nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28988_32280_28705قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ( 60 ) .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا الذين زعمتم من دونه هذا رد على طائفة من المشركين كانوا يعبدون تماثيل على أنها صور الملائكة ، وعلى طائفة من أهل الكتاب كانوا يقولون بإلهية
عيسى ومريم وعزير ، فأمر الله سبحانه رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن يقول لهم : ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دون الله ، وقيل : أراد بالذين زعمتم نفرا من الجن عندهم ناس من العرب ، وإنما خصصت الآية بمن ذكرنا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57يبتغون إلى ربهم الوسيلة ، فإن هذا لا يليق بالجمادات
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56فلا يملكون كشف الضر عنكم أي لا يستطيعون ذلك ، والمعبود الحق هو الذي يقدر على كشف الضر ، وعلى تحويله من حال إلى حال ، ومن مكان إلى مكان ، فوجب القطع بأن هذه التي تزعمونها آلهة ليست بآلهة .
ثم إنه سبحانه أكد عدم اقتدارهم ببيان غاية افتقارهم إلى الله في جلب المنافع ودفع المضار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة فأولئك مبتدأ والذين يدعون صفته ، وضمير الصلة محذوف ، أي : يدعونهم ، وخبر المبتدأ ( يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، ويجوز أن يكون ( الذين يدعون ) خبر المبتدأ : أي الذين يدعون عباده إلى عبادتهم ، ويكون ( يبتغون ) في محل نصب على الحال .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( تدعون ) بالفوقية على الخطاب .
وقرأ الباقون بالتحتية على الخبر ، ولا خلاف في ( يبتغون ) أنه بالتحتية ، والوسيلة : القربة بالطاعة والعبادة ، أي : يتضرعون إلى الله في طلب ما يقربهم إلى ربهم ، والضمير في ربهم يعود إلى العابدين أو المعبودين ( أيهم أقرب ) مبتدأ وخبر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أيهم أقرب بالوسيلة إلى الله ، أي : يتقرب إليه بالعمل الصالح ، ويجوز أن يكون بدلا من الضمير في يبتغون ، أي : يبتغي من هو أقرب إليه تعالى الوسيلة ، فكيف بمن دونه ؟ وقيل إن ( يبتغون ) مضمن معنى يحرصون أي يحرصون أيهم أقرب عليه سبحانه بالطاعة والعبادة ويرجون رحمته كما يرجوها غيرهم ويخافون عذابه كما يخافه غيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57إن عذاب ربك كان محذورا تعليل لقوله يخافون عذابه ، أي : إن عذابه سبحانه حقيق بأن يحذره العباد من الملائكة والأنبياء وغيرهم .
ثم بين سبحانه مآل الدنيا وأهلها فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة ( إن ) نافية ، و ( من ) للاستغراق ، أي : ما من قرية . أي قرية كانت من قرى الكفار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، أي : ما من أهل قرية إلا سيهلكون إما بموت وإما بعذاب يستأصلهم ، فالمراد بالقرية أهلها ، وإنما قيل قبل يوم القيامة لأن الإهلاك يوم القيامة غير مختص بالقرى الكافرة ، بل يعم كل قرية لانقضاء عمر الدنيا ، وقيل : الإهلاك للصالحة والتعذيب للطالحة ، والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ( كان ذلك ) المذكور من الإهلاك والتعذيب ( في الكتاب ) أي اللوح المحفوظ ( مسطورا ) أي مكتوبا ، والسطر : الخط وهو في الأصل مصدر ، والسطر بالتحريك مثله .
قال
جرير :
من شاء بايعته مالي وخلعته ما تكمل التيم في ديوانها سطرا
والخلفة بضم الخاء خيار المال ، والسطر جمع أسطار ، وجمع السطر بالسكون أسطر .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28988_30550وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون قال المفسرون :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020640إن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم جبال مكة ، فأتاه جبريل فقال : إن شئت كان ما سأل قومك ، ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا وإن شئت استأنيت بهم ، فأنزل الله هذه الآية .
والمعنى : وما منعنا من إرسال الآيات التي سألوها إلا تكذيب الأولين ، فإن أرسلناها وكذب بها هؤلاء عوجلوا ولم يمهلوا كما هو سنة الله سبحانه في عباده ، فالمنع مستعار للترك ، والاستثناء مفرغ من أعم الأشياء ، أي : ما تركنا إرسالها لشيء من الأشياء إلا تكذيب الأولين ، فإن كذب بها هؤلاء كما كذب بها أولئك لاشتراكهم في الكفر والعناد حل بهم ما حل بهم ، و ( أن ) الأولى في محل نصب بإيقاع المنع عليها ، و ( أن ) الثانية في محل رفع ، والباء في ( بالآيات ) زائدة .
