَوْجَةٍ ، وَهِيَ مَا ارْتَفَعَ عَنْ جُمْلَةِ الْمَاءِ الْكَثِيرِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الرِّيحِ ، وَشَبَّهَهَا بِالْجِبَالِ الْمُرْتَفِعَةِ عَلَى الْأَرْضِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ هُوَ
كَنْعَانُ ، قِيلَ : وَكَانَ كَافِرًا ، وَاسْتُبْعِدَ كَوْنُ
نُوحٍ يُنَادِي مَنْ كَانَ كَافِرًا مَعَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [ نُوحٍ 26 ] وَأُجِيبُ بِأَنَّهُ كَانَ مُنَافِقًا فَظَنَّ
نُوحٌ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ، وَقِيلَ : حَمَلَتْهُ شَفَقَةُ الْأُبُوَّةِ عَلَى ذَلِكَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ كَانَ ابْنُ امْرَأَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ بِابْنِهِ ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ أَنَّ
عَلِيًّا قَرَأَ وَنَادَى
نُوحٌ ابْنَهَا ، وَقِيلَ : إِنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ رَشْدَةٍ ، وَوُلِدَ عَلَى فِرَاشِ
نُوحٍ .
وَرُدَّ بِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ، وَقَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=45إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي يَدْفَعُ ذَلِكَ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ عَدَمِ صِيَانَةِ مَنْصِبِ النُّبُوَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ أَيْ فِي مَكَانٍ عَزَلَ فِيهِ نَفْسَهُ عَنْ قَوْمِهِ وَقَرَابَتِهِ بِحَيْثُ لَمْ يَبْلُغْهُ قَوْلُ
نُوحٍ : ارْكَبُوا فِيهَا ، وَقِيلَ فِي مَعْزِلٍ مِنْ دِينِ أَبِيهِ ، وَقِيلَ مِنَ السَّفِينَةِ ، قِيلَ : وَكَانَ هَذَا النِّدَاءُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِنَ النَّاسُ الْغَرَقَ ، بَلْ كَانَ فِي أَوَّلِ فَوْرِ التَّنُّورِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا .
قَرَأَ
عَاصِمٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ ، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا ، فَأَمَّا الْكَسْرُ فَلِجَعْلِهِ بَدَلًا مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ ، لِأَنَّ الْأَصْلَ يَا بُنَيَّ ، وَأَمَّا الْفَتْحُ فَلِقَلْبِ يَاءِ الْإِضَافَةِ أَلِفًا لِخِفَّةِ الْأَلِفِ ، ثُمَّ حُذِفَ الْأَلِفُ وَبَقِيَتِ الْفَتْحَةُ لِتَدُلَّ عَلَيْهِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَقِرَاءَةُ
عَاصِمٍ مُشْكِلَةٌ .
وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : أَصْلُهُ يَا بُنَيَّاهُ ثُمَّ تُحْذَفُ ، وَقَدْ جَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ لِلْفَتْحِ وَجْهَيْنِ ، وَلِلْكَسْرِ وَجْهَيْنِ .
أَمَّا الْفَتْحُ بِالْوَجْهِ الْأَوَّلِ مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ تُحْذَفَ الْأَلِفُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .
وَأَمَّا الْكَسْرُ فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَالثَّانِي : أَنْ تُحْذَفَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَذَا حَكَى عَنْهُ
النَّحَّاسُ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ارْكَبْ مَعَنَا بِإِدْغَامِ الْبَاءِ فِي الْمِيمِ لِتَقَارُبِهِمَا فِي الْمَخْرَجِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِعَدَمِ الْإِدْغَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ نَهَاهُ عَنِ الْكَوْنِ مَعَ الْكَافِرِينَ : أَيْ خَارِجَ السَّفِينَةِ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِالْكَوْنِ مَعَهُمُ الْكَوْنُ عَلَى دِينِهِمْ .