والحاصل أن المانع من إرسال الآيات التي اقترحوها هو أن الاقتراح مع التكذيب موجب للهلاك الكلي وهو الاستئصال ، وقد عزمنا على أن نؤخر أمر من بعث إليهم
محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة ، وقيل : معنى الآية : إن هؤلاء الكفار من
قريش ونحوهم مقلدون لآبائهم فلا يؤمنون البتة كما لم يؤمن أولئك ، فيكون إرسال الآيات ضائعا ، ثم إنه سبحانه استشهد على ما ذكر بقصة صالح وناقته ، فإنهم لما اقترحوا عليه ما اقترحوا من الناقة وصفتها التي قد بينت في محل آخر وأعطاهم الله ما اقترحوا فلم يؤمنوا استؤصلوا بالعذاب ، وإنما خص قوم
صالح بالاستشهاد ، لأن آثار إهلاكهم في بلاد العرب قريبة من
قريش وأمثالهم يبصرها صادرهم وواردهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وآتينا ثمود الناقة مبصرة أي ذات إبصار يدركها الناس بأبصارهم كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=12وجعلنا آية النهار مبصرة أو أسند إليها حال من يشاهدها مجازا ، أو
[ ص: 830 ] أنها جعلتهم ذوي إبصار ، من أبصره جعله بصيرا .
وقرئ على صيغة المفعول .
وقرئ بفتح الميم والصاد ، وانتصابها على الحال .
وقرئ برفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف ، والجملة معطوفة على محذوف يقتضيه سياق الكلام ، أي : فكذبوها ( وآتينا ثمود الناقة ) ، ومعنى فظلموا بها فظلموا بتكذيبها أو على تضمين ( ظلموا ) معنى جحدوا أو كفروا ، أي : فجحدوا بها أو كفروا بها ظالمين ولم يكتفوا بمجرد الكفر أو الجحد
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما نرسل بالآيات إلا تخويفا اختلف في تفسير الآيات على وجوه : الأول أن المراد بها العبر والمعجزات التي جعلها الله على أيدي الرسل من دلائل الإنذار تخويفا للمكذبين ، الثاني أنها آيات الانتقام تخويفا من المعاصي ، الثالث تقلب الأحوال من صغر إلى شباب ثم إلى تكهل ثم إلى شيب ليعتبر الإنسان بتقلب أحواله فيخاف عاقبة أمره ، الرابع آيات القرآن ، الخامس الموت الذريع ، والمناسب للمقام أن تفسر الآيات المذكورة بالآيات المقترحة ، أي : لا نرسل الآيات المقترحة إلا تخويفا من نزول العذاب ، فإن لم يخافوا وقع عليهم .
والجملة مستأنفة لا محل لها ، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال من ضمير ( ظلموا بها ) ، أي : فظلموا بها ولم يخافوا ، والحال أن ما نرسل بالآيات التي هي من جملتها ( إلا تخويفا ) .
قال
ابن قتيبة : وما نرسل بالآيات المقترحة إلا تخويفا من نزول العذاب العاجل .
ولما ذكر سبحانه الامتناع من إرسال الآيات المقترحة على رسوله للصارف المذكور قوى قلبه بوعد النصر والغلبة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس الظرف متعلق بمحذوف : أي اذكر إذ قلنا لك ، أي : أنهم في قبضته وتحت قدرته ، فلا سبيل لهم إلى الخروج مما يريده بهم لإحاطته لهم بعلمه وقدرته ، وقيل : المراد بالناس أهل
مكة ، وإحاطته بهم إهلاكه إياهم ، أي : إن الله سيهلكهم ، وعبر بالماضي تنبيها على تحقق وقوعه ، وذلك كما وقع يوم
بدر ويوم الفتح ، وقيل : المراد أنه سبحانه عصمه من الناس أن يقتلوه حتى يبلغ رسالة ربه
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس لما بين سبحانه أن إنزال الآيات يتضمن التخويف ضم إليه ذكر آية الإسراء ، وهي المذكورة في صدر السورة ، وسماها رؤيا لأنها وقعت بالليل ، أو لأن الكفرة قالوا لعلها رؤيا ، وقد قدمنا في صدر السورة وجها آخر في تفسير هذه الرؤيا ، وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أسري به ، وقيل : كانت رؤيا نوم ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى أنه يدخل
مكة فافتتن المسلمون لذلك ، فلما فتح الله
مكة نزل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق وقد تعقب هذا بأن هذه الآية مكية ، والرؤيا المذكورة كانت
بالمدينة ، وقيل : إن هذه الرؤيا المذكورة في هذه الآية هي أنه رأى
بني مروان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك ، فقيل : إنما هي الدنيا أعطوها فسري عنه ، وفيه ضعف ، فإنه لا فتنة للناس في هذه الرؤيا إلا أن يراد بالناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده ، ويراد بالفتنة ما حصل من المساءة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو يحمل على أنه قد كان أخبر الناس بها فافتتنوا .
وقيل : إن الله سبحانه أراه في المنام مصارع
قريش حتى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020641والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم وهو يومئ إلى الأرض ويقول : هذا مصرع فلان ، هذا مصرع فلان ، فلما سمع
قريش ذلك جعلوا رؤياه سخرية
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة في القرآن عطف على الرؤيا ، قيل وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس .
قال جمهور المفسرين وهي شجرة الزقوم ، والمراد بلعنها لعن آكلها كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم طعام الأثيم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن العرب تقول لكل طعام مكروه ملعون ، ومعنى الفتنة فيها أن أبا جهل وغيره قالوا : زعم صاحبكم أن نار جهنم تحرق الحجر ، ثم يقول ينبت فيها الشجر ، فأنزل الله هذه الآية .
وروي أن
أبا جهل أمر جارية فأحضرت تمرا وزبدا وقال لأصحابه : تزقموا .
وقال
ابن الزبعرى : كثر الله من الزقوم في داركم فإنه التمر بالزبد بلغة
اليمن ، وقيل : إن الشجرة الملعونة هي الشجرة التي تلتوي على الشجر فتقتلها ، وهي شجرة الكشوث ، وقيل : هي الشيطان ، وقيل :
اليهود ، وقيل : بنو أمية
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا أي نخوفهم بالآيات فما يزيدهم التخويف إلا طغيانا متجاوزا للحد متماديا غاية التمادي فما يفيدهم إرسال الآيات إلا الزيادة في الكفر ، فعند ذلك نفعل بهم ما فعلناه بمن قبلهم من الكفار ، وهو عذاب الاستئصال ولكنا قد قضينا بتأخير العقوبة .
وقد أخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم ،
وابن مردويه ،
وأبو نعيم في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قال : كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن وتمسك الإنسيون بعبادتهم ، فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة كلاهما ، يعني الفعلين بالياء التحتية ، وروي نحو هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود من طرق أخرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال : كان أهل الشرك يعبدون الملائكة
والمسيح وعزيرا .
وروي عنه من وجه آخر بلفظ
عيسى وأمه
وعزير .
وروي عنه أيضا من وجه آخر بلفظ : هم
عيسى وعزير ، والشمس والقمر .
وأخرج
الترمذي ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020642سلوا الله لي الوسيلة ، قالوا وما الوسيلة ؟ قال القرب من الله ، ثم قرأ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58كان ذلك في الكتاب مسطورا قال : في اللوح المحفوظ .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني [ ص: 831 ] والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020643سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعوا ، فقيل له : إن شئت أن تستأني بهم ، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا ، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم ، قال : لا بل أستأني بهم ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات الآية .
وأخرج
أحمد والبيهقي من طريق أخرى عنه نحوه .
وأخرج
البيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس قال :
قال الناس لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم ، فإن عصيتم هلكتم . فقالوا : لا نريدها .
وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما نرسل بالآيات إلا تخويفا قال : الموت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر ، عن
الحسن قال : هو الموت الذريع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قال : عصمك من الناس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في الآية قال : فهم في قبضته .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا الآية قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليلة أسري به إلى
بيت المقدس ، وليست برؤيا منام
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة في القرآن قال : هي شجرة الزقوم .
وأخرج
أبو سعيد وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
أم هانئ أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما أسري به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزئون به ، فطلبوا منه آية ، فوصف لهم بيت المقدس ، وذكر لهم قصة العير ، فقال الوليد بن المغيرة : هذا ساحر ، فأنزل الله إليه : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال :
رأى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس .
قال
ابن كثير بعد أن ساق إسناده : وهذا السند ضعيف جدا ، وذكر من جملة رجال السند
محمد بن الحسن بن زبان وهو متروك ، وشيخه
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد ضعيف جدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
ابن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
رأيت ولد nindex.php?page=showalam&ids=2114الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة ، يعني الحكم وولده .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
يعلى بن مرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
رأيت بني أمية على منابر الأرض ، وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، واهتم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لذلك ، فأنزل الله الآية
وأخرج
ابن مردويه ، عن
الحسين بن علي نحوه مرفوعا وهو مرسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب نحوه وهو مرسل .
وأخرج
ابن مردويه عن
عائشة أنها قالت
nindex.php?page=showalam&ids=17065لمروان بن الحكم :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لأبيك وجدك : إنكم الشجرة الملعونة في القرآن وفي هذا نكارة لقولها : يقول لأبيك وجدك ، ولعل جد
مروان لم يدرك زمن النبوة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية قال :
إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أري أنه دخل مكة هو وأصحابه ، وهو يومئذ بالمدينة فسار إلى مكة قبل الأجل فرده المشركون ، فقال ناس : قد رد ، وقد كان حدثنا أنه سيدخلها ، فكانت رجعته فتنتهم ، وقد تعارضت هذه الأسباب ولم يمكن الجمع بينها ، فالواجب المصير إلى الترجيح ، والراجح كثرة وصحة هو كون سبب نزول هذه الآية قصة الإسراء فيتعين ذلك .