ثُمَّ حَكَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا أَجَابَ بِهِ ابْنُ
نُوحٍ عَلَى أَبِيهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ أَيْ يَمْنَعُنِي بِارْتِفَاعِهِ مِنْ وُصُولِ الْمَاءِ إِلَيَّ ، فَأَجَابَ عَنْهُ
نُوحٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَيْ لَا مَانِعَ فَإِنَّهُ يَوْمٌ قَدْ حَقَّ فِيهِ الْعَذَابُ وَجَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِيهِ ، نَفَى جِنْسَ الْعَاصِمِ فَيَنْدَرِجُ تَحْتَهُ الْعَاصِمُ مِنَ الْغَرَقِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ انْدِرَاجًا أَوَّلِيًّا ، وَعَبَّرَ عَنِ الْمَاءِ أَوْ عَنِ الْغَرَقِ بِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ وَتَهْوِيلًا لِأَمْرِهِ .
وَالِاسْتِثْنَاءُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ مُنْقَطِعٌ : أَيْ لَكِنْ مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ فَهُوَ يَعْصِمُهُ ، فَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43مَنْ رَحِمَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلًا عَلَى أَنْ يَكُونَ عَاصِمَ بِمَعْنَى مَعْصُومٍ : أَيْ لَا مَعْصُومَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا
[ ص: 659 ] مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ : مِثْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6مَاءٍ دَافِقٍ [ الطَّارِقِ 6 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=21عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ [ الْحَاقَّةِ 21 ] وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَنْهَضْ لِبُغْيَتِهَا وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي
أَيْ الْمُطْعَمُ الْمَكْسُوُّ ، وَاخْتَارَ هَذَا الْوَجْهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَقِيلَ : الْعَاصِمُ بِمَعْنَى ذِي الْعِصْمَةِ ، كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : لَا عَاصِمَ قَطُّ إِلَّا مَكَانَ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ وَهُوَ السَّفِينَةُ ، وَحِينَئِذٍ فَلَا يُرَدُّ مَا يُقَالُ : إِنَّ مَعْنَى مَنْ رَحِمَ مَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ مَعْصُومٌ ، فَكَيْفَ يَصِحُّ اسْتِثْنَاؤُهُ عَنِ الْعَاصِمِ ؟ لِأَنَّ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ دَفْعًا لِلْإِشْكَالِ .
وَقُرِئَ إِلَّا مَنْ رُحِمَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ أَيْ حَالَ بَيْنَ
نُوحٍ وَابْنِهِ فَتَعَذَّرَ خَلَاصُهُ مِنَ الْغَرَقِ ، وَقِيلَ : بَيْنَ ابْنِ
نُوحٍ وَبَيْنَ الْجَبَلِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، لِأَنَّ تَفَرُّعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ عَلَيْهِ يَدُلُّ عَلَى الْأَوَّلِ لَا عَلَى الثَّانِي ، لِأَنَّ الْجَبَلَ لَيْسَ بِعَاصِمٍ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44nindex.php?page=treesubj&link=28982_31836وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ يُقَالُ : بَلَعَ الْمَاءُ يَبْلَعُهُ مِثْلَ مَنَعَ يَمْنَعُ ، وَبَلِعَ يَبْلَعُ مِثْلَ حَمِدَ يَحْمَدُ لُغَتَانِ حَكَاهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : وَالْبَلْعُ الشُّرْبُ ، وَمِنْهُ الْبَالُوعَةُ ، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَشْرَبُ الْمَاءَ ، وَالِازْدِرَادُ ، يُقَالُ : بَلَعَ مَا فِي فَمِهِ مِنَ الطَّعَامِ إِذَا ازْدَرَدَهُ ، وَاسْتُعِيرَ الْبَلْعُ الَّذِي هُوَ مِنْ فِعْلِ الْحَيَوَانِ لِلنَّشَفِ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ كَالنَّشَفِ الْمُعْتَادِ الْكَائِنِ عَلَى سَبِيلِ التَّدْرِيجِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي الْإِقْلَاعُ الْإِمْسَاكُ ، يُقَالُ : أَقْلَعَ الْمَطَرُ إِذَا انْقَطَعَ .