وقد حكى
ابن كثير إجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك في الرؤيا ، وفي تفسير الشجرة ، وأنها شجرة الزقوم ، فلا اعتبار بغيرهم معهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال
أبو جهل لما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شجرة الزقوم تخويفا لهم : يا معشر
قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها
محمد ؟ قالوا : لا . قال : عجوة
يثرب بالزبد ، والله لئن استمكنا منها لنزقمنها تزقما . قال الله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طعام الأثيم [ الدخان : 43 ، 44 ] . وأنزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة في القرآن الآية .
وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة قال : ملعونة لأنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طلعها كأنه رءوس الشياطين [ الصافات : 65 ] . والشياطين ملعونون .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28988_32280_28705قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ( 59 )
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ( 60 ) .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ هَذَا رَدٌّ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَ عَلَى أَنَّهَا صُوَرُ الْمَلَائِكَةِ ، وَعَلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانُوا يَقُولُونَ بِإِلَهِيَّةِ
عِيسَى وَمَرْيَمَ وَعُزَيْرٍ ، فَأَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يَقُولَ لَهُمُ : ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ آلِهَةٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَرَادَ بِالَّذِينَ زَعَمْتُمْ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ عِنْدَهُمْ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ ، وَإِنَّمَا خُصِّصَتِ الْآيَةُ بِمَنْ ذَكَرْنَا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّ هَذَا لَا يَلِيقُ بِالْجَمَادَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ أَيْ لَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِكَ ، وَالْمَعْبُودُ الْحَقُّ هُوَ الَّذِي يَقْدِرُ عَلَى كَشْفِ الضُّرِّ ، وَعَلَى تَحْوِيلِهِ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَمِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ ، فَوَجَبَ الْقَطْعُ بِأَنَّ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُونَهَا آلِهَةٌ لَيْسَتْ بِآلِهَةٍ .
ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَكَّدَ عَدَمَ اقْتِدَارِهِمْ بِبَيَانِ غَايَةِ افْتِقَارِهِمْ إِلَى اللَّهِ فِي جَلْبِ الْمَنَافِعِ وَدَفْعِ الْمَضَارِّ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ فَأُولَئِكَ مُبْتَدَأٌ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ صِفَتُهُ ، وَضَمِيرُ الصِّلَةِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : يَدْعُونَهُمْ ، وَخَبَرُ الْمُبْتَدَأِ ( يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( الَّذِينَ يَدْعُونَ ) خَبَرَ الْمُبْتَدَأِ : أَيِ الَّذِينَ يَدْعُونَ عِبَادَهُ إِلَى عِبَادَتِهِمْ ، وَيَكُونُ ( يَبْتَغُونَ ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ( تَدْعُونَ ) بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الْخِطَابِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْخَبَرِ ، وَلَا خِلَافَ فِي ( يَبْتَغُونَ ) أَنَّهُ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَالْوَسِيلَةُ : الْقُرْبَةُ بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ ، أَيْ : يَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ فِي طَلَبِ مَا يُقَرِّبُهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ ، وَالضَّمِيرُ فِي رَبِّهِمْ يَعُودُ إِلَى الْعَابِدِينَ أَوِ الْمَعْبُودِينَ ( أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَيُّهُمْ أَقْرَبُ بِالْوَسِيلَةِ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ : يَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَبْتَغُونَ ، أَيْ : يَبْتَغِي مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ تَعَالَى الْوَسِيلَةَ ، فَكَيْفَ بِمَنْ دُونَهُ ؟ وَقِيلَ إِنَّ ( يَبْتَغُونَ ) مُضَمَّنٌ مَعْنَى يَحْرِصُونَ أَيْ يَحْرِصُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ كَمَا يَرْجُوهَا غَيْرُهُمْ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ كَمَا يَخَافُهُ غَيْرُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا تَعْلِيلٌ لِقَوْلِهِ يَخَافُونَ عَذَابَهُ ، أَيْ : إِنَّ عَذَابَهُ سُبْحَانَهُ حَقِيقٌ بِأَنْ يَحْذَرَهُ الْعِبَادُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَآلَ الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ( إِنْ ) نَافِيَةٌ ، وَ ( مِنْ ) لِلِاسْتِغْرَاقِ ، أَيْ : مَا مِنْ قَرْيَةٍ . أَيُّ قَرْيَةٍ كَانَتْ مِنْ قُرَى الْكُفَّارِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، أَيْ : مَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ إِلَّا سَيُهْلَكُونَ إِمَّا بِمَوْتٍ وَإِمَّا بِعَذَابٍ يَسْتَأْصِلُهُمْ ، فَالْمُرَادُ بِالْقَرْيَةِ أَهْلُهَا ، وَإِنَّمَا قِيلَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَنَّ الْإِهْلَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِالْقُرَى الْكَافِرَةِ ، بَلْ يَعُمُّ كُلَّ قَرْيَةٍ لِانْقِضَاءِ عُمْرِ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : الْإِهْلَاكُ لِلصَّالِحَةِ وَالتَّعْذِيبُ لِلطَّالِحَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ( كَانَ ذَلِكَ ) الْمَذْكُورُ مِنَ الْإِهْلَاكِ وَالتَّعْذِيبِ ( فِي الْكِتَابِ ) أَيِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ( مَسْطُورًا ) أَيْ مَكْتُوبًا ، وَالسَّطْرُ : الْخَطُّ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ ، وَالسَّطْرُ بِالتَّحْرِيكِ مِثْلُهُ .
قَالَ
جَرِيرٌ :
مَنْ شَاءَ بَايَعْتُهُ مَالِي وَخِلْعَتَهُ مَا تُكْمِلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهَا سَطَرَا
وَالْخُلْفَةُ بِضَمِّ الْخَاءِ خِيَارُ الْمَالِ ، وَالسَّطْرُ جَمْعُ أَسْطَارٍ ، وَجَمْعُ السَّطْرِ بِالسُّكُونِ أَسْطُرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=28988_30550وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020640إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - - أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا وَأَنْ يُنَحِّيَ عَنْهُمْ جِبَالَ مَكَّةَ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ كَانَ مَا سَأَلَ قَوْمُكَ ، وَلَكِنَّهُمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا لَمْ يُمْهَلُوا وَإِنْ شِئْتَ اسْتَأْنَيْتَ بِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَالْمَعْنَى : وَمَا مَنَعَنَا مِنْ إِرْسَالِ الْآيَاتِ الَّتِي سَأَلُوهَا إِلَّا تَكْذِيبُ الْأَوَّلِينَ ، فَإِنْ أَرْسَلْنَاهَا وَكَذَّبَ بِهَا هَؤُلَاءِ عُوجِلُوا وَلَمْ يُمْهَلُوا كَمَا هُوَ سُنَّةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي عِبَادِهِ ، فَالْمَنْعُ مُسْتَعَارٌ لِلتَّرْكِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ الْأَشْيَاءِ ، أَيْ : مَا تَرَكْنَا إِرْسَالَهَا لِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا تَكْذِيبُ الْأَوَّلِينَ ، فَإِنْ كَذَّبَ بِهَا هَؤُلَاءِ كَمَا كَذَّبَ بِهَا أُولَئِكَ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ حَلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ بِهِمْ ، وَ ( أَنْ ) الْأُولَى فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِإِيقَاعِ الْمَنْعِ عَلَيْهَا ، وَ ( أَنْ ) الثَّانِيَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ ، وَالْبَاءُ فِي ( بِالْآيَاتِ ) زَائِدَةٌ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْمَانِعَ مِنْ إِرْسَالِ الْآيَاتِ الَّتِي اقْتَرَحُوهَا هُوَ أَنَّ الِاقْتِرَاحَ مَعَ التَّكْذِيبِ مُوجِبٌ لِلْهَلَاكِ الْكُلِّيِّ وَهُوَ الِاسْتِئْصَالُ ، وَقَدْ عَزَمْنَا عَلَى أَنْ نُؤَخِّرَ أَمْرَ مَنْ بُعِثَ إِلَيْهِمْ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْآيَةِ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ مِنْ
قُرَيْشٍ وَنَحْوَهِمْ مُقَلِّدُونَ لِآبَائِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ الْبَتَّةَ كَمَا لَمْ يُؤْمِنْ أُولَئِكَ ، فَيَكُونُ إِرْسَالُ الْآيَاتِ ضَائِعًا ، ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ اسْتَشْهَدَ عَلَى مَا ذُكِرَ بِقِصَّةِ صَالِحٍ وَنَاقَتِهِ ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا اقْتَرَحُوا عَلَيْهِ مَا اقْتَرَحُوا مِنَ النَّاقَةِ وَصِفَتِهَا الَّتِي قَدْ بُيِّنَتْ فِي مَحَلٍّ آخَرَ وَأَعْطَاهُمُ اللَّهُ مَا اقْتَرَحُوا فَلَمْ يُؤْمِنُوا اسْتُؤْصِلُوا بِالْعَذَابِ ، وَإِنَّمَا خُصَّ قَوْمُ
صَالِحٍ بِالِاسْتِشْهَادِ ، لِأَنَّ آثَارَ إِهْلَاكِهِمْ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ قَرِيبَةٌ مِنْ
قُرَيْشٍ وَأَمْثَالِهِمْ يُبْصِرُهَا صَادِرُهُمْ وَوَارِدُهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً أَيْ ذَاتَ إِبْصَارٍ يُدْرِكُهَا النَّاسُ بِأَبْصَارِهِمْ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=12وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً أَوْ أُسْنِدَ إِلَيْهَا حَالُ مَنْ يُشَاهِدُهَا مَجَازًا ، أَوْ
[ ص: 830 ] أَنَّهَا جَعَلَتْهُمْ ذَوِي إِبْصَارٍ ، مِنْ أَبْصَرَهُ جَعَلَهُ بَصِيرًا .