وَالْمَعْنَى : أَمَرَ السَّمَاءَ بِإِمْسَاكِ الْمَاءِ عَنِ الْإِرْسَالِ ، وَقَدَّمَ نِدَاءَ الْأَرْضِ عَلَى السَّمَاءِ لِكَوْنِ ابْتِدَاءِ الطُّوفَانِ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَغِيضَ الْمَاءُ أَيْ نَقَصَ ، يُقَالُ : غَاضَ الْمَاءُ وَغُضْتُهُ أَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقُضِيَ الْأَمْرُ أَيْ أُحْكِمَ وَفُرِغَ مِنْهُ : يَعْنِي أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمَ
نُوحٍ عَلَى تَمَامٍ وَإِحْكَامٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ أَيِ اسْتَقَرَّتِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجَبَلِ الْمَعْرُوفِ
بِالْجُودِيِّ ، وَهُوَ جَبَلٌ بِقُرْبِ
الْمَوْصِلِ ، وَقِيلَ : إِنَّ
الْجُودِيَّ اسْمٌ لِكُلِّ جَبَلٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ :
سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَانًا نَعُوذُ بِهِ وَقَبْلَنَا سَبَّحَ
الْجُودِيُّ وَالْجُمُدُ
وَيُقَالُ : إِنَّهُ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ فَلِذَا اسْتَوَتْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ الْقَائِلُ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُنَاسِبَ صَدْرَ الْآيَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ
نُوحٌ وَأَصْحَابُهُ .
وَالْمَعْنَى : وَقِيلَ هَلَاكًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، وَهُوَ مِنَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِدُعَاءِ السُّوءِ ، وَوَصَفَهُمْ بِالظُّلْمِ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّهُ عِلَّةُ الْهَلَاكِ ، وَلِلْإِيمَاءِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا [ هُودٍ 37 ] .
وَقَدْ أَطْبَقَ عُلَمَاءُ الْبَلَاغَةِ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الشَّرِيفَةَ بَالِغَةٌ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَالْبَلَاغَةِ إِلَى مَحَلٍّ يَتَقَاصَرُ عَنْهُ الْوَصْفُ ، وَتَضْعُفُ عَنِ الْإِتْيَانِ بِمَا يُقَارِبُهُ قُدْرَةُ الْقَادِرِينَ عَلَى فُنُونِ الْبَلَاغَةِ ، الثَّابِتِينَ الْأَقْدَامَ فِي عِلْمِ الْبَيَانِ ، الرَّاسِخِينَ فِي عِلْمِ اللُّغَةِ ، الْمُطَّلِعِينَ عَلَى مَا هُوَ مُدَوَّنٌ مِنْ خُطَبِ مَصَاقِعِ خُطَبَاءِ الْعَرَبِ وَأَشْعَارِ بَوَاقِعِ شُعَرَائِهِمْ ، الْمُرْتَاضِينَ بِدَقَائِقِ عُلُومِ الْعَرَبِيَّةِ وَأَسْرَارِهَا .
وَقَدْ تَعَرَّضَ لِبَيَانِ بَعْضِ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ فَأَطَالُوا وَأَطَابُوا ، رَحِمْنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ بِرَحْمَتِهِ الْوَاسِعَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35فَعَلَيَّ إِجْرَامِي قَالَ : عَمَلِي
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=35وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أَيْ مِمَّا تَعْمَلُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ وَذَلِكَ حِينَ دَعَا عَلَيْهِمْ
نُوحٌ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [ نُوحٍ 26 ] .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : إِنَّ
نُوحًا لَمْ يَدْعُ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ هَذِهِ ، فَانْقَطَعَ عِنْدَ ذَلِكَ رَجَاؤُهُ مِنْهُمْ فَدَعَا عَلَيْهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36فَلَا تَبْتَئِسْ قَالَ : فَلَا تَحْزَنْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا قَالَ : بِعَيْنِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : لَمْ يَعْلَمْ نُوحٌ كَيْفَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَصْنَعَهَا مِثْلَ جُؤْجُؤِ الطَّائِرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020471كَانَ نُوحٌ مَكَثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ ، حَتَّى كَانَ آخِرَ زَمَانِهِ غَرَسَ شَجَرَةً فَعَظُمَتْ وَذَهَبَتْ كُلَّ مَذْهَبٍ ، ثُمَّ قَطَعَهَا ثُمَّ جَعَلَ يَعْمَلُهَا سَفِينَةً وَيَمُرُّونَ فَيَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُ أَعْمَلُهَا سَفِينَةً فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ يَعْمَلُ سَفِينَةً فِي الْبَرِّ ، وَكَيْفَ تَجْرِي ؟ قَالَ : سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا وَفَارَ التَّنُّورُ وَكَثُرَ الْمَاءُ فِي السِّكَكِ خَشِيَتْهُ أُمُّ الصَّبِيِّ عَلَيْهِ ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا ، فَخَرَجَتْ إِلَى الْجَبَلِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ خَرَجَتْ حَتَّى اسْتَوَتْ عَلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ رَقَبَتَهُ رَفَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْهَا حَتَّى ذَهَبَ بِهَا الْمَاءُ ، فَلَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَحَدًا لَرَحِمَ أُمَّ الصَّبِيِّ .
وَقَدْ ضَعَّفَهُ
الذَّهَبِيُّ فِي مُسْتَدْرَكِهِ عَلَى مُسْتَدْرَكِ
الْحَاكِمِ .
وَقَدْ رُوِيَ فِي صِفَةِ السَّفِينَةِ وَقَدْرِهَا أَحَادِيثُ وَآثَارٌ لَيْسَ فِي ذِكْرِهَا هَنَا كَثِيرُ فَائِدَةٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ قَالَ : هُوَ الْغَرَقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ قَالَ : هُوَ الْخُلُودُ فِي النَّارِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ بَيْنَ دَعْوَةِ
نُوحٍ وَبَيْنَ هَلَاكِ قَوْمِهِ ثَلَاثُمِائَةِ سَنَةٍ ، وَكَانَ فَارَ التَّنُّورُ
بِالْهِنْدِ وَطَافَتْ سَفِينَةُ
نُوحٍ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : التَّنُّورُ الْعَيْنُ الَّتِي بِالْجَزِيرَةِ عَيْنُ الْوَرْدَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : فَارَ التَّنُّورُ مِنْ
مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ
كِنْدَةَ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ نَحْوُ هَذَا مِنْ طُرُقٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : التَّنُّورُ وَجْهُ الْأَرْضِ ، قِيلَ لَهُ : إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَارْكَبْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ .
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي وَجْهَ الْأَرْضِ تَنُّورَ الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عَلِيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ قَالَ : طَلَعَ الْفَجْرُ قِيلَ لَهُ : إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فَارْكَبْ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ .
وَقَدْ رُوِيَ فِي تَفْسِيرِ التَّنُّورِ غَيْرُ هَذَا ، وَقَدْ قَدَّمْنَا الْإِشَارَةَ إِلَى ذَلِكَ .
وَرُوِيَ فِي صِفَةِ الْقِصَّةِ وَمَا حَمَلَهُ
نُوحٌ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَيْفَ كَانَ
[ ص: 660 ] الْغَرَقُ ، وَكَمْ بَقِيَتِ السَّفِينَةُ عَلَى ظَهْرِ الْمَاءِ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ لَا مَدْخَلَ لَهَا فِي تَفْسِيرِ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا قَالَ : حِينَ يَرْكَبُونَ وَيَجْرُونَ وَيُرْسُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ قَالَ : كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ تَرْسِيَ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ فَأَرْسَتْ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ تَجْرِيَ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ فَجَرَتْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12769وَابْنُ السُّنِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13357وَابْنُ عَدِيٍّ وَأَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020472أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا الْفُلْكَ أَنْ يَقُولُوا : بِسْمِ اللَّهِ الْمَلِكِ الرَّحْمَنِ ، nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِلَى آخَرِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
أَبُو الشَّيْخِ عَنْهُ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : كَانَ اسْمُ ابْنِ
نُوحٍ الَّذِي غَرِقَ
كَنْعَانَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : هُوَ ابْنُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَالَفَهُ فِي النِّيَّةِ وَالْعَمَلِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ قَالَ : لَا نَاجٍ إِلَّا أَهْلُ السَّفِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَرَّةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=43وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ قَالَ : بَيْنَ ابْنِ
نُوحٍ وَالْجَبَلِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44يَاأَرْضُ ابْلَعِي قَالَ : هُوَ بِالْحَبَشِيَّةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِي ابْلَعِي قَالَ بِالْحَبَشِيَّةِ : أَيِ ازْدَرِدِيهِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : مَعْنَاهُ اشْرَبِي بِلُغَةِ
الْهِنْدِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ .
أَقُولُ : وَثُبُوتُ لَفْظِ الْبَلْعِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ ظَاهِرٌ مَكْشُوفٌ ، فَمَا لَنَا
وَلِلْحَبَشَةِ وَالْهِنْدِ .