وَقُرِئَ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ .
وَقُرِئَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالصَّادِ ، وَانْتِصَابُهَا عَلَى الْحَالِ .
وَقُرِئَ بِرَفْعِهَا عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَحْذُوفٍ يَقْتَضِيهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ ، أَيْ : فَكَذَّبُوهَا ( وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ ) ، وَمَعْنَى فَظَلَمُوا بِهَا فَظَلَمُوا بِتَكْذِيبِهَا أَوْ عَلَى تَضْمِينِ ( ظَلَمُوا ) مَعْنَى جَحَدُوا أَوْ كَفَرُوا ، أَيْ : فَجَحَدُوا بِهَا أَوْ كَفَرُوا بِهَا ظَالِمِينَ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ الْكُفْرِ أَوِ الْجَحْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا اخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ عَلَى وُجُوهٍ : الْأَوَّلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْعِبَرُ وَالْمُعْجِزَاتُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ مِنْ دَلَائِلِ الْإِنْذَارِ تَخْوِيفًا لِلْمُكَذِّبِينَ ، الثَّانِي أَنَّهَا آيَاتُ الِانْتِقَامِ تَخْوِيفًا مِنَ الْمَعَاصِي ، الثَّالِثُ تَقَلُّبُ الْأَحْوَالِ مِنْ صِغَرٍ إِلَى شَبَابٍ ثُمَّ إِلَى تَكَهُّلٍ ثُمَّ إِلَى شَيْبٍ لِيَعْتَبِرَ الْإِنْسَانُ بِتَقَلُّبِ أَحْوَالِهِ فَيَخَافُ عَاقِبَةَ أَمْرِهِ ، الرَّابِعُ آيَاتُ الْقُرْآنِ ، الْخَامِسُ الْمَوْتُ الذَّرِيعُ ، وَالْمُنَاسِبُ لِلْمَقَامِ أَنْ تُفَسَّرَ الْآيَاتُ الْمَذْكُورَةُ بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ ، أَيْ : لَا نُرْسِلُ الْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةَ إِلَّا تَخْوِيفًا مِنْ نُزُولِ الْعَذَابِ ، فَإِنْ لَمْ يَخَافُوا وَقَعَ عَلَيْهِمْ .
وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ ( ظَلَمُوا بِهَا ) ، أَيْ : فَظَلَمُوا بِهَا وَلَمْ يَخَافُوا ، وَالْحَالُ أَنَّ مَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ الَّتِي هِيَ مِنْ جُمْلَتِهَا ( إِلَّا تَخْوِيفًا ) .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ إِلَّا تَخْوِيفًا مِنْ نُزُولِ الْعَذَابِ الْعَاجِلِ .
وَلَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ الِامْتِنَاعَ مِنْ إِرْسَالِ الْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ عَلَى رَسُولِهِ لِلصَّارِفِ الْمَذْكُورِ قَوَّى قَلْبَهُ بِوَعْدِ النَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ الظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ : أَيِ اذْكُرْ إِذْ قُلْنَا لَكَ ، أَيْ : أَنَّهُمْ فِي قَبْضَتِهِ وَتَحْتَ قُدْرَتِهِ ، فَلَا سَبِيلَ لَهُمْ إِلَى الْخُرُوجِ مِمَّا يُرِيدُهُ بِهِمْ لِإِحَاطَتِهِ لَهُمْ بِعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالنَّاسِ أَهْلُ
مَكَّةَ ، وَإِحَاطَتُهُ بِهِمْ إِهْلَاكُهُ إِيَّاهُمْ ، أَيْ : إِنَّ اللَّهَ سَيُهْلِكُهُمْ ، وَعَبَّرَ بِالْمَاضِي تَنْبِيهًا عَلَى تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ ، وَذَلِكَ كَمَا وَقَعَ يَوْمَ
بَدْرٍ وَيَوْمَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ عَصَمَهُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَقْتُلُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ لَمَّا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ إِنْزَالَ الْآيَاتِ يَتَضَمَّنُ التَّخْوِيفَ ضَمَّ إِلَيْهِ ذِكْرَ آيَةِ الْإِسْرَاءِ ، وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي صَدْرِ السُّورَةِ ، وَسَمَّاهَا رُؤْيَا لِأَنَّهَا وَقَعَتْ بِاللَّيْلِ ، أَوْ لِأَنَّ الْكَفَرَةَ قَالُوا لَعَلَّهَا رُؤْيَا ، وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي صَدْرِ السُّورَةِ وَجْهًا آخَرَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الرُّؤْيَا ، وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ ارْتِدَادَ قَوْمٍ كَانُوا أَسْلَمُوا حِينَ أَخْبَرَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ ، وَقِيلَ : كَانَتْ رُؤْيَا نَوْمٍ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى أَنَّهُ يَدْخُلُ
مَكَّةَ فَافْتَتَنَ الْمُسْلِمُونَ لِذَلِكَ ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ
مَكَّةَ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ وَقَدْ تُعُقِّبَ هَذَا بِأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ ، وَالرُّؤْيَا الْمَذْكُورَةَ كَانَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَا الْمَذْكُورَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هِيَ أَنَّهُ رَأَى
بَنِي مَرْوَانَ يَنْزَوْنَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ ، فَقِيلَ : إِنَّمَا هِيَ الدُّنْيَا أَعْطَوْهَا فَسُرِّيَ عَنْهُ ، وَفِيهِ ضَعْفٌ ، فَإِنَّهُ لَا فِتْنَةَ لِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الرُّؤْيَا إِلَّا أَنْ يُرَادَ بِالنَّاسِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحْدَهُ ، وَيُرَادُ بِالْفِتْنَةِ مَا حَصَلَ مِنَ الْمَسَاءَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ قَدْ كَانَ أَخْبَرَ النَّاسَ بِهَا فَافْتَتَنُوا .
وَقِيلَ : إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَاهُ فِي الْمَنَامِ مَصَارِعَ
قُرَيْشٍ حَتَّى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020641وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ وَهُوَ يُومِئُ إِلَى الْأَرْضِ وَيَقُولُ : هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ ، هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ ، فَلَمَّا سَمِعَ
قُرَيْشُ ذَلِكَ جَعَلُوا رُؤْيَاهُ سُخْرِيَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ عَطْفٌ عَلَى الرُّؤْيَا ، قِيلَ وَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ .
قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ وَهِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، وَالْمُرَادُ بِلَعْنِهَا لَعْنُ آكِلِهَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِكُلِّ طَعَامٍ مَكْرُوهٍ مَلْعُونٌ ، وَمَعْنَى الْفِتْنَةِ فِيهَا أَنَّ أَبَا جَهْلٍ وَغَيْرَهُ قَالُوا : زَعَمَ صَاحِبُكُمْ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ تَحْرِقُ الْحَجَرَ ، ثُمَّ يَقُولُ يَنْبُتُ فِيهَا الشَّجَرُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَرُوِيَ أَنَّ
أَبَا جَهْلٍ أَمَرَ جَارِيَةً فَأَحْضَرَتْ تَمْرًا وَزُبْدًا وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : تَزَقَّمُوا .
وَقَالَ
ابْنُ الزِّبَعْرَى : كَثَّرَ اللَّهُ مِنَ الزَّقُّومِ فِي دَارِكُمْ فَإِنَّهُ التَّمْرُ بِالزُّبْدِ بِلُغَةِ
الْيَمَنِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ هِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي تَلْتَوِي عَلَى الشَّجَرِ فَتَقْتُلُهَا ، وَهِيَ شَجَرَةُ الْكُشُوثُ ، وَقِيلَ : هِيَ الشَّيْطَانُ ، وَقِيلَ :
الْيَهُودُ ، وَقِيلَ : بَنُو أُمَيَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا أَيْ نُخَوِّفُهُمْ بِالْآيَاتِ فَمَا يَزِيدُهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا مُتَجَاوِزًا لِلْحَدِّ مُتَمَادِيًا غَايَةَ التَّمَادِي فَمَا يُفِيدُهُمْ إِرْسَالُ الْآيَاتِ إِلَّا الزِّيَادَةَ فِي الْكُفْرِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَفْعَلُ بِهِمْ مَا فَعَلْنَاهُ بِمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، وَهُوَ عَذَابُ الِاسْتِئْصَالِ وَلَكِنَّا قَدْ قَضَيْنَا بِتَأْخِيرِ الْعُقُوبَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا قَالَ : كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ وَتَمَسَّكَ الْإِنْسِيُّونَ بِعِبَادَتِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ كِلَاهُمَا ، يَعْنِي الْفِعْلَيْنِ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَرُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الشِّرْكِ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ
وَالْمَسِيحَ وَعُزَيْرًا .
وَرُوِيَ عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِلَفْظِ
عِيسَى وَأُمِّهِ
وَعُزَيْرٍ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِلَفْظِ : هُمْ
عِيسَى وَعُزَيْرٌ ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020642سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ ، قَالُوا وَمَا الْوَسِيلَةُ ؟ قَالَ الْقُرْبُ مِنَ اللَّهِ ، ثُمَّ قَرَأَ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12402إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا قَالَ : فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ [ ص: 831 ] وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020643سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا ، وَأَنْ يُنَحِّيَ عَنْهُمُ الْجِبَالَ فَيَزْرَعُوا ، فَقِيلَ لَهُ : إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا ، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ ، قَالَ : لَا بَلْ أَسَتَأْنِي بِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْهُ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ :
قَالَ النَّاسُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَوْ جِئْتَنَا بِآيَةٍ كَمَا جَاءَ بِهَا صَالِحٌ وَالنَّبِيُّونَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَأَنْزَلَهَا عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ عَصَيْتُمْ هَلَكْتُمْ . فَقَالُوا : لَا نُرِيدُهَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا قَالَ : الْمَوْتُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : هُوَ الْمَوْتُ الذَّرِيعُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ قَالَ : عَصَمَكَ مِنَ النَّاسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : فَهُمْ فِي قَبْضَتِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الْآيَةَ قَالَ : هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلَيْسَتْ بِرُؤْيَا مَنَامٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو سَعِيدٍ وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
أُمِّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ أَصْبَحَ يُحَدِّثُ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ ، فَطَلَبُوا مِنْهُ آيَةً ، فَوَصَفَ لَهُمْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَذَكَرَ لَهُمْ قِصَّةَ الْعِيرِ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ : هَذَا سَاحِرٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ :
رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَنِي فُلَانٍ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَمَا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ بَعْدَ أَنْ سَاقَ إِسْنَادَهُ : وَهَذَا السَّنَدُ ضَعِيفٌ جِدًّا ، وَذَكَرَ مِنْ جُمْلَةِ رِجَالِ السَّنَدِ
مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنَ زَبَّانٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ ، وَشَيْخُهُ
عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ضَعِيفٌ جِدًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
رَأَيْتُ وَلَدَ nindex.php?page=showalam&ids=2114الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الْمَنَابِرِ كَأَنَّهُمُ الْقِرَدَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ، يَعْنِي الْحَكَمَ وَوَلَدَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
رَأَيْتُ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مَنَابِرِ الْأَرْضِ ، وَسَيَمْلِكُونَكُمْ فَتَجِدُونَهُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ ، وَاهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا وَهُوَ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ نَحْوَهُ وَهُوَ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=17065لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لِأَبِيكَ وَجَدِّكَ : إِنَّكُمُ الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ وَفِي هَذَا نَكَارَةٌ لِقَوْلِهَا : يَقُولُ لِأَبِيكَ وَجَدِّكَ ، وَلَعَلَّ جَدَّ
مَرْوَانَ لَمْ يُدْرِكْ زَمَنَ النُّبُوَّةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُرِيَ أَنَّهُ دَخْلَ مَكَّةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ فَسَارَ إِلَى مَكَّةَ قَبْلَ الْأَجَلِ فَرَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ ، فَقَالَ نَاسٌ : قَدْ رُدَّ ، وَقَدْ كَانَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَيَدْخُلُهَا ، فَكَانَتْ رَجْعَتُهُ فِتْنَتَهُمْ ، وَقَدْ تَعَارَضَتْ هَذِهِ الْأَسْبَابُ وَلَمْ يُمْكِنِ الْجَمْعُ بَيْنَهَا ، فَالْوَاجِبُ الْمَصِيرُ إِلَى التَّرْجِيحِ ، وَالرَّاجِحُ كَثْرَةً وَصِحَّةً هُوَ كَوْنُ سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ قِصَّةَ الْإِسْرَاءِ فَيَتَعَيَّنُ ذَلِكَ .
وَقَدْ حَكَى
ابْنُ كَثِيرٍ إِجْمَاعَ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ فِي الرُّؤْيَا ، وَفِي تَفْسِيرِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنَّهَا شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، فَلَا اعْتِبَارَ بِغَيْرِهِمْ مَعَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ
أَبُو جَهِلٍ لَمَّا ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - شَجَرَةَ الزَّقُّومِ تَخْوِيفًا لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ هَلْ تَدْرُونَ مَا شَجَرَةُ الزَّقُّومِ الَّتِي يُخَوِّفُكُمْ بِهَا
مُحَمَّدٌ ؟ قَالُوا : لَا . قَالَ : عَجْوَةُ
يَثْرِبَ بِالزُّبْدِ ، وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَمْكَنَّا مِنْهَا لَنَزْقُمَنَّهَا تَزَقُّمًا . قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طَعَامُ الْأَثِيمِ [ الدُّخَانِ : 43 ، 44 ] . وَأَنْزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ قَالَ : مَلْعُونَةٌ لِأَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ [ الصَّافَاتِ : 65 ] . وَالشَّيَاطِينُ مَلْعُونُونَ